هكذا كان يمضي شهداء الثمانينات في سجون الطغاة إلى حبال المشانق
هكذا كان يمضي شهداء الثمانينات في سجون الطغات الى حبال المشانق . فرحين بالشهادة . مستبشرين بالجنة . صابرين محتسبين .. وهكذا مضى شقيق روحي عبدالهادي ناعورة
يتواثبون الى الطعان يسابقون الى الجنان
رهبان ليل في الصلاة وفي الجهاد لفيف جان
نقلا من صفحة الاخ عبدالله البصير
في صباح يوم شتائي بارد و كئيب ...
كان نداء " استيقاظ " قد أحدث حركة و نشاطا عجيبين ...
فبعد أن كانت أجساد النيام تغطي الأرض ...
طُويت البطانيات العسكرية ...
ولُفت " العوازل " وجلس الجميع منهمكين !
ما بين تال للمأثورات ...
ومسبح ومستغفر ...
ومن بدأ ورده اليومي من القرآن الكريم ...
ومن " فتح ختمة " مع أخ يراجع كلاهما محفوظاته ...
فُتحت نافذة الباب الحديدي فجأة ...
" اسمع ولاك رئيس المهجع "
محمد جزماتي
أحمد قنان
عبد القادر الصالح
محمد علي عجاج
وتتالت الأسماء ورئيس المهجع يعيدها ...
ويثب الشهيد تلو الشهيد بعزم جبار وصوت مدوي : " حاضر "
****
الله أكبر ... إنها دفعتي ....سارعت بالاستتار تحت بطانية !
وأخذت أبدل ملابسي ...وأسارع بارتداء ما سميناه " الكفن "
وهو : البيجاما ذات الثلاثين أو الخمسين أو ... رقعة ...
اقتربت من الباب الحديدي متأهبا أن أصرخ : " حاضر "
وأنطلق كما بقية الإخوة ...لصلاة ركعتي الشهادة ...
توقف الزمان أو كاد ...والدقائق تمر كسلى متبلدة ...
" جهزوا أغراضهم ...نقل على سجن تاني "
وأُغلقت الشراقة بعنف كما فُتحت ...
عقدت المفاجأة لساني ...والتفت ...
لأجد المهجع يغلي بالحركة والضجيج ...
هذا يصلي ركعتي الشهادة ...
وهذا يودع إخوانه ضاحكا مستبشرا ...
" سلم لي على الرسول "
"إن شاء الله ...موعدنا الجنة "
" ادعولنا يا شباب "
أما عدنان فقد حمل الحاج عبد المعطي شمسي باشا ...
وأخذ بالدوران وهو يهتف : " عالجنة يا حجي عالجنـــــــــــــــــــة "
انهمرت الدموع من عيني ... فرآني الدكتور أبو عماد محمد جزماتي ..
" ما بك .... لم تبكي ؟؟؟؟
" اسمي ما طلع ...اسمي ما طلع "
احتضنني وقبلني وطيب خاطري بكلمات ...
وسوم: العدد 872