لا مزايدة في الوطنية وحب الوطن بين المغاربة فهم فيهما سواء
كعادة الذين يقتنصون الفرص لتصفية حساباتهم السياسوية والحزبوية ـ هكذا بالصيغة الدالة على الانتهازية ـ مع من يختلفون معهم في التوجه والرأي ،حاول البعض المزايدة في الوطنية وحب الوطن على غيرهم من خلال الربط بين حدثين عرفتهما الساحة الوطنية مؤخرا ، وليس بينهما رابط إلا إذا تعسف المتعسفون في الربط بينهما ، ويتعلق الأمر بالربط بين إقرار الولايات المتحدة بسيادة المغرب على ربوع صحرائه ، وهي سيادة قائمة منذ ما يقرب من نصف قرن بين والتطبيع مع الكيان الصهيوني .
ولقد وجد المتعسفون في الربط بين تزامن الحدثين طريقا للنيل ممن يرفضون التطبيع للنيل من وطنيتهم وحبهم لوطنهم ، وكأن الرافضين للتطبيع في نظرهم ليسوا بالضرورة مع الوحدة الترابية، وهذا أسلوب فج ومرفوض في المزايدة عليهم في الوطنية وحب الوطن الذي يتساوى فيهما المغاربة على اختلاف موقفهم من قضية التطبيع الذي يراه بعضهم خطرا على القضية الفلسطينية. بينما لا يراه آخرون كذلك ، ولكل تبريره ووجهة نظره ، والاختلاف في هذا لا يفسد للوطنية وحب الوطن ودا ، ولا يحق لمن يقبلون التطبيع أن يطعنوا في وطنية من يرفضونه ، كما أنه لا يحق لمن يرفضونه أن يطعنوا في وطنية من لا يرون فيه بأسا ، ونحن في دولة حق وقانون ملتزمة باحترام حرية الرأي و حرية التعبير وضامنة لها لكل مواطنيها .
وسوم: العدد 907