صائب عريقات رجل استثنائي في مرحلة استثنائية
اختطف الموت هذا اليوم أحد الرّموز الإستثنائيّة في هذه المرحلة الإستثنائيّة من تاريخ شعبنا الفلسطينيّ العربيّ الدكتور صائب عريقات، أمين سرّ اللجنة التّنفيذيّة لمنظّمة التّحرير الفلسطينيّة، عضو اللجنة المركزيّة لحركة فتح.
عرفنا الدّكتور صائب عريقات أستاذا جامعيّا، وكاتب مقالة سياسيّة في صحيفة القدس الفلسطينيّة قبل قيام السّلطة الفلسطينيّة، وقبل اتّفاقات أوسلو التي تمخّضت عن قيام السّلطة الفلسطينيّة على المتاح من أرض الوطن.
وعرفناه مفاوضا لا تلين له قناة بعد قيام السّلطة الفلسطينيّة، فقد حظي برضا ودعم الرّئيس الرّاحل ياسر عرفات، ومن بعده الرّئيس محمود عباس"أبو مازن".
ورغم خطيئة أوسلو إلا أنّه يجب الإنتباه بأنّ الفقيد الرّاحل ووصل إلى درجة "كبير المفاوضين الفلسطينيّين" قد فاوض باسم منظّمة التّحرير وقيادة السّلطة الفلسطينيّة، وبتكليف منهما. وبغضّ النّظر عن الموقف من المفاوضات التي لم تتوصّل إلى أيّة حلول إلا أنّ الرّجل كان صلبا في مواقفه ولم يتنازل عن أيّ شيء من حقوق شعبه في وطنه وحقّه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلّة بعاصمتها القدس الشّريف، وقد لمع نجم الرّاحل الكبير في المفاوضات بشكل كبير أثناء حصار الرّئيس الشّهيد ياسر عرفات.
ومن المؤسف أنّ الفقيد الرّاحل قد تعرّض لانتقادات غير مبرّرة، خصوصا أثناء مرضه، ومن المحزن أنّ بعض من انتقدوه هم ممّن وافقوا على اتّفاقات أوسلو بشكل وآخر، وحتّى حركة حماس خاضت انتخابات العام 2006 التّشريعيّة تحت مظلّة أوسلو، ممّا يعني اعترافها بها، لكنّ الرّجل كظم غيظه وترفّع عن الرّدّ على أيّ من منتقديه. مع التّأكيد بأن لا شماتة في المرض أو الموت، فكلّ إنسان معرّض للمرض، والموت نهاية لكلّ الأحياء بمن فيهم البشر.
وفي الأحوال كلّها يبقى الرّاحل الكبير أحد قادة شعبنا البارزين، وأفنى عمره في خدمة وطنه وشعبه، ومن يتطاول عليه فإنّه يتطاول على تاريخه السّياسيّ الذي أمضاه ناشطا في حركة فتح بما تمثّله من عمود فقري للحركة الوطنيّة الفلسطينيّة، ولمنظّمة التحرير الفلسطينيّة الممثّل الشّرعي والوحيد للشّعب الفلسطينيّ.
رحم الله الدّكتور صائب عريقات الذي قضى نحبه وفي خاطره أن يرى العلم الفلسطينيّ يرفرف على مآذن مساجد القدس وأبراج كنائسها وعلى سورها العظيم.
فإلى جنّات الخلود يا أبا عليّ والعزاء لأسرتك ولشعبنا ولاحول ولا قوّة إلا بالله.
وسوم: العدد 902