لوموند: علاقات الإمارات الخطيرة مع جماعات متشددة تبطل مزاعمها بأنها نموذج للتسامح والإسلام التنويري
باريس- “القدس العربي”:
قال الباحث الفرنسي جان بيار فيليو في مقال بصحيفة لوموند الفرنسية إن الدعم الملحوظ الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة لفرنسا في أزمة الرسوم الكاريكاتورية، عزز موقف أولئك، داخل فرنسا، الذين يرون في أبوظبي نموذجًا “للتسامح” وحصنًا ضد “التطرّف الإسلاموي”. لكن هؤلاء نسوا وبسرعة أن الديكتاتورية البوليسية في الإمارات لا تتسامح مع أحزاب ولا انتخابات وأن 10% فقط من سكان هذا البلد هم من المواطنين.
من جهة أخرى، اعتبر الباحث أن هوس محمد بن زايد بالعداء للإخوان المسلمين أدى به إلى وصفهم بأنهم “إرهابيون” وتفضيل عليهم السلفيين رغم أنهم أكثر تشددا. وقد تعاونت القوات الخاصة الإماراتية، المشاركة على الأرض في اليمن مع القادة السلفيين، حتى أن أبو ظبي سهرت على ضمان الاستمرار في دعم أحد قادتهم في تعز، عسكريًا وماليًا، على الرغم من إدراجه في “القائمة السوداء” الأمريكية للإرهابيين بسبب تعاونه مع الفرع المحلي لتنظيم القاعدة.
وفِي ليبيا، قال الكاتب إن محمد بن زايد هو الداعم الأكبر للمشير خليفة حفتر. فعلى عكس روسيا والسعودية ومصر، التي تدعم هي الأخرى حفتر، تؤيد الإمارات العربية المتحدة بنشاط التعاون بين مقاتلي حفتر والميليشيات السلفية، التي أصدر زعيمها الروحي المقيم في السعودية، ربيع المدخلي، فتوى من هناك قبل ثلاث سنوات لدعم حفتر، على أساس أن الإخوان المسلمين، الناشطين في الحكومة في طرابلس، “أكثر خطورة على السلفيين من اليهود والنصارى”.
وخلص الكاتب إلى القول بأنه يبدو أن مقولة “أعداء أعدائي هم أصدقائي” تبرر العلاقات المثيرة للقلق والخطيرة مع التيارات الإسلامية الأكثر تشدداً في الشيشان أو اليمن أو ليبيا. ولكن بغض النظر عن الاعتبارات الجيوسياسية الأساسية، فإن مثل هذه التسويات يجب أن تبطل مزاعم الإمارات العربية المتحدة بأنها تجسد شكلاً من أشكال “الإسلام التنويري”.
وسوم: العدد 907