ظاهرة استعمال الهواتف المحمولة لقراءة الحزب الراتب بدلا عن المصاحف
ظاهرة استعمال الهواتف المحمولة لقراءة الحزب الراتب بدلا عن المصاحف المحظور استعمالها في بيوت الله عز وجل احترازا من انتشار عدوى الجائحة
بعد عودة سنة قراءة الحزب الراتب في بيوت الله عز وجل بعد انقطاع طويل بسبب ظرف الجائحة ، وهي سنة حسنة أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة لمن سنها أول مرة ،فضلا عن كونها طريقة من طرق تطبيق أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتعهد القرآن الكريم بالحفظ حتى لا ينفلت من الصدور انفلات الإبل من عقلها ، وفي ظرف منع استعمال المصاحف احترازا من انتشار عدوى الجائحة ، انتشرت ظاهرة استعمال الهواتف المحمولة بدل استعمال المصاحف لقراءة الحزب الراتب وحزب يوم الجمعة .
ومعلوم أن بداية اصطحاب بعض رواد المساجد هواتفهم المحمولة معهم إلى بيوت الله عز وجل تسبب في خلاف بين الناس، واختلفت مواقفهم ما بين استهجان لدى الغالبية بسبب ما تسببه من إزعاج للمصلين أثناء الصلوات الخمس بالرنين المختلف الأصوات أوالمقاطع الموسيقية غربية وشرقية ، وهو ما يشوش عليهم صلاتهم ، ويقطع حبل خشوعهم إذا ما بقي خشوع بعد أن تشنف موسيقاها الآذان والناس بين يدي الله عز وجل وبين لامبالاة أو عدم شعور بالحرج لدى من تضج في جيوبهم أثناء أوقات الصلاة .
ولقد كان أئمة المساجد في بداية الأمر ينبهون أصحاب الهواتف إلى ضرورة إقفالها أو استعمال تقنية منع تصويتها إلا أن استمرار رنينها وزيادة وتيرته باستمرار جعلهم يتوقفون عن التنبيه ، ولا زال بعض الناس بين الحين والآخر يحتجون عقب كل صلاة على أجراس الهواتف المحمولة التي تفسد عليهم صلاتهم وخشوعهم ، وقد يكتفون بالحوقلة وإظهار امتعاضهم .
وانتقلت أمر الهواتف المحمولة من مرحلة إفساد الصلوات على المصلين إلى مرحلة استعمالها في الصلوات خصوصا صلاة التراويح في شهر رمضان حيث كان يعمد البعض إلى متابعة الأئمة القراء عبر هواتفهم المحمولة المتضمنة للمصاحف الرقمية محاكاة للبعض الآخر الذين كانوا يحملون المصاحف من قبل ، وهو ما كان ينكره البعض لما في الانشغال بالهواتف من انصراف عن سماع وتدبر القرآن الكريم .
ومع حلول الجائحة ، وحظر استعمال المصاحف احترازا من انتشار عدواها عمد البعض إلى قراءة الحزب الراتب باستعمال الهواتف المحمولة عوض إحضار مصاحفهم تماما كما يحضرون سجادهم وكماماتهم ، الشيء الذي يستدعي طرح سؤال على أهل العلم بخصوص مشروعية سد تلك الهواتف مسد المصاحف، علما بأنها ليس مطهرة طهر المصاحب لأنها تحتوي على نسخ القرآن الكريم الرقمية كما تحتوي على غيرها التسجيلات بما في ذلك اللغو والعبث العابث بل والفحش الفاحش أيضا .
وإذا ما رأى أهل العلم أنه لا يجوز استعمال هذه الهواتف لقراءة الحزب الراتب أو حزب يوم الجمعة ، فهل سيرفع الحظر عن استعمال المصاحف المودعة في المساجد أم سيطلب ممن يرغبون في قراءة القرآن في المساجد حمل مصاحفهم كما يحملون سجادهم في إطار الاحتراز من تفشي الوباء ؟
وسوم: العدد 950