إنتظروا البرق الإيراني
كانت نشرة الأخبار على محطة «المنار» اللبنانية متحمسة، وهي تنقل تعليقات الشيخ نعيم قاسم على مقتل الخبير النووي الإيراني محسن فخري زاده.
الشيخ رفض تقليد الإسطوانة السورية إياها، وأعاد للجمهورية الإيرانية فقط، تحديد وترسيم كيفية وتوقيت الرد.
على جبهة قناة «الميادين» كان المناخ أكثر حدة فأحدهم كرر على مسامع المشاهدين مشروخة «المقاومة سترد في التوقيت المناسب».
سئمنا الإصرار العربي والإسلامي على إنشاء «الرد المناسب» بعد كل عملية ينفذها العدو، خصوصا الإسرائيلي في سوريا ولبنان، وأحيانا في العراق، ومؤخرا على التلفزيون السعودي تتكرر تلك الإسطوانة.
نحن طبعا في انتظار التهديد، الذي وعد به المسؤول العسكري في مكتب المرشد العام، حيث إيران «ستضرب مثل البرق قتلة الشهيد».
لا يوجد أسرع من البرق، لكنه زاحف عند عمائم طهران، التي وعدتنا منذ 20 عاما بقطع رأس الأفعى والصلاة في المسجد الأقصى، تماما كما فعل الكثير من القادة العرب الرازحين فوق رؤوس شعوبهم، رغم كل هزائهمم المذلة.
أنا كغيري «متعجل» أريد أن أصلي في الاقصى، ولو ركعة واحدة، قبل موتي، عبر البرق أو حتى بواسطة «القرد»!
لماذا «صمت» البرق الإيراني وتواطأ مع «الشيطان» الأمريكي، عندما قرر أعداء الأمة «تدمير العراق العظيم»؟!
في اختصار مشكلتنا مع الخطاب الإعلامي الإيراني اللعوب، أنه لا يذكر ما فعله الإيرانيون الصيف الماضي في العراق، ولا يريد أن يذكر أن تسليح الحوثي في اليمن إنتهى بإخافة الأنظمة المستبدة المرتجفة وصولا إلى «المرحلة الإبراهيمية».
وبأن»الحقن الطائفي» لأغراض «سرقة مقدرات الشعب العراقي» ودعم عصابات تحويل أهل السنة إلى «أسياخ شاورما» إنتهى بأن إيران تقف بلا حول ولا قوة وتفشل في حماية أحد أبرز علمائها ووسط عاصمتها طهران، بصرف النظر عن هوية القاتل .
لهزيمة المشروع الإسرائيلي، على الإيراني أن يعود قليلا في الذاكرة لما حصل في الصيف الماضي، حتى يتمكن أصلا من إطلاق البرق إياه.
وسوم: العدد 905