قرأ إمام صلاة التراويح.. سورة المائدة

1.      سميت السورة باسم "المائدة" وكانت من أسباب تثبيت الحواريين على الإيمان ودعما لسيّدنا عيسى عليه السّلام بمعجزة المائدة. إذن الطعام إذا أحسن استعماله ظلّ يذكر على مسامع الدنيا عبر القرآن الكريم. وخير النّاس من اتّخذ من الطعام وسيلة يتقرّب بها إلى الله تعالى ويرفع به الغبن عن النّاس وكان لهم عونا وسندا فيما يصلح أحوالهم.

2.      جاءت آية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" المائدة 4. بعد تحريم "الميتة والدّم ولحم الخنزير وما آهلّ لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة وما أكل السّبع وما ذبح على النّصب". أي جاءت بعد سلسلة من تحريم المأكلولات والطعام مايدل على أنّ للطعام ونوعيته وطريقة تقديمه أهمية لايمكن التهاون به ويؤخذ مأخذ الجدّ.

3.      وكذلك جاء ذكر الطعام بعد آية "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا" المائدة 4. مايدل على أنّ المرء يأكل لوجه الله تعالى وبما أحلّ الله تعالى وإلاّ أصبح كالبهيمة.

4.      قال تعالى: "قال ياولتي أعجزت أن اكون مثل مثل هذا الغراب فأوراي سوءة أخي فأصبح من النّادمين" المائدة 33. أقول: الحقد والبغض والكره وقتل أخيه أعماه أن يتعلّم أمرا بسيطا وهو دفن أخيه لأنّه من توغلّ في الجرم جهل أبسط الأمور المفيدة وكذلك الدول المتخلّفة تتوغّل في الفساد وظلم أبنائها فتجهل أبسط الأمور للنهوض بمجتمعاتها.

5.      قال تعالى: "وقالت اليهود يد الله مغلولة" المائدة 66. أقول: اليهود كانوا في غاية اللّؤم والصغر لأنّهم لم يكفهم أن تنكّروا لنعم الله عليهم حيث فضّلهم الله يومها على كثيرا ممّن خلق بالرسل والنعم وزادوا عليها أن اتّهموا الله تعالى بما ليس فيه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. والأمّة التي تتّهم الله سبحانه وتعالى فلا غرابة أن تتّهم غيرها ولذلك لاتستحقّ إلاّ مايستحق من يتّهم الله تعالى ولا عهد ولا أمان لها مادامت السّموات والأرض.

6.      قال تعالى: "وأمّه صدّيقة" المائدة 77. وصف الله تعالى سيّدتنا مريم عليها السّلام وهو يصف سيّدنا عيس عليه السّلام أنّها صدّيقة لأنّها صدقت حين قالت أنّ سيّدنا عيسى عليه السّلام ابنها وليس ابن الله، والأم حين تكون صديقة ستنجب أمّة صديقة لايتنكّر لها ويعترف بها وبنسبها ويدافع عنه ويذود عن أمّه الصّديقة.

7.      قال الله تعالى: "وكلوا ممّا رزقكم الله حلالا طيّبا" المائدة 90. لايكفي أكل الحلال لابد أن يكون طيّبا والطعام الكامل النّافع هو الذي كان حلالا وطيبا كما لاينفع أن يكون الطعام طيّبا وحراما، وليحرص المرء قدر مايستطيع أن يأكل الحلال الطيّب فإنّ ذلك أنفع له ولذريته ولمجتمع الذي يقوم على الحلال الطيّب.

وسوم: العدد 824