مسكوت عنه في صنع نتائج الامتحانات يحب أن يمدح بها من لا دخل لهم فيها

في نهاية كل موسم دراسي حين تظهر نتائج الامتحانات عموما والإشهادية منها خصوصا يبادر الوزير في الوزارة الوصية على قطاع التربية إلى المباهاة بها ،ونسبتها إلى ما يسميه نجاج الوزارة في سياستها التربوية  ، ويلي الوزير في المباهاة بالنتائج  مديرو الجهات والأقاليم ثم من يليهم من مربين على اختلاف مهامهم وأدوارهم ، و هكذا تفخر جهة على جهة ، وإقليم على آخر بما يتحقق من نسب النجاح ، وما تصل إليه المعدلات  من علو وتميز ، وتوزع رسائل الشكر والثناء بناء عليها ، كما تصحب إعلان النتائج  حملات إعلامية إشهارية تقوم بها إدارات المؤسسات التربوية تحديدا الخصوصية منها لاستمالة أكبر عدد ممكن من المتعلمين  للتسجيل بها .

ومع أنه لا ينكر فضل كل هؤلاء في صنع النتائج إلا جاحد فضل أو مكابر يركب عناده ، فإنه لا بد من الإشارة إلى مسكوت عنه في صنع تلك النتائج ،وهو ما يصرفه أولياء أمور المتعلمين من أموال على دروس الدعم  والتقوية التي يستفيد منها  أبناؤهم وبناتهم والتي تعد عاملا مهما في صنع النتائج .

ولا يعرف هذا العامل ويعول عليه كثيرا إلا أولياء أمور المتعلمين الذين يرهق جيوبهم خصوصا من يواجه أبناؤهم وبناتهم امتحانات إشهادية . ومن هؤلاء الأولياء من ينتدبون لدعم وتقوية أبنائهم وبناتهم مدرسين يترددون عليهم في بيوتهم يأكلون ويشربون ويتقاضون  فوق ذلك أجرا، ومنهم من يفضل لأبنائه وبناته ما يسمى بالمجوعات المغلة ، وهي مجموعات محدودة العدد من المستفيدين من الدعم لا يحلم بالانخراط فيها إلا أبناء الموسرين ، وإن وجد بينهم أبناء الطبقة المتوسطة يكون انتماؤه إليها  بعد شق الأنفس وعلى حساب قوت أسرهم وجيوب أولياء أمورهم، ومنهم من لا مندوحة لهم عن دروس دعم وتقوية لأبنائهم وبناتهم مهما كانت أساليبها ، وليس بعد هؤلاء إلا الذين لا حول لهم ولا قوة بعيون تبصر وأيد تقصر.

ولا يثار موضوع هذا المسكوت عنه إلا بين أولياء الأمور حين تجمع بينهم الظروف ،فيشكو بعضهم إلى بعض قهر ما تتطلبه دروس الدعم والتقوية من مال يقتطع من اللحم الحي على حد قول المغاربة كناية عما يكلف ويرهق .

ولو أردنا أن نقوّم  ـ من القيمة ـ  نتائج ومعدلات امتحانات إشهادية  مما يفخر به عن طريق رصد ما ينفق بعض أولياء الأمور على  دروس الدعم والتقوية لوجدنا المعدل الواحد في المادة الواحدة يكلفهم مبلغا باهظا ومرهقا حتى يبلغ الأمرأحيانا  أرقاما قياسية على حد تصريح بعض هؤلاء الأولياء  بحسرة وأسى لا يخفف من وطأتهما إلا حصول الأبناء والبنات على تلك النتائج والمعدلات  المرتفعة والمشرفة معنويا والمكلفة ماديا والتي تؤهلهم لولوج المعاهد والكليات  المرغوب فيها.

وأخيرا نرجو أن يستحضر المسكوت عنه حين تعرض نتائج الامتحانات ، وألا تغيب خصوصا عند الذين يحبون أن يحمدوا عليها، وليس لهم فيها دور بل الحمد لله ولأولياء أمور المتعلمين الذين ينفقون  أموالهم  على دعم وتقوية أبنائهم لصنع نتائجهم المرضية  التي تضمن لهم مستقبلا يحلمون به .

وسوم: العدد 841