أبشع المؤسسات الإرهابية
كاظم فنجان الحمامي
راقبوا النتائج المتحققة على الأرض في البلدان التي اجتاحتها غربان الشر, وشاهدوا كيف تركوها بعد انسحابهم منها. تركوها تعيش تحت وطأة: عبوات ناسفة, مداهمات ليلية للمنازل, نزاعات طائفية متأججة, نقاط تفتيش, معتقلات, أجساد مبعثرة في شوارع المدن, أعمال عنف, تشريد, تهجير, عمليات سطو مسلح, خطف, انتهاك للقوانين, رشاوى وفساد إداري, كانت هذه هي المحصلة الفوضوية اليومية, التي تركتها منظمة البنتاغون بعد انسحابها من البلدان المُحتلة.
أن ما يسمى (الحرب على الإرهاب) ما هو إلا تبرير لتحركات البنتاغون نحو فرض السيطرة على مصادر الثروات العربية, فأرسلوا مرتزقتهم لقتل الناس من دون ذنب, في عمليات حربية غير متكافئة لمقايضة الدم بالنفط, أسفرت عن إبادة جماعية, كانت فيها منظمة البنتاغون هي المنظمة الإرهابية الأولى بامتياز.
أن سكوت الشعب الأمريكي وتجاهله لهذه الجرائم, يعني تواطئه مع الغارات الهمجية, التي تشنها فيالق البنتاغون ضد شعوب الأرض, ويعني تأييده لانتهاكاتها المستمرة لميثاق الأمم المتحدة, والقانون الدولي.
كيف يجرؤ أي أمريكي على الوقوف ضد حركات المقاومة الشرعية ؟. أن من تسميهم أمريكا أعدائها جميعهم يناضلون ضد توجهاتها التوسعية المتعطشة للعنف, لكنها تصنفهم في قوائم (المتمردين), و(الإرهابيين) لمقاومتهم الغزو.
أن المدنيين الذين سقطت صواريخ (توما هوك) فوق منازلهم لا يملكون خياراً, بينما مرتزقة البنتاغون يملكون الخيارات الكرتونية كلها, فهم لا يضحون بحياتهم تلبية للواجب العسكري, وإنما من أجل تحقيق أهداف الشركات البترولية الجبارة, وهم لا يدافعون عن حريات الشعب الأمريكي, وإنما يمهدون الطريق لبناء القواعد العسكرية الدائمة للدفاع عن مشاريع تلك الشركات.
أن مرتزقة البنتاغون لا يقيمون الديمقراطية بملامحها الحقيقية, وإنما يعززون أسس الاحتلال الاقتصادي لضمان هيمنتهم على البلدان النامية بعد انسحابهم منها. قال هنري كيسنجر عن هؤلاء المرتزقة: (أنهم مغفلون جداً, وحيوانات غبية نحركها كيفما نشاء مثل البيادق لتحقيق أهداف سياستنا الخارجية).
يتعين على مؤسسة البنتاغون أن تتقدم باعتذار رسمي في بداية عام 2014, وفي بداية كل عام, تفرضه عليها القواعد الأخلاقية, تعتذر فيه لكل ضحية من ضحاياها, الذين سقطوا ظلماً وعدواناً في حروبها العدوانية الطائشة. لقد سقطوا جميعهم من دون أن يتعرّضوا لأمريكا بأي سوء, فمن فلسطين إلى العراق إلى أفغانستان, إلى أي بلد آخر. كانت مقصلة الموت والدمار تتحرك بوقود الاستهتار الدولي نحو سحق كل من يقف في طريقها, حتى ارتكبت سلسلة من الفواجع والمآسي والنكبات.