مهزلة الانتخابات الرئاسية في سورية
باسم مَن سيترشّح مجرم الحرب بشار الأسد لمنصب رئاسة الجمهورية العربية السورية؟ هل سيترشح باسم حزب البعث أو الجبهة الوطنية؟ وهل يلخّص هذان الكيانان، المدى السياسي الواسع للقوى التي تؤيد ترشيح الأسد؟
إن كان الأسد سيترشح باسم حزب البعث العربي الاشتراكي، فإن هذا الحزب بات من الماضي فلا قواعد له على الأرض، وقد التحق معظم أعضائه بالثورة وفصائلها، أو انخرطوا في مؤسسات المعارضة المدنية، أطباء ومعلمين ومهندسين وأساتذة ومحامين وأدباء، وسبق وأن أطلق المقبور حافظ الأسد على الحزب رصاصة الرحمة يوم أن انقض على مؤسسي هذا الحزب وقياداته التاريخية يوم 16 تشرين الثاني عام 1970 بما سماه (الحركة التصحيحية).
وإن كان سيترشح باسم الجبهة الوطنية، فإن هذه الجبهة المزيفة التي صنعها المقبور حافظ الأسد على عينه وحاك نسيجها حفنة من الوصوليين والمنتفعين والمطبلين والمزمرين والنباحين، وذاكرة الشعب السوري لا تنسى قيادات هذه الأحزاب الهلامية والخلبية التي كان يعلو صوتها بمناسبة وبغير مناسبة في مديح المقبور وكأنها نسخة مكررة ممن حوله.
كل المؤشرات السياسية الصادرة عن معظم المحللين السياسيين والكتاب المعتبرين تؤكد أنه سيكون عام 2021 عاماً حافلا بالعديد من الأحداث السياسية، لعل أبرزها هو الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان المقبل، والتي يصمم النظام السوري على إجرائها رغم ما تشهده البلاد من أحداث دامية وأمنية غير مستقرة، وما يحتلها من غرباء وأعداء، إضافة إلى ما تفعله الدولتين المارقتين روسيا وإيران بالأرض السورية من نهب للثروات السورية، والاستيلاء على أصول الدولة السورية ومؤسساتها وهياكلها، تحت يافطات ممهورة بتوقيع بهلول الشام بشار الأسد، لقاء حمايته من أن تطاله فصائل الثورة؛ وبقائه على كرسي الحكم، وما تقوم به الدولة العبرية من استباحة أجواء سورية، وتضرب حيث تريد وفي الوقت الذي تريد، وساكن قصر المهاجرين يرغي ويزبد ويهدد بأنه سيرد في الوقت المناسب والمكان المناسب، وهذا على منوال ما جرت عليه العادة من أيام المقبور والده، والشعب السوري ينتظر ذلك اليوم منذ نصف قرن ولم يأتي ولن يأتي، بوجود آل الأسد عملاء الصهيونية والرافضية.
من هذا الواقع الأليم نطالب أهلنا المقيمين في مناطق سيطرة مجرم الحرب بشار الأسد وأعوانه، من شبيحة ومرتزقة بوتين ونصر اللات وخامنئي، أن يقفوا وقفة رجل واحد في مقاطعة هذه الانتخابات التي يريدها نمرود الشام تثبيتاً لنظامه، وتحول دون محاسبته على أفعاله وجرائمه، ووفاء لأرواح مليون شهيد من أبنائنا، ووقوفاً إلى جانب ما يزيد على نصف مليون معتقل ومفقود من أهلنا، وتضامناً مع 14 مليون من المهجرين والنازحين.
وسوم: العدد 914