تهافت المتساقطين
في زمن الهزائم المتلاحقة، وعندما يُهزم المتساقطون من دواخلهم، ويخشى من جلبوا الهزائم لأوطانهم ولأمّتهم على عروشهم المتساقطة، تطلّ رؤوس العمالة التي تكون خلايا نائمة لم يسمع بها أحد من قبل، فترى أنّ دورها قد حان أوانه لتسويق سياسة السّلطان الجائر، فتجدهم يبالغون في كلّ شيء حتّى أنّهم يهذون بتزييف حقائق لا يمكن دحضها.
فعندما ركع سلاطين يتكلّمون العربيّة أمام سيّد البيت الأبيض، وسلّموه مقدّرات أوطانهم وشعوبهم، واستجابوا لأوامره بتطبيع العلاقات مع إسرائيل صاغرين، وتحالفوا معها أمنيّا، وبعد أن مهّدوا لذلك بتمويل وتدريب وتسليح قوى الضّلالة والإرهاب؛ ليعيثوا في بلاد العربان تدميرا وقتلا وتشريدا، وجد السّاقطون والمتساقطون فرصتهم ليعلو نباحهم ونهيقهم، كي يحظوا ببعض الفتات الذي يلقى لهم، ولأنّ ترامب وإدارته متصهينون أكثر من الصّهاينة أنفسهم، واستطاعوا صهينة بعض العربان ممّن يتستّرون بعباءة الدّين، فنبحت كلابهم المتساقطة بما يكفل لهم ولها ركنا حصينا في مزابل التّاريخ، تماما مثلما هو أبو رغال الذي يُرجم من زمن الجاهلية حتّى يومنا هذا، وسيرجم إلى يوم يبعثون. وهذا يظهر من خلال من كتبوا بأنّ المسجد الأقصى مثله مثل أيّ مسجد في أوغندة، أو كذاك التّعيس الذي اعتبر قداسة المسجد الأقصى "أدبيّة" كقداسة أيّ مسجد في حارته! أو كمن يزعمون أنّ الأقصى غير موجود في القدس!
صحيح أنّ هذه الأبواق المسعورة والتي باعت نفسها للشّيطان لا تستحق الرّدّ، لكنّ فلتانها له مآرب ومقاصد مدفوعة الثّمن، وتمهّد "لفصعة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضيّة الفلسطينيّة لصالح المشروع الصّهيونيّ التّوسّعيّ، ولتحويل العربان إلى "حطّابين وسقّائين" في سوق النّخاسة الجديد، ومن هنا يجب التّحذير منهم.
وسوم: العدد 835