على الطريقة الحلبية : مباركة طاعتكم
ومن الذي حرمناه في رمضانات المهجر، أن رمضان كما كان عندنا شهرا للصيام والقيام، كان شهرا لصلة الأرحام..
والزيارة الرمضانية عندنا في رمضان بين أولي الأرحام حق محفوظ..
ونقول "جينا نرمضكم، ورمضناكم وما رمضمتونا" أي زرناكم في رمضان وما زرتمونا فيه.
الزيارة الرمضانية تكون بعد التراويح وتستمر أحيانا حتى "الطبلة" والطبلة هنا هي طبلة المسحراتي يهيئ الناس للسحور، ينادي عليهم: يا صايم وحد الدايم.
الرمضانية هي لدائرة الأرحام الأوسع.. الدائرة الأضيق من الاخوة والأخوات تكون بالدعوات إلى الإفطارات الجماعية. وإحيانا تشمل دعوة الافطار على المائدة الواحدة الأربعين إنسانا من ثلاثة أجيال.
التقاليد المجتمعية المرافقة لرمضان في كل بلد من بلدان المسلمين تؤلف فيها أسفار..
ستجد لكل تقليد أصلا شرعيا ينبثق منه..
صحن السكبة في رمضان كان تقليدا آخر، فيه صلة وفيه بر أيضا.
وصحن "اشتهينا لكم جيراننا من الرائحة" صحن آخر، وبر آخر، تحت عنوان آخر، وأصله الشرعي مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم "ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها" أي شواء أو مقلاة أو قدر تفور تعطر الأجواء بريحها، يقتضي الذوق والواجب ان يصار بشيء منها لبيت الجيران.
تقول سيدة البيت الكبيرة العاقلة المجربة الودودة الأم: خذوا لبيت جيرانينا يا مو كنتهم حبلى، والحبلى لأنها على طريق الأمومة يجب ان تراعى، فهي حسب التعبير الحلبي- بين نفسين- هكذا يقولون..
وأحيانا لا يكون الجار جارا واحدا. ومن وصايا الأم الكبيرة - والدة أو حماة- لا بنتها أولكنتها "مرّقي طبختك وأطعمي جارتك" أي زيدي في المرق لكي تسكبي للجيران. وتوصيها أيضا: لا تكوني: "لي .. لي والكل إلي" اجعلوا للآخر في حياتكم نصيبا، حتى القط يجلس تحت أقدام القوم على المائدة، يجب ان يلقى إليه شيء!!
مباركة طاعتكم أو طاعتكم مباركة
دعاء يتضمن دعاء بالقبول والنماء ومضاعفة الأجر ..
ورمضان شهر البركة في كل شيء..
دون أن ننسى - معشر المذنبين- أنه من صام رمضانا إيمانا واحتسابا. إيمانا بقول الله (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) واحتسابا للأجر عند الله، غُفر له ما تقدم من ذنبه.
اللهم ها هنا عبد آبق حط رحاله في رمضان وقد أوقرته أحمال كثيرة حتى كان لظهره منها أطيط
ويظل يقرأ (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) ويغض الطرف بين يديك
مباركة طاعتكم ايها الصحب...
وسوم: العدد 1024