مرصد عراقي: قتل محتجزين في سجن الحوت «القدس العربي»
تحدث مرصد «أفاد» المعني بالدفاع عن حقوق الإنسان، عن معلومات تفيد باتباع «سياسات ممنهجة» لقتل بعض السجناء في سجن الحوت، في محافظة ذي قار الجنوبية، بطرق عدة من بينها «العمد» أو «التجاهل» لحالتهم الصحية أو التعذيب، مؤكدا وفاة العشرات من السجناء في ظروف قال بأنها «مشكوك فيها».
وذكر في بيان صحافي إنه تلقى معلومات «خلال الأسابيع الأخيرة تفيد بوفاة 5 سجناء في سجن الحوت بظروف مشكوك فيها» موضحا إنه سبق أن أشار في أربعة بيانات متفرقة خلال العامين الأخيرين إلى «اتهامات من ذوي السجناء لإدارات السجون في العراق وخصوصا القائمين على سجن الحوت في الناصرية بوجود ما يصفونه بالسياسة الممنهجة لقتل بعض السجناء إما عمدا أو بتجاهل حالتهم المرضية أو بالتعذيب، ثم التلاعب وتزوير تقارير طبية من الطب العدلي (المتهم هو الآخر بالتواطؤ مع إدارات السجون) بحيث يتم تقييد الوفاة تحت عنوان الفشل الكلوي أو النوبات القلبية، ثم تسلم جثث السجناء الموتى إلى أهليهم دون أن تتم أي إجراءات للفحص والمعاينة العدلية لمعرفة سبب الوفاة، حسب السياقات المتبعة، مع ملاحظة أن كثيرا من الأهالي نشر بعض الصور لأبنائهم المتوفين تشير إلى وجود كسور أو رضوض تؤكد تعرض السجناء للتعذيب قبل الوفاة».
وأضاف: «تفيد بعض الحالات التي تواصلت مع المرصد بأن بعض السجناء كانوا يتمتعون بصحة جيدة في آخر زيارة لهم من ذويهم ثم يتم إبلاغهم بعدها بأسابيع أو شهور قليلة بوفاة السجين بظروف مرضية، مع العلم أن بعض السجناء يوشكون على المغادرة لانتهاء محكوميتهم، وتتواصل الجريمة إلى حد إبلاغ بعض ذوي السجناء بدفنهم مباشرة دون حضور الأقارب، أو يتم أحيانا منعهم حتى من إقامة سرادق العزاء».
وتشير الأرقام، التي حصل عليها «المرصد» إلى «وفاة العشرات من السجناء في ظروف مشكوك فيها، آخرها وفاة سجينين قبل بضعة أيام أحدهما شاب في الـ 33 من العمر، مما يستدعي فتح تحقيق موسع من قبل الحكومة والقضاء العراقي للوقوف على حقيقة ما يحصل داخل السجن من انتهاكات ومخالفات إنسانية وقانونية جسيمة».
وإذ يبدو حال السجون في العراق بهذه «السوداوية» فإن المرصد دعا حكومة محمد شياع السوداني «الذي فتح الباب لتلقي شكاوى سوء المعاملة في السجون والمعتقلات، ووزير العدل خالد شواني الذي زار بعض السجون خلال الشهر الماضي، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان ورئيس الادعاء العام إلى التدخل بجدية ومحاسبة المتورطين، وفتح تحقيقات في ملفات الوفيات الغامضة والتعذيب والإهانات الطائفية والإطعام والابتزاز، تنشر نتائجها على الملأ، والعمل على إحداث تغيير فعلي في إدارات سجون الحوت والتاجي والمطار والكفل وغيرها، يكون همها الأول إقرار مبادئ حقوق الإنسان في السجون واحترام النفس البشرية».
ويأتي بيان المرصد في وقت تحدثت أنباء نقلا عن مصادر أمنية، عن وفاة نزيل في سجن الناصرية المركزي، محكوما بالإعدام، بسبب وعكة صحية. وأشارت إلى أن «النزيل يبلغ من العمر 39 عاما، من سكنة بغداد، وقد توفي بسبب ارتفاع ضغط الدم» مبينا أنه «محكوم بالإعدام إضافة الى السجن 15 سنة وفق المادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب».
وسوم: العدد 1020