ألا يمكن على الأقل أن يحصل حفل بين المغاربة والجزائريين عند النقطة الحدودية بمدينة السعيدية
ألا يمكن على الأقل أن يحصل حفل بين المغاربة والجزائريين عند النقطة الحدودية بمدينة السعيدية شبيها بحفل حدود "واغه " بين الهند وباكستان ؟
من المعلوم أن الهند وباكستان خاضتا حربا بينهما بسبب النزاع حول منطقة كشمير ما بين 1947 و1948 ، ومنذ سنة 1959 اعتادت الدولتان الجارتان على تنظيم حفل استعراضي وجيز يوميا عند النقطة الحدودية "واغه "، وهو حفل إغلاق الحدود أو حفل خفض علمي البلدين ، وهو عبارة عن رمز يعكس التنافس بينهما ،وفي نفس الوقت هو تعبيرعن التعاون بينهما ، ويشهد المواطنون من البلدين هذا الحفل اليومي الذي يقدمه عسكريان باكستاني وهندي كل منهما يظهرما عنده من قوة وشجاعة بحماسة عسكرية .
وما حدث من احتشاد على طرفي الحدود بين المغرب والجزائر عند النقطة الحدودية السعيدية على إثر تأهل فريق كرة القدم الجزائري إلى ربع ونصف ونهائي كأس إفريقيا للأمم يكاد يشبه احتشاد الباكستانيين والهنود عن النقطة الحدودية " واغه " بين البلدين .
وإذا كان الاستعراض عند نقطة " واغه " يتم بين جنديين ، فإن ما حدث عند النقطة الحدودية بالسعيدية كان استعراض بين عسكريين مغاربيين ، وشابين جزائريين تسلقا الحاجز الحدودي بين البلدين تحت تأثير الحماس والفرحة بتأهل فريقهما الكروي لمعانقة أشقائهما على الطرف المغربي . وقد رفع الشبان أيديهما مستسلمين للجنديين المغربيين للتعبير عن عفويتهما في عملية تخطي الحدود، ولقد سجل الفيديو الذي صور الحدث أصوات المواطنين المغاربة وهم يتوسلون إلى الجنديين لإخلاء سبيل الشابين اللذين دفعتهما نشوة الفرح إلى اقتحام سياج الحدود المغلقة منذ أكثر من عقدين .
وكنا نود لو غلّب حكام الجزائر الحكمة والأخوة والجوار، واتخذوا قرارا شجاعا بفتح الحدود للسماح بصلة الأرحام بين الشعبين خصوصا وأن أولي الأرحام من البلدين يتجشمون مشقة كبرى ليصلوا أرحامهم حيث يضطرون لركوب الجو بين وهران والدار البيضاء ليركبوا بعد ذلك وسائل نقل برية لساعات طوال من أجل العودة إلى مدينة وجدة التي توجد على مرمى حجر من مدينة مغنية وهي مسافة تقطع في دقائق معدودات .
وما دام الحكام في الجزائر مصرون على إغلاق الحدود بالرغم من الدعوات المتكررة من المغرب لفتحها، فعلى الأقل يكون بين البلدين حفل يومي معلوم التوقيت لدقائق عند النقطة الحدودية قرب مدينة السعيدية لا ليتواجه خلاله جنديان من البلدين كما هو الشأن عند النقطة الحدودية بين باكستان والهند، ولكن ليتعانق مواطنان من القطرين عناق أخوة كرمز يعبر عن رغبة الشعبين في فتح الحدود بين البلدين والتعاون بينهما . ويبدو أن الشابين الجزائريين اللذين تخطيا سياج الحدود سيكون لهما شرف المبادرة لسن حفل يسمى حفل العناق بين الشعبين الشقيقين ، ويطلق اسمهما على النقطة الحدودية التي حدث فيها تخطيهما الحدود.
ولقد نقلت وسائل التواصل فيديو مشهد الشابين وهما يعبران من أجل عناق أشقائهما ،ودمعت له العيون من الجانبين ، وهو مشهد نأمل أن يحرك مشاعر المسؤولين للمبادرة بفتح الحدود وذلك ليحصل العناق بين شعبين شقيقين جمعت بينهما الفرحة ب تأهل في لعبة كرة القدم بينما تحاول الحسابات السياسة التفريق بينهما ، ونأمل أن تجمع قريبا بينهما فرحة بفتح الحدود شريطة أن يبقى الحفل الرمزي مستمرا تحييه الأجيال القادمة.
وسوم: العدد 833