من وحي المستشفيات 2
معمر حبار
مايصيب المرء جراء بعض التصرفات في المستشفيات الجزائرية والعيادات والأطباء والممرضين والممرضات، يفوق بكثيرالألم الذي يتعرض له، والمرض الذي يعانيه مرافقه، ومن كلف بخدمته ..
والعاقل، من يحول المشهد القاتم إلى حكم وعبر، يستفيد منها القارئ ، والمجتمع معا في عدم تعممد تكرار الأخطاء، والإتيان بأحسن منها..
أين الممرضة.. من عثر منكم ، على.. الممرضة .. التي تغنى بها .. الحاج درياسة .. فليخبر الماكثين الآن في المستشفى.. والزائرين لها.
لايحق لك أن تمرض.. بالصدفة، وعلى فنجان قهوة.. ألتقي بالطبيب الذي أدى ماعليه في الاستعجالات.. أثناء اليوم الأول..
أخذ نفسا عميقا جدا.. كادت أنفاسه أن تلحق ببارئها، ثم قال..
في الجزائر.. لايحق لك أن تمرض.
المستشفيات مرآة المجتمع.. مساء هذا اليوم.. حدثني طبيب مختص في الأمراض الصدرية، فقال.. المستشفى هو إنعكاس لما يجري في الوطن، ثم أردف قائلا..
لايمكن أن تكون الصحة بخيرفي ظل.. صناعة غش في الجامعة.. وخيانة في المساجد.. وإهمال في الإدارة.. وتهاون في البيت.. وسرقة في التسيير.. ومحاباة في التوظيف.
النعمة التي أنجبت النعم.. من نعم الله على عبده.. حين يكرمه بالمرض.. يسليه بزيارة .. الخالات.. والأخوة.. والأحباب.. والجيران.. والزملاء.. وزملاء الصفحة.. والرجال.. والنساء.. والأطفال.. والذي طال غيابه.. والأعزب.. والمتزوج.. والمقبل على الزواج..
اللهم إنا نحمدك على النعمة ، التي .. أنجبت النعم.
من هو المعاق.. أنا الآن قادم، من.. طبيب الأعصاب .. وطبيب القلب ..
تأملت طبيب القلب .. وهو يفحص مريضه .. إذ به يقف على أرجل إصطناعية..
فعلمت أن المعاق.. ليس من فقد رجليه.. إنما من فقد .. بياض القلب.. وصفاء نبضاته .. وصدق خفقانه.
إختلاف الأطباء.. بدأت أفهم الآن .. أن المقصود، من .. إتفق العرب على أن لايتفقوا.. هم الأطباء.. يا أطباء الجزائر.. إتحدوا.
طبيب وسياسي.. حين يتفق الأطباء.. يتفق الساسة.
المستشفى.. كان من المفروض، أن أزور.. طبيب القلب الأول .. لكن غيرت رأيي في آخر لحظة، وحملت المريض، تجاه.. طبيب القلب الثاني ..
لأن الأول.. فضا غليظ القلب .. يوجع القلب.. عوض أن يداويه.
الضراير.. مثل الأطباء.. كمثل.. الضراير.. إحذر أن تذكر .. طبيبا آخر .. في حضرتهم.