الجنس الثالث مؤامرة عالمية أم حق طبيعي؟
خواطر من الكون المجاور
الخاطرة ٢٨٢ : الجنس الثالث مؤامرة عالمية أم حق طبيعي؟
قبل أيام قليلة ضجت وسائل الإعلام العالمية بخبر إنسحاب الحكومة التركية من إتفاقية اسطنبول ، ورغم أن هذه الإتفاقية ذات مضمون إنساني ، ولكن معظم وسائل الإعلام العالمية تعاملت معها بنظرة سياسية تعصبية بعيدة نهائيا عن مضمون هذه الإتفاقية . لهذا في مقالة اليوم سنبتعد نهائيا عن الإتجاه السياسي ونحاول شرح مضمون هذه الإتفاقية لنوضح أبعادها الحقيقية كونها قد تلعب دور كبير في مصير الإنسانية في المستقبل القريب.
من يقرأ عنوان الإتفاقية والخطوط العريضة لها سيعتقد أنها إتفاقية حضارية تؤمن حقوق الإنسان الضعيف ، ولكن من يدقق جيدا في التفاصيل الدقيقة لبعض بنودها سيشعر أن هناك سم خطير سيؤدي إلى تشويه المجتمع الإنساني ليقلبه رأسا على عقب . فالاسم الرسمي للمعاهدة هو "اتفاقية المجلس الأوروبي لمنع ومكافحة العنف ضد المرأة والعنف الأسري"، وقد تم توقيع دول المجلس الأوربي عليه في عام ٢٠١١ في مدينة اسطنبول ولهذا فهي معروفة اليوم بإسم (اتفاقية اسطنبول) تيمنا باسم المدينة التي شهدت هذه الإتفاقية .
معظم بنود الإتفاقية تدافع عن ضرورة حماية المرأة من العنف الأسري والإجتماعي والتي لا تزال تعاني منه جميع شعوب العالم بلا استثناء . النقاط التي تستند عليها تلك الدول التي أنتجت هذه الإتفاقية وفرضتها على الدول الأخرى ليسمح لها بالإنتساب إلى دول الإتحاد الأوروبي ، قد تبدو منطقية جدا، ولكن في المادة رقم /٤/ والذي يحمل عنوان (الحقوق الأساسية والمساواة وعدم التمييز) ، نجد في البند رقم /٣/ تم إضافة أشياء لا يمكن لأي مجتمع محافظ القبول بها ، وقد وضعناها هنا بين قوسين للإشارة لها ، فالبند الرابع يقول :
- يجب تأمين تفعيل هذه الإتفاقية من قبل الأطراف ، وخاصة من خلال التدابير الهادفة إلى حماية حقوق الضحايا ، دون أي تمييز ، خاصة القائمة على الجنس أو النوع أو العرق او اللون أو اللغة أو الدين أو الآراء السياسية أو غيرها من الآراء أو الأصول القانونية والإجتماعية أو الإنتماء إلى أقلية قومية ، أو ثروة أو ميلاد أو (الميول الجنسية أو الهوية الجنسانية) ، أو العمر أو الحالة الصحية أو الإعاقة أو الوضع العائلي أو وضع المهاجر أو اللاجئ ، أو أي وضع آخر .
فكل ما هو مذكور في هذا البند ما عدا الموجود بين قوسين هو في الحقيقة قرارات مقبولة ويجب تطبيقها كي يحقق المجتمع شروطه الحضارية، فجميع الأديان العالمية في مضمونها الحقيقي تؤيد ضرورة تطبيقها لتحافظ على تحقيق العدالة الإنسانية في مجتمعها . ولكن الحقوق التي تتعلق بالجنس (الميول الجنسية والهوية الجنسانية) هنا تأتي كالسم في العسل لتقلب قوانين هذا البند رأسا على عقب . ولهذا نجد في البداية أن جميع دول المجلس الأوروبي التي تود الإنتماء للإتحاد الأوربي كعضو من أعضائه ومنها تركيا ، قد وافقت في البداية على بنود هذه الاتفاقية لتضمن دخولها إلى الإتحاد الأوروبي، ولكن فيما بعد رفضت قبول تحقيق بند (الميول الجنسية والهوية الجنسانية) كونه يهدفه إلى تدمير أسس المجتمع الصحيح . ونجد أيضا أن في جميع دول الإتحاد الأوروبي قد حصلت بها مظاهرات عنيفة ضد تفعيل هذا البند كونها تعارض تعاليم الدين المسيحي ، وكانت الكنيسة و رجال الدين في مقدمة هذه المظاهرات فكنيسة الفتيكان إلى الآن تعارض هذا البند . فحسب زعم رافضي هذا البند أن هذه الاتفاقية تبدو وكأنها تهدف إلى التشجيع على تعزيز حقوق المرأة ولكن في الحقيقة تم التلاعب بها من قبل شريحة تحاول نشر المثلية الجنسية التي تتعارض مع القيم الاجتماعية والعائلية. فعدا تركيا هناك /٦/ دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي لديها حذر كبير من الهدف الحقيقي لهذه الإتفاقية ، وهي بلغاريا والمجر والتشيك ولاتفيا وليتوانيا وسلوفاكيا، لم تصدق على هذه الاتفاقية، وكذلك بولندا أيضًا اتخذت خطوات للانسحاب من الاتفاقية مستشهدة بمحاولة مجموعات المثليين فرض أفكارهم حول الجنوسة (النوع) الاجتماعية على المجتمع ككل. فحسب هذا البند من هذه الإتفاقية أنه يعطي الحق المطلق لكل شخص أن يحدد هو فقط هويته الجنسانية وميوله الجنسية ليمارس شذوذه هذا كشعور طبيعي في علاقته وتعامله الجنسي والإجتماعي ، دون أي محاسبة لتأثير شذوذه هذا على مصير طبيعة المجتمع الذي سيصل إليه في المستقبل .
هذا البند من الإتفاقية سيفرض إضافة أنواع جديدة على خانة (الجنس) في الهوية الشخصية ، فبدلا من ذكر الجنس : مذكر أو مؤنث ، سنجد أنواع أخرى : خنثى ، أو ذكر متحول إلى أنثى ، أو أنثى متحولة إلى ذكر .... وغيرها . وسيسمح قانونيا زواج الذكر من الذكر والأنثى من الانثى ، وسيسمح لهذه العائلات الشاذة أن يتبنوا أطفالا ، أو الإنجاب عن طريق التدخل الطبي .
قوانين منظمة حقوق الإنسان الدولية ، والمعروفة بأسم (مبادئ يوغياكارتا) وهي مجموعة مبادئ لتطبيق معايير القانون الدولي لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالتوجه (الميول) الجنسي والهوية الجنسية. وذلك - بحجة - التصَّدي للإساءة لحقوق الإنسان على السُحاقيات و مثليي الجنس و مزدوجي الميول الجنسية و المُتحولون جنسياً و ثنائيي الجنس. وضِعت هذا المبدأ لتعزيز السيادة الفردية للهوية الشخصية. وهو مُشرف رئيسي على مجموعة القوانين الدولية لحقوق الإنسان التي تحمي الواقع الحقيقي للهوية الفردية والسيادة من الافتراضات القانونية والبنى الاجتماعية للإيديولوجيات الوطنية والجماعية لدولة ما . وقد تم وضع مبادئ يوغياكارتا في اجتماع للجنة الحقوقيين الدولية، ومنظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان ولخبراء حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم في جامعة غادجاه مادا في جاوا من /٦/ حتى /٩/ نوفمبر عام ٢٠٠٦. شملت الوثيقة الختامية على "٢٩ مبدأً جرى اعتمادها بالإجماع من قبل خبراء جنباً إلى جنب مع توصيات للحكومات ولمؤسسات العلاقات الحكومية الإقليمية وللمجتمع المدني وللأمم المتحدة بنفسها". وقد سميت المبادئ بيوغياكارتا نسبةً للمدينة التي عُقد فيها المؤتمر .
تنص (مبادئ يوغيكارتا_Yogyakarta Principles) أن كل شخص لديه هوية جنسانية خاصة به، وعلى أنها: شعور داخلي لدى كل فرد منا لما عليه نوعه، بناءً على خبراته، حتى لو لم يطابق هذا النوع الجنس الذي ولد عليه . وقد يرغب الفرد بمحض إرادته أن يجري تغييرًا في مظهر جسمه -عن طريق الجراحات أو غيرها-، أو في ملابسه، أو حتى في طريقة حديثه. ينص المبدأ الثالث على أن: «كل شخص لديه مطلق الحرية في تحديد هويته الجنسانية الخاصة به، وتعتبر الهوية الجنسانية قاعدة أساسية تستند عليها ثقة المرء بنفسه، وكرامته، وحريته. لا يجب إرغام الأشخاص على إتباع أي إجراءات طبية، أو تعقيمية، أو علاج هرموني؛ بهدف تغيير هويتهم الجنسانية بشكل لا يناسب حرياتهم ». المبدأ الثامن عشر ينص على أنه: «توجه الفرد الجنساني ليس مرضًا لكي يتم علاجه جراحيًا، أو مداواته، ولا يحبّذ كبته». وكذلك «يجب أن ندرك جيدًا أنه عندما لا نصنف الاختلالات في الهوية الجنسانية على أنها مرض عقلي، سيظل مفهوم الهوية الجنسانية في عين الاعتبار ». هذه المبادئ كانت ذات تأثيرٍ كبير على تصريحات الأمم المتحدة في (٢٠١٥) بخصوص التوجهات الجنسية والهويات الجنسانية، فكان من نتائجها القانون الذي أباح زواج المثليين في بعض الدول ، وأن الزواج لم يعد قاصرًا على أن يكون بين النساء والذكور فقط .
المجتمعات المحافظة كالمجتمع العربي مثلا ، عندما يرى أن منظمة حماية حقوق الإنسان الدولية تطالب بتطبيق قوانين حماية حقوق الشواذ الجنسي وزواج المثليين ، قد يعتقدون أنه هناك مؤامرة خبيثة عالمية هدفها تشويه المبادئ الأخلاقية التي تعتبر القاعدة الرئيسية لبناء مجتمع طبيعي متوازن . ولكن من يستمع لأولئك الخبراء الذين سمحوا بتطبيق مثل هذه القوانين سيجد أن نيتهم ليست خبيثة ، ولكن هدفهم الدفاع عن حقوق هذه الفئة من الناس الذين يعيشون ظروف أقوى من إرادتهم ولا يوجد حل آخر أو علاج لأحاسيسهم ومشاعرهم ، فهؤلاء الخبراء حسب ظنهم بأن الشذوذ الجنسي ليس مرضا يمكن علاجه ، ولكن حالة طبيعية نتجت بسبب بعض الظروف سواء كانت خلقية ولدوا عليها أو إجتماعية أثرت عليهم بعد الولادة فوصل بهم الحال لأن يصبحوا على هذا الحال ، لهذا فطالما أن العلم عاجز عن حل هذه المشكلة فمن حقهم أن يعيشوا حياة سعيدة دون قلق وخوف ودون أي تمييز عنصري لهم من الآخرين . فحسب نتائج دراسات المتخصصين في موضوع الشذوذ الجنسي أن هناك عدة عوامل مؤثرة على تكوين الهوية الجنسانية مثل : غياب الأب، رغبة الأم أن يكون المولود طفلةً لا طفلًا، أو أي ضغوطات أخرى من الوالدين على الطفل. هناك أيضًا العديد من النظريات الحديثة، والتي تقترح أن الأمراض النفسية التي تكون لدى الآباء، قد تؤثر جذريًا في تكوين الهوية الجنسانية للطفل. ولكن رغم هذه الدراسات فالموضوع بالنسبة للمتخصصين لا يزال لغزًا يصعب تفسيره بشكل جذري ، لأن هذا الفرع من العلم لم يحظَ بما يكفي من الأدلة التجريبية .
للأسف موضوع الشذوذ الجنسي هو موضوع روحي وليس مادي حتى نستطيع فهم حقيقته من خلال المنهج العلمي الحديث الذي يعاني من إنحطاط روحي. فالشذوذ الجنسي مثله مثل الإدمان على المخدرات الثقيلة (كوكايين ، هروين ...إلخ) ، ولكن في حالة الإدمان على مخدرات فالسبب معروف وهو تعاطي المخدرات ، أما في الشذوذ الجنسي فلا يزال لغزا تعجز عنه علوم الطب والنفس في فهم حقيقته . وهنا نحن لا نتكلم عن أولئك الذين ولدوا على هيئة خنثى يحملون الأعضاء الجنسية المذكرة والمؤنثة ، فاليوم وبسبب تطور علوم الطب وتصنيع الهرمونات يمكن حل هذه المشكلة عن طريق استئصال الأجهزة التناسلية الأضعف ، ليتحول المولود إما إلى أثنى حقيقي أو إلى ذكر حقيقي . ولكن هنا نتكلم عن أولئك الذين ولدوا بجسم سليم كذكر حقيقي أو كأنثى حقيقية ، ولكن فيما بعد شعروا نفسيا بعدم توافق نوعية مشاعرهم وميولهم الجنسي مع طبيعة جسدهم .
حتى نفهم الفكرة بشكل أفضل سنعرض عليكم هذه الحادثة : قبل سنوات قليلة ضجت وسائل الإعلام اليونانية بخبر مقتل ممثل يوناني مشهور جدا ، والشيء الذي أعطى هذا الخبر هذه الأهمية الكبيرة ليست جريمة القتل نفسها ، ولكن سبب حدوث الجريمة . فهذا الممثل كان معروف عنه بأنه رمز الرجولة الكاملة ، فجسمه ضخم وعظامه غليظة ، وجسده مُشعر ، وصوته غليظ ، فبنية جسده وشكله لا يحتوي على أي صفة أنثوية إطلاقا، ولكن تبين بعد هذه الجريمة أن هذا الممثل لم يكن فقط شاذا جنسيا ولكنه يجد متعته الجنسية عندما يأخذ هو دور المرأة في الممارسة الجنسية . فالشذوذ الجنسي هنا لا علاقة له نهائيا بالحالة الخُلقية التي ولد عليها ، ولكن بالعوامل الخارجية التي أثرت في مفهومه للجنس والمتعة الجنسية التي اكتسابها من الظروف الإجتماعية المحيطة به . فمن يبحث في الأفلام اليونانية القديمة لن يجد أي فيلم قصته تحوي على أشخاص شاذين جنسيا ، فجميعها كانت تنظر إلى الشذوذ الجنسي وكأنه صفة قبيحة جدا لا يقبل بها المجتمع اليوناني ولا يوجد أي مبرر للشذوذ الجنسي على الإطلاق . أما اليوم فنجد الكثير من الأفلام والمسلسلات اليونانية يظهر بها أشخاص مشاركين في البطولة يلعبون دور الشاذ جنسيا وكأنه شخص طبيعي في المجتمع . ونجد أيضا أنه هناك شخصيات مشهورة يعترفون علنا بأنهم شاذين جنسيا ولا يهمهم نهائيا رأي الآخرين بهم . ونجد أيضا أن نسبة الذين بدأوا في تقبل الشذوذ الجنسي كحق من حقوق الإنسان تزداد باستمرار وخاصة في الجيل الجديد . هذا التغيير في طبيعة المجتمع اليوناني حدث من قبل في المجتمعات الغربية ، وإذا بقيت الأمور على ما عليها اليوم سيحدث هذا التغيير أيضا في المجتمعات العربية وفي جميع شعوب العالم ، لأن الأسباب الحقيقية للمشكلة تنتقل تدريجيا بشكل لا إرادي إلى جميع شعوب العالم . لهذا يجب النظر إلى (الشذوذ الجنسي) كحالة مرضية لا إرادية وليس كرغبة داخلية في العصيان على الدين أو على التقاليد الحميدة ، فالشاذ جنسيا في هذه الظروف الإجتماعية التي وصل إليها المجتمع الحديث قد أصبح كائن مسير تماما وليس له أي قوة في الإختيار . وإن محاولة قمع هذا التغيير بالصراخ والتهديد والمظاهرات فإنه وكأننا نحاول إقناع المدمن على المخدرات الثقيله عندما يأتي موعد جرعته بأن يتوقف عن تناول المخدرات فمهما حولنا لن ننجح في إقناعه لأن جسده سيفرض عليه البحث عن الجرعة ليشعر بنوع من الراحة . هكذا تماما هي أيضا ظاهرة الشذوذ الجنسي ، ولكن الفرق أن الإدمان على المخدرات يمكن علاجه في المستشفيات بواسطة الأدوية البديلة أما الشذوذ الجنسي فلا يوجد له أدوية بديلة لأنه أصبح جزء من الحالة الروحية للمريض والتي علماء عصرنا الحديث لا يعلمون عنها شيئا على الإطلاق . لهذا فهي تحتاج إلى تصحيح القاعدة الفكرية للمجتمع بأكملها أولا وإلا ستتحول إلى ظاهرة طبيعية يتقبلها معظم أفراد المجتمع وعندها سنجد أن علماء الدين أنفسهم سيحاولون تشويه تفسير النصوص الدينية فقط من أجل تمرير هذه الظاهرة وكأنها حالة طبيعية لا تعارض تعاليم الدين ، كما حصل تماما في بعض المجتمعات الغربية التي تعاني من ازدياد نسبة الشذوذ الجنسي بشكل كبير .
أشهر مثل طبي هو ( الوقاية خير من العلاج ) ، والشذوذ الجنسي كمرض روحي لا علاج له طالما أن أسبابه مجهولة ولا حل له إلا بالوقاية الإجتماعية المتكاملة ، فالشذوذ الجنسي عبارة عن بذرة شيطانية غير مرئية تدخل المجتمع وتنبت بشكل مخفي ولا تظهر ثمارها إلا بعد فترة طويلة عندما تصل المشكلة إلى مرحلة بالغة التعقيد بحيث لا تسمح للعلماء معرفة أسبابها الحقيقية . وهنا إن شاء الله سنحاول قدر الإمكان شرح حقيقة هذه الظاهرة والأسباب المخفية التي تؤدي إلى تنميتها وانتشارها في المجتمع.
في البداية يجب أن نعلم بأن أكبر مشكلة يعاني منها علماء العصر الحديث بكافة الفروع العلمية هي مشكلة عمى البصيرة . وللأسف فإن الذين ساهموا أيضا في تنمية مشكلة عمى البصيرة هم علماء الدين في العصر الحديث . فأحد أسباب إنتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي هم علماء الدين أنفسهم الذين يبدو عليهم وكأنهم يحاربون بشدة هذه الظاهرة . ولهذا نجد اليوم أن الأديان العالمية أصبحت عاجزة عن حل أي مشكلة تعاني منها الإنسانية. فعلماء الدين اليوم أصبح عملهم فقط هو المواجهة العنيفة لأي تغيير إجتماعي يعارض التقاليد المعروفة دون أن يبحثوا عن السبب الحقيقي لظهور هذا التغيير ، وكأن الوضع القديم للمجتمع - بالنسبة لهم - كان في أفضل أشكاله ، فضاع الصالح مع الطالح حتى وصلت الأمور بأن يفقد رجال الدين ثقة أفراد المجتمع بهم ، كونهم لا يقدمون أي دراسات جدية تستطيع إقناع الأطراف الأخرى . فتحولَ إعتراض رجال دين على أي تغيير بمثابة التشبث بأفكار رجعية لا يتقبلها الفكر الحديث ، والذي أدى في النهاية إلى إنفصال الدين عن العلم فأصبح الدين مجرد مواعظ ونصائح وإرشاد دون أي دراسات عميقة تستطيع أن تساعد علماء العلوم الأخرى في فهم النفس البشرية .
أهم الأسباب في فشل علماء الدين في وقف انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي أو غيرها هو نمو التعصب المذهبي والديني ، فإذا نظرنا إلى ما كتبه المسلمون عن هذه الظاهرة سنشعر أنهم هدفهم الحقيقي هو مدح الإسلام أكثر بكثير من حل المشكلة ، وكأن ظاهرة الشذوذ الجنسي سببها الأول هو تعاليم الدين المسيحي رغم أن تعاليم الدين المسيحي هي أيضا ترفض هذا الشذوذ بكافة أشكاله . فبدلا من أن يتحد علماء الديانات العالمية ليواجهوا هذه المشكلة العالمية نجدهم منفصلين عن بعضهم وما يهمهم هو إثبات أن دين كل واحد منهم هو الأفضل والأصلح لحل المشاكل التي تعاني منها الإنسانية. ولهذا سنحاول هنا استخدام الرؤية الشاملة عن طريق توحيد النصوص الدينية من الديانات المختلفة في تفسير ظاهرة الشذوذ الجنسي .
أول كتاب مقدس من الديانات السماوية هو سفر التكوين ، هذا السفر يذكر ولأول مرة ظاهرة الشذوذ الجنسي ويصفه كسلوك خبيث يُغضب الرب ، في قصة النبي إبراهيم . حيث نجد أن الله يُرسل ملائكة إلى منطقة قوم سدوم التي كان يسكنها لوط وعائلته ليدمرها لأنهم كانوا يفضلون مضاجعة الرجال بدلا من النساء . ولهذا نجد أن هذا النوع من الشذوذ يُطلق عليه (لواط) نسبة إلى أسم (لوط) رغم أن هذا الأسم هو أسم نبي ولا علاقة له بهذا الشذوذ ، فأسم لوط في العبرية يعني (نقاب، غطاء) وفي العربية يعني إلتصاق .
قصة عقاب قوم لوط وما حدث بعدها كما هي مذكورة في سفر التكوين تساعدنا في فهم حقيقة الشذوذ الجنسي ، ولكن علماء الديانات السماوية نظروا إليها وكأنها قصة بسيطة ذكرها الله ليبتعد المؤمن عن ممارسة الشذوذ الجنسي لأنه من الفواحش ويسبب غضب الله عليه . ولكن الأمر أعمق من ذلك بكثير . فالشذوذ الجنسي بين رجل ورجل يسمى (لواط) في اللغة العربية نسبة إلى أسم النبي (لوط) أبن أخو إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، أما الشذوذ الجنسي بين إمرأة وإمرأة فيسمى (سحاق) وهذا الأسم مشتق من أسم (اسحاق) ابن إبراهيم عليه السلام ، الذي بشرت الملائكة بولادته لإبراهيم قبل ذهابهم لتدمير سدوم (قوم لوط) . فهذا التطابق في الأسماء والفترة الزمنية ليس صدفة ولكن حكمة إلهية ، حيث نجد أن إمرأة لوط قد تحولت إلى عمود ملح لأنها خالفت أمر الملائكة ونظرت إلى الخلف لترى ما يحدث في مدينة سدوم ، فتحول آمرأة لوط إلى عمود ملح هي حادثة لها معنى أن إنتشار اللواط في المجتمع يؤدي إلى فقدان المرأة دورها في التطور الروحي . أما إسحاق عليه السلام فنجد أن صفاته تختلف عن اسماعيل الذي سلوكه ومظهره يتصف بالرجولة الكاملة فأسم اسماعيل يعني (الله يسمع) وحاسة السمع - كما ذكرنا في مقالات ماضية - هي حاسة ذكورية . أما صفات اسحاق فنجد فيها بعض الصفات الأنثوية التي تظهر بشكل أوضح في ابنه يعقوب الذي أستلم النبوة منه . فيعقوب رغم أنه رجل ولكن اهتماماته كانت أقرب إلى الإهتمامات الأنثوية فهو لم يعطي أي إهتمام للصيد كاسماعيل ، وكان يكره القتال والمشاجرة . هذه الصفات الأنثوية تزداد وضوحا في حفيد اسحاق وهو النبي يوسف حيث نجده يعطي اهتماما كبيرا للأمور الروحية ولا يشارك نهائيا لا في القتال ولا في الإنتقام ، ولكنه يُسامح وينمي علاقة المحبة بين الناس وكأنهم أحد أفراد عائلته تماما كما تنظر الأم لأفراد عائلتها . ولهذا نجد أن سفر التكوين ينتهي بقصة يوسف الذي أسمه مشتق من أسم ثمرة اليوسفي ، وفي الآية /٢٢/ من الإصحاح /٤٩/ في سفر التكوين نجد النبي يعقوب يصف أبنه يوسف وكأنه من نبات ( يوسف غصن شجرة مثمرة غصن شجرة مثمرة على عين اغصان قد ارتفعت فوق حائط) أي بمعنى أن مصدر روح يوسف نباتي ، والمملكة النباتية كما ذكرنا في مقالات ماضية هي القسم المؤنث في الكائنات الحية ، بينما المملكة الحيوانية هي رمز المذكر . ولهذا أيضا نجد أن عيسى عليه الصلاة والسلام الذي ولد من إمرأة فقط هو الذي أعطاه الله معجزة إحياء الموتى. فقدرة عيسى عليه السلام في إحياء الموتى ليست صدفة ولكن حكمة إلهية لها معنى أن الإنسانية استطاعت إكتساب صفة التطور وتجديد التكوين الروحي والمادي قد حصلت بسبب إكتساب الإنسانية الصفات الإنثوية التي ظهرت بشكل واضح تماما بولادة يوسف حفيد إسحاق .
حتى يتم فهم هذه الفكرة بشكل أوضح ، يجب العودة إلى بداية الخلق . فالله خلق آدم في البداية ككائن كامل وطلب من الملائكة السجود له . ولكن بعد ذلك خلق الله حواء من آدم ، أي بمعنى أن آدم إنقسم إلى مذكر ومؤنث . فأخذ آدم القسم المذكر ، وأخذت حواء القسم المؤنث . ولكن بعد تلك الخطيئة التي سببت طرد الإنسان من الجنة، حل الشيطان مكان آدم في القسم المذكر . أما القسم المؤنث فبقي في حواء . ولهذا وجب تصحيح القسم المذكر من شوائبه الشيطانية لتحل صفات آدم في الرجل بدلا من صفات الشيطان . فكل الصفات القبيحة (حب القتال ، حب الإنتقام ، الخشونة، القساوة ... إلخ) أصلها شيطاني وهي موجودة في القسم المذكر وليس لها علاقة بصفات آدم . ولهذا في لوحات ليوناردو دافينشي الذي يُعتبر أشهر فنان في تاريخ البشرية ، نجد أن الرجال في لوحاته لهم وسامة أنثوية . وهذا ما جعل البعض يعتقد أن ليوناردو نفسه كان شاذا جنسيا ، ولكن في الحقيقة كان ليوناردو يحاول رسم رجالا أنقياء من الشوائب الشيطانية ، تماما كما يقول الله تعالى {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (٤)التين} ، لأن الصفات الرجولية التي ذكرناها قبل قليل هي من الشيطان وليست من آدم . ولهذا نجد أن الصفات الروحية والجسدية للأطفال ذكور وإناث أقرب بكثير إلى صفات المرأة وليس إلى صفات الرجل . أيضا فإن ظهور نظرية داروين التي نتجت عنها فكرة أن أصل الإنسان قرد سببها أن دارون استخدم الرؤية الذكورية ، فاعتبر أن الرجل هو النموذج المثالي للإنسانية ، لهذا شعر دارون بوجود شبه بين الرجل والقرد . أما ليوناردو دافينشي الذي اعتبر المرأة هي النموذج المثالي للإنسانية ، فقال أن الجهاز الهضمي للإنسان فقط يشبه الجهاز الهضمي للقرد ، أما الأعضاء الأخرى في الإنسان فشببها بعدة كائنات حية مختلفة .
كما ذكرنا قبل قليل أن الصفات الأنثوية في الإنسان بدأت تظهر مع ولادة إسحاق عليه السلام في فترة حياة النبي إبراهيم عليه السلام، والذي بدأ معه الله بعهد جديد للإنسانية فإسم إبراهيم يعني (أبو الشعوب ، أبو الأمم) ، ولكن نجد أن سلالة الأنبياء من بعده ( موسى ، داود ، سليمان ، يحيى ، عيسى ) عليهم السلام ، كانت من سلالة إسحاق وليس إسماعيل . ولهذا إذا تمعنا جيدا أيضا في صفات (محمد) صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل نجد أن سلوكه الروحي اكثرها مشابه لسلوك روحي إنثوي وليس ذكري . فمعظم الأنبياء أختارهم الله ليحلوا مكان المرأة في التطوير الروحي للإنسانية لأن المرأة في ذلك الوقت كانت تعيش في مجتمع ذكوري لا يسمح للمرأة أن تصبح قائدة لهم .
ما شرحناه قبل قليل يفسر لنا حقيقة الشذوذ الجنسي وأسبابه. فولادة مولود خنثى هو علامة إلهية لتوضح لعلماء المجتمع حقيقة ما يحدث في سلوك أفراد مجتمعهم . فازدياد نسبة عدد مثل هذه الولادات سببه أن الإنسان في أول خلقه كان كائن كامل أي أنه كان كائن خنثى روحيا يحوي في داخله الصفات الروحية : الذكرية والأنثوية . ولكن ظهور هذه الصفات في شكلها الجسدي (المادي) ، يعني أن المجتمع أصبح يعاني من فوضى روحية سببها سيطرة الرؤية الذكورية (المادية) على أفراد المجتمع ، ولهذا بدلا من ولادة أشخاص عباقرة خنثى روحيا يمتلكون الرؤية الشاملة (الروحية والمادية) تجعلهم يستطيعون تفسير حقيقة ما يجري حولهم ، ظهرت هذه الصفة في حالتها المادية (خنثى جسديا) والتي لا نفع لها نهائيا في تطوير وتجديد المجتمعات الإنسانية.
أما في حالة ازدياد نسبة الشذوذ الجنسي في الرجال ، فهي أيضا علامة إلهية لها معنى أن الإنسانية قد وصلت إلى حالة عمى البصيرة ، وأن الرؤية المادية قد أصبحت تسيطر سيطرة مطلقة على علماء المجتمع . فأولئك الأطفال الذكور الذين أنعم الله عليهم بالرؤية الروحية ، بدلا من أن يجدوا الوسط الإجتماعي المناسب ليحلوا مكان المرأة في تطوير العلوم ويساعدوها في رفع مكانتها في المجتمع لتأخذ دورها في تنمية الرؤية الروحية لتكتسب الإنسانية رؤية شاملة حقيقية تسمح لها فهم علاقة الإنسجام بين الشكل والمضمون للأشياء والأحداث لفهم حقيقة وجودها في المخطط الإلهي لتطور الإنسانية ، أصبحوا هؤلاء يأخذون مكان المرأة في الممارسة الجنسية لإلغاء أهميتها حتى في الفراش . أي بمعنى أنهم حولوا هؤلاء الأطفال الذكور من (خنثى روحيا) إلى خنثى في المتعة الجنسية .
إن ظهور الشذوذ الجنسي عند الرجال (اللواط) ستكون نتيجته الحتمية ظهور الشذوذ الجنسية عند النساء بسبب قلة الرجال الذين لهم رغبة في تكوين علاقة مع النساء ، وكذلك بسبب تشويه الرجال للعملية للعلاقة بين المرأة والرجل وكذلك تشويه الممارسة الجنسية التي أخذت نوعية ذكورية لا تستطيع المرأة الإستمتاع بها ، لهذا تضطر المرأة أن تعوض هذه العلاقة وهذه المتعة بإرتباطها بإمرأة مثلها تشعر بأحاسيسها. فالشذوذ الجنسي أصله مذكر وليس مؤنث ، ففي المجتمع الذي تسيطر عليه الرؤية المادية تخسر المرأة رؤيتها الروحية فتتحول العلاقة بين الرجل والأنثى من علاقة عاطفية (انثوية) هدفها الزواج وتكوين أسرة ، إلى علاقة جسدية (ذكورية) هدفها فقط المتعة الجنسية . ولهذا نجد بشكل عام أن نسبة الشذوذ الجنسي عند الذكور أضعاف نسبة الشذوذ الجنسي عند الأناث . فالمرأة هنا ليست صانعة للشذوذ ولكنها فقط تحاول تقليد الرجل لتعوض حاجتها الروحية والجسدية .
من أهم العوامل التي تسببت في انتشار الشذوذ الجنسي ، هو تطبيق النظام المدرسي المختلط المبكر في الإبتدائية والإعدادية والثانوية . فهذا الإختلاط المبكر أدى إلى عدم الشعور بشكل واضح عند الفتى أو الفتاة لتلك الفروقات بينهما ، فبعدما كان للفتاة عالمها الأنثوي في المدرسة حول هذا الإختلاط المبكر عالم المدرسة إلى عالم ذكوري ، وحول العلاقة بين الرجل والمرأة من علاقة عاطفية (أنثوية) إلى علاقة ذكورية (جسدية) وكون الفتا ة تشعر أن مكانة الرجل أفضل من مكانة المرأة في المجتمع ، فوجودها في هذا المناخ المدرسي الذكوري جعلها تعتقد بأنها تستطيع أن تحقق ذلك بسهولة لتكتسب صفات الذكورية في سلوكها تسمح لها بتدبير أمورها .
وكذلك فإن وجودها كأنثى بقرب الذكر وسهولة قيام علاقة حب بينهما ، سمح لهذه العلاقة أن تتحول إلى علاقة ذكورية تعتمد على إشباع الرغبة الجنسية الموجودة عند الطالب لأن الذكر بطبعه كائن شهواني تهمه المتعة الجنسية قبل كل شيء . أما الطالبة فبطبعها كائن عاطفي يهمها أولا تكوين عائلة سعيدة مع شريكها . إن سهولة إقامة علاقة بين الطالب والطالبة في وقت مبكر من العمر ، سمح بإنتشار الإباحة الجنسية . فهذا الإختلاط المبكر أدى إلى مساعدة الذكر في إقامة علاقات قصيرة مع العديد من الفتيات ، فالإختلاط المبكر سمح للطالب في سنوات قليلة استطاع أن يجد متعته الجنسية مع الفتاة الطويلة ومع الفتاة القصيرة ، ومع النحيفة ومع السمينة، ومع الشقراء والسمراء ، ومع ..... حتى وصل به الأمر أن يفقد المتعة الجنسية مع النساء كونه قد أشبع شهواته في جميع تلك الأشياء التي كانت تثيره في المرأة . ولكن بسبب رغبته الشديدة في البحث عن متعة جنسية من نوع جديد تثير الرغبة في داخله ، دفعته إلى أن يصل إلى مرحلة ممارس الجنس مع الذكور ، في البداية يأخذ دور الرجل فيها ولكن مع مرور الوقت يجد في نفسه رغبة في تجديد عنصر الإثارة فيصل به الأمر أن يأخذ دور المرأة في الممارسة الجنسية . وهذا ما حصل - حسب رأي - مع ذلك الممثل اليوناني الذي ذكرناه قبل قليل . وإذا تمعنا جيدا فيما يحصل في البلاد الغربية نجد أن نسبة كبيرة من الشاذين جنسيا ، كانوا في البداية من أولئك الذين لهم قدرة على جذب إعجاب النساء بهم ، ولكنهم مع مرور الوقت ومع فقدانهم مصدر الإثارة في النساء تحولوا إلى شاذين جنسيا . وعادة ما يؤدي بهؤلاء إلى الإدمان على المخدرات كنوع من تجديد الإثارة الجنسية فتكون نهايتهم الوفاة الفجائية بسبب تعاطي المخدارت المزمن كما حصل مع المطرب جورج مايكل .
الإختلاط المبكر في المدارس أيضا سمح بظهور نوع من الغيرة من الأناث في بعض الذكور ، فكانت ردة فعل هذه الغيرة أيضا أنها دفعت الطالب أن يحل مكان الطالبة في الممارسة الجنسية .
هناك عوامل أخرى في إنتشار الشذوذ الجنسي يذكرها علماء النفس والطب النفسي ناتجة عن ظروف وأخطاء يرتكبها الأب أو الأم تؤثر على الطفل وتجعله ينحرف عن نموه الإجتماعي الطبيعي فيتحول إلى شاذ جنسيا ، ولكن هذه العوامل لا يمكن أن تلعب دورها بقوة إلا في مجتمع فاسد أخلاقيا يعاني من مشكلة الإباحة الجنسية . لهذا نجد بشكل عام أن رغم وجود مثل هذه الأخطاء في العائلة ولكن ظاهرة الشذوذ الجنسي كانت نادرة في المجتمع . ولهذا أيضا نجد أن ظاهرة الشذوذ الجنسي يزداد إنتشارها عندما تدخل الحضارة في مرحلة الإنحطاط والسبب هو عمى البصيرة الذي راح يسيطر على الأمة .
بعد هذا الشرح لحقيقة الشذوذ الجنسي ، يجب أن نعلم أن الوقاية هي أهم وسيلة لمنع انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي. وأن الصراخ والتهديد والمظاهرات لا تساعد نهائيا في منع إنتشارها ، لأن المشكلة معقدة جدا واختيار أسلوب العنف والشتائم والسخرية لحل هذه المشكلة سيؤججها ويساعد في انتشارها أكثر. فالإنسانية اليوم وصلت إلى مرحله الرشد وطبيعة الإنسان اليوم تتطلب تعاملا مختلفا عما كان في الماضي . ويجب أن نعلم أن الشاذ جنسيا هو مريض روحي ، وسبب مرضه هو نوعية المنهج العلمي الذي سيؤثر على الإنسان منذ طفولته . ومن يعيش في دولة غربية ويدرس -بنية سليمة- طبيعة الشذوذ الجنسي سيصل إلى نتيجة أن الشاذ جنسيا هو مريض بمرض خبيث يجعله إنسان مسير وليس مخير ، وكما يقول الفيلسوف سقراط (لا يوجد إنسان يريد أن يفعل الخطأ لو أنه كان يعلم ما هو الصح) ، وكما يقول الحديث الشريف (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت) .... والله الأعلم.
وسوم: العدد 922