احذروا من الضباع البشرية الفلسطينية
تحسين أبو عاصي
– غزة فلسطين –
كثير من الناس يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب .. وكثير من يملك أنيابا مختبئة بين الفكين هي أشد من أنياب الضباع والنمور ، فهم ضباع ضارية متوحشة مفترسة بأشكال بشرية تبدو جميلة المنظر ... ضباع لا يمكن أن يروضها دين ولا أخلاق ولا فكر ولا سياسة ؛ لأنهم تربوا على مذاق اللحوم البشرية ، حتى وإن برزوا يوما كالثعلب في لباس الواعظين .. هؤلاء الضباع يعطونك من طرف اللسان حلاوة ويروغون منك كما يروغ الثعلب ، فلا خير فيهم وإن أجادوا التمثيل والرقص ، وسرعان ما أن تظهر حقيقتهم وينكشف قبح وجوههم بمواقف الأخذ لا العطاء وبمواقف إدارة الظهر عند الشدائد ، لأنهم لا يفقهون لغة العطاء ، هم تماما كالضباع في صفاتهم ، لا يهمهم إلا النهش في اللحوم مهما كان طبيعة تلك اللحوم ، فالمهم انها في نظرهم لحوم فقط يملؤون بطونهم كما تملأ الضباع بطونها ...
قاتل الله تلك الضباع المتوحشة ما أشرسها ، وما أسوأها ، وما أشدها ضراوة على شعبنا ، وهي في ظلمات الليل وفي كل خفاء ، تتحد مع خفافيش الظلام ؛ لتتصيد فرائسها المضللين والضالين ، وكيف لا ويقول المثل " رزق الهُبل على المجانين "
أتحدى تلك الضباع أن يكون لهم موقف شريف يُحسدون عليه .. أتحداهم أن أجدهم أو أجد أحدهم في أماكن الشدة ، ينقذون كل محتاج وملهوف من أبناء شعبهم ، ولا نسمع منهم إلا أصواتا مألوفة معهودة مشروخة هزيلة ميتة ؛ لتُعبر عن حقيقتهم الحيوانية الضارية في كل مكان ، في الجامعات .. في المكاتب .. في المصانع .. في الفنادق الخمسة نجوم .. في المؤسسات المدنية والرسمية ..في اللقاءات والندوات .. تحت الكاميرات وبين وسائل الإعلام .. يظهرون بأنيق اللباس ويتكلمون أجمل العبارات ، يخدعون المساكين المضللين مهما علا شأنهم ، فهم مساكين ومضللين لأنهم لا يعرفون حقيقتهم وربما يكتشفون تلك الحقيقة بعد ضياع البلاد والعباد ..
ما أكثر الضباع البشرية في وطننا فلسطين .. فهل من صياد ماهر يُنقذنا من تلك الضباع ، لعلنا نُمتع أبصارنا يوما وهم خلف قضبان حديقة الحيوانات .. قل عسى ان يكون ذلك قريبا.