نظرات في كلمة وزير خارجية الطائفة في مؤتمر جنيف2

أحمد الجمال الحموي

نظرات في كلمة وزير خارجية الطائفة

في مؤتمر جنيف2

لن أتكلم في جدوى مؤتمر جنيف الثاني أو عدم جدواه

أحمد الجمال الحموي

ولن أؤيد المؤتمر أو أعارضه . ولن ألوم الذين شاركوا في المؤتمر من ممثلي الشعب وكذلك لن ألوم من امتنعوا عن المشاركة فيه فلكل رأيه ولا أشك في هؤلاء ولا أولئك..

بل أدعوا للمشاركين بالعون والتوفيق والسداد إذ أنهم يتحاورون مع أعظم الناس خداعاً ومراوغة وأجرأهم على الكذب الذي يعدونه من أصول دينهم فقد روى أبوعمير عن الصادق أن (تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له ) ويالها من مفارقة عجيبة أن يكون الأمر بالكذب واعتباره من أصول الدين منسوباً إلى الصادق وتجب الإشارة هنا إلى أن النصيريين والروافض في الاخذ بالتقية سواء.

كل الذي أريده هو أن اتكلم عن الخطوط العريضة في كلمة وزير خارجية الطائفة بإيجاز :

تفوح من الخطاب رائحة العجرفة والوقاحة ومن أمثلة الوقاحة أن (وليد) أخذ ثلاثة أضعاف الوقت المخصص لكلمته غير عابئ بتنبيه الأمين العام للأمم المتحدة.

طفح الخطاب بالشتائم والإتهامات التي اصابت كل من لا يبيع عقله للنظام من دول وهيئات وأفراد. وليس هذا بالجديد ولا الغريب من العصابة الحاكمة.

رمى وليد المعلم الثورة الشعبية السورية العارمة بكل الموبقات التي يعرف العالم كله أن الحكومة الطائفيه هي التي ترتكبها. كالقتل والاغتصاب والتدمير والسجن والنهب والسرقات والذبح وغير ذلك .

لا يزال (وليد المعلَّم) يردد مزاعم محاربة الإرهاب وكأنه بقي من الناس من يصدق هذا الهراء أو كأنه في الدنيا من هم أكثر إرهاباً وهمجية ووحشية من بشار  وايران وحزب الله والحرس الثوري                           الايراني وبقية هذه السلسلة المجرمة .

لم يعترف بوجود ثورة شعبية لها مطالب محقة فهو إذن يحاور الارهابيين.

يستفاد من خطاب المعلَّم ان العصابة الحاكمة ماضية في ذبح الشعب السوري بذريعة محاربة الارهاب الذي تكرر في خطابه ثلاثين مرة  وهذا الذي يفهم من إصراره على محاربة الإرهاب . وكأن المعلم يقول للشعب إننا لن نتوقف عن الإجرام الذي مارسناه ونمارسه وسنمارسه بحجة محاربة الإرهاب. هذه الحجة السخيفة المفضوحة.

خطاب وليد المعلم ينكر أمراً يعرفه مليارات الناس من العرب والمسلمين وغيرهم وقد ذكره كتّاب غربيون في كتبهم وهو أن النظام طائفي غارق في الطائفيه حتى أذنيه بوحشية ونذالة وليته اكتفى بهذا بل رمى غيره بمرضه ودائه فاتهم الثورة ورجالها بأنهم يريدون إقامة دولة طائفيه وكأنه لا يعرف شيئاً عن بيانات الائتلاف والمجلس الوطني التي سمع بها العالم والتي تدعو إلى دولة العدل والمساواة وحفظ الكرامة والحقوق ومعلوم أن رجال الائتلاف لا يؤمنون بالكذب تحت شعار التقية, ولم تصدر عنهم كلمة واحدة طائفية ولكن الأقلية أقامت دولة طائفية منذ نصف قرن وهاهي ترفض إعادة المياه إلى مجاريها.

حرص وليد المعلم على تبرئة العصابة الطائفيه مما يجري تبرئة كاملة, وصوّر النظام بصورة حمل وديع مضطهد مظلوم أما الشعب السوري الثائر فهو مجرم يضطهد العصابة ويمارس تدمير بيوته ويذبح أبناءه ويغتصب نساءه إلى آخر ما هنالك من مسلسل الأكاذيب الغبية

تحدث كثيراً عن التدخل الخارجي والحق أن التدخل الخارجي تدخل كاسح قام به الحرس الثوري الايراني وحزب الله ولواء ابي الفضل العباس والحوثيون وغيرهم ومن الغباء مقارنة هذا التدخل الطائفي الرسمي بجيوش تعبر أراضي دولها على الأقل تحت سمع حكوماتها وبصرهم بمجيئ مئات من الشباب أو آلاف بصفة فردية لنجدة الشعب السوري الذي تداعى عليه الباطنيون من أقطار الأرض مستعينين بالمرتزقه والأوشاب من أنحاء العالم.

لم يرد في كلام وزير الطائفة جملة واحدة تدل على اعترافهم بجنيف الأول ومن المعروف ان الثاني مبني على الأول.

لم يقدم فكرة واحدة للحل وانما تطاول وهاجم وليس في كلمته أفق سياسي لايقاف سيل القتل والدماء ومسلسل الدمار وللخروج من النفق المظلم الذي أدخل الطائفييون سورية فيه.

يصور خطاب ( المعلم بفتح اللام ) سورية في ظل حكم الطائفة ( قبل قيام الثورة العظيمة ) بأنها جنة الله على الأرض عدالة ومساواة وأمنا ورفاهية وغير ذلك من النعم التي زعم المعلم أن الشعب السوري كان يتقلب فيها حتى ان السامع الجاهل ليقول اين سويسرا ودول الليكسيمبورغ من سورية في عهد القتلة المجرمين

استغل وزير الطائفة المنبر الدولي ليهاجم الشعب السوري متهما اياه بالخيانة _ وياللعار _ وليعرض افكاره البالية التي ولى زمان المتاجرة بها. ومن المفروض ان يعتذر للشعب السوري الذي تطاول عليه وعلى الأمم المتحدة.

والخلاصة أن الخطاب مجموعة اكاذيب ومغالطات تفسد قذارتها ونتن ريحها بحار الأرض ويحتاج الانسان الى كتب للرد عليها.

لكن مما يخفف عن الشعب السوري البطل وقع هذا الخطاب الدموي الارهابي ان الخطاب لقي استهجانا من اكثر دول العالم ومن كبار المحللين الحياديين الذين رأوا أنه خطاب منغلق لا يبشر بخير ويدل على ان النظام متمسك بنهجه الدموي المدمر.وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل ( اذا لم تستح فاصنع ما شئت ) وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

احمد الجمال الحموي/ نائب رئيس جمعية علماء حماه سابقا

                        عضو مؤسس في رابطة ادباء الشام

                        عضو مؤسس في رابطة العلماء السوريين

                         عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين