شرك الجماعة
محمد جلال القصاص
الجماعات الإسلامية كيانات مغلقة، وتبنى على فكرة رئيسية وهي: أن الدين لا ينصر إلا بمنهجها، أو منهجها هو الأصح والأصلح لنصرة الدين، ولذا تتحول هذه الكيانات المغلقة (الجماعات) إلى الدعوة لذاتها على اعتبار أنها حين تنجح في تكوين كيان قوي سيؤدي ذلك إلى نصرة الدين!!
ثم بدعوى تكوين كيان قوي كضرورة لنصرة الدين تتحول للدعوة لذاتها، وتدخل في صراع مع الكيانات المغلقة الأخرى المجاورة لها، وتهادن عدوها أو تنصرف عنه؛ وتكون المحصلة صراع الجماعات (الكيانات المغلقة)، أو جلوسها على الطريق، ويقينًا لا تتحرك لمواجهة العدوة، ويكون صراعها بالمتاح، وأبسط حالاتها مع بعضها هو العزلة، أو التعاون حال وجود تحدي خارجي، ولا يقوى التحدي الخارجي على توحيدها؛ فقط يدفعها إلى حالة من التعاون المحدود..
وإن الصورة الأوضح هي أن هذه الكيانات فكرة خبيثة تعمل على تمزيق المجتمع، وتحويلة إلى "شيع" جماعات صغيرة متناصرة في بينها، متصارعة مع بعضها، يُذهب بعضها بأس بعض.
وإن النظرة الأعمق تبين أنها –في بعض تجلياتها-حالة من شرك الوسائط، تصبح الدعوة (الكيان المغلق) صنم يعبد، وتصبح الحفاظ على هذا الكيان المغلق وسدنة هذا الكيان المغلق هو الهدف الأسمى للشعب المنغلق!!