مدينة الألفية وحاضرة زيري بن عطية يبتلعها التهميش شوارعها تعمها الحفر والأخاديد
مدينة الألفية وحاضرة زيري بن عطية يبتلعها التهميش شوارعها تعمها الحفر والأخاديد ، وتغزوها قطعان الكلاب الشاردة ومرافقها تعوزها الصيانة
لقد دأب موقع وجدة سيتي على نشر مقالات في شكل نداءات متكررة موجهة إلى المسؤولين عن مدينة الألفية، وحاضرة زيري بن عطية على اختلاف مهامهم ومسؤولياتهم، إداريون، وممثلو الساكنة من أجل تخليصها من التهميش الذي يطالها يوما بعد يوم ، دون أن يبدي هؤلاء أدنى اهتمام بتلك النداءات ، وقد ضربوا عنها صفحا ، وصموا عنها آذانهم ، وأغمضوا أعينهم ، وحال حاضرتنا التاريخية غير خاف عنهم ، مع أنهم ممن يمرون بشوارعها راكبين أوراجلين ، والتي تخترقها الأخاديد، والحفر طولا وعرضا ،لأن أصحاب المقاولات التي يمررون عبرها قنواتهم أو أسلاكهم المختلفة، يتأخرون كثيرا في تسويتها ،ولا يعيدون لها وضعها قبل حفرها ، فتبدو كأنها قد كسيت بالمرقعات المختلفة الأشكال والأحجام من التزفيت ، حيث تتحول من أخاديد وحفر إلى تضاريس ناتئة تعلو وتنخفض، ولا يختلف العنت الذي يجده الراكبون والراجلون مع الحفروالأخاديد عما يجدونه مع تلك التضاريس التي تعكس مدى غش أصحاب المقاولات ، ومدى غياب رقابة المسؤولين الواجبة عليهم باسم القانون ، ومدى صمات وسبات المواطنين .
ولقد سبق لمدير موقع وجدة سيتي السيد قدوري الحوسين أن وجه نداء في السابق إلى المسؤولين بخصوص ما آلت إليه نافورات المدينة المخربة، والتي لم تعد تضخ ماء في عز الجفاف ، ولا هي تشع أضواؤها كما كانت في عز جمالها ، وقد اقتلع بلاطها ، وسلبت قنواتها دون أن تعير نداءه الجهات المسؤولة عن صيانتها وحراستها .
ولقد سبق لي أن وجهت نداء إليهم في نفس الموضوع ، و كذا في موضوع ظاهرة انتشار قطعان الكلاب السائبة التي تناسلت بشكل لافت للأنظار، وصارت تتخذ من أحياء بعينها مواطن لها، لأنها ولدت بها وتربت فيها ، ولا تعرف أماكن غيرها تتخذها مواطن لها . ولقد صارت تسير زرافات تجوب شوارع المدينة ليل نهار ، و هي تهر في السابلة والدراجين مكشرة عن أنيابها ، وتفزع الناشئة المتعلمة عند بوابات المؤسسات التربوية . ولا ينعم سكان الأحياء التي تتخذها مواطن لها بالراحة ليلا بسبب نباحها الذي لا ينقطع . ولا تترك كيسا من أكياس الزبالة المنتشرة في أركان الشوارع إلا وفتقته بحثا عما تسد به رمقها، خصوصا مع قلة حاويات الزبالة العمومية ، التي لا توضع إلا في البقع الأرضية غير المبنية وسط بعض الأحياء السكنية إلى أن تبنى ، فتقل تلك الحاويات إلى بقع أخرى غير مبنية ثم إلى أن تختفي مع انتشار البنيان . وتبدو تلك الكلاب الشاردة في حالة مزرية من الهزال ، ومن تراكم الأدران عليها ، وغزو الحشرات المضرة والمختلفة أجسادها ، وهي تحثها حثا حيثما حلت وارتحلت لتؤذي بها المواطنين المواطنين . ومع ذلك لا حياة لمن نادينا هم لمعالجة ظاهرة الكلاب الشاردة العلاج الصحيح ، وهي ظاهرة باتت مقلقة ، وقد استفحلت واستشرت بشكل غير مسبوق في مدينة كانت في ماضيها أنيقة نظيفة يستغرب أهلها مرور كلب واحد في شوارعها .
ومن المؤسف أن يشارك بعض المواطنين في تكريس غزو قطعان الكلاب لحاضرتنا بدافع أو لنقل بذريعة الرفق بها عن طريق إطعامها بفضلات الدواجن وغيرها، والتي تزكم روائحها الكريهة الأنوف ، وينقل الذباب ما يتكون فيها من جراثيم تعرض صحة المواطنين للخطر . ويفعل هؤلاء ذلك ، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا ، وقد يلقون بتلك الفضلات عند أبواب منازل غيرهم ،مع أنهم لا يفعلون ذلك عند أبواب منازلهم ، علما بأن من يدعي الرفق بهذه الحيوانات، فعليه أن يحذو حذو من يربونهم ، ويسهرون على إطعامهم وتطبيبهم ، وكف أذاهم عن الناس ، ويتحملون مسؤولة ضبطها عن إذاية الناس .
وللمرة الألف نكرر للمسؤولين مطلب وضع حد لهذه الظاهرة المسيئة لسمعة مدينة الألفية ، والمقلقة لساكنتها . وتبدو حاضرتنا اليوم بائسة مساحاتها الخضراء النادرة، وقد علاها المحل في ظرف مواسم جفاف متتالية، دون أن تفكر الجهات المسؤولة في صيانة الكثير منها ، وذلك من خلال إيجاد مصادر لريها في الوقت الذي عز حتى الماء الشروب ،بله مياه تسقى بها تلك المساحات التي يبس شجرها وعشبها ، ولو عولجت المياه العادمة في المدينة ، لكانت وسيلة جيدة لدفع المحل عنها .
ومن الظواهر السلبية أيضا في مدينة الألفية ، أن الأحياء العشوائية تتناسل بشكل لافت للأنظار، وتبدو بناياتها غير متناسقة ، لا هندسة تحكمها ، و لا تطلى جدرانها الآجورية لا بكلس، ولا بطلاء ، فتبدو كالمجذومة ، تسيل بأزقتها المياه العادمة التي تفوح منها الروائح الكريهة ، وفي محيطها مرابض للدواب التي تتحول إلى مزابل تتتسع يوما بعد يوم، كلما اتسعت مساحة تلك الأحياء العشوائية التي تقطنها الأسر الهشة المهاجرة من الأرياف المجاورة فرارا من انحباس القطر لسنوات متتالية ، وهي تعاني من العوز ، ومن البطالة المقنعة ، وتمارس بيع التجوال متمركزة أحيانا أمام بوابات المساجد ، وفي الساحات عمومية ، و في الممرات طرقية الرئيسية ، الشيء الذي يعرقل حركة المرور ، ويسبب عنتا كبيرا للسابلة راجلة وراكبة على حد سواء .
أما الظاهرة والآفة المقلقة أيضا ، فهي شغل معظم الأرصفة حيث المحال التجارية والمقاهي بالبضائع أو الكراسي والطاولات، الشيء الذي يجعل الراجلين مضطرين إلى السير وسط الشوارع معرضين أنفسهم لخطر الدهس بالمركبات أوبالدراجات النارية التي تنطلق مسرعة سرعة جنونية انطلاق السهام ،وتشيع فوضى عارمة في حركة المرور ، وذلك بسبب عدم احترام أصحابها علامات تنظيم السير سواء الصفيحية منها أو الضوئية، مما يتسبب في العديد من الحوادث المميتة أحيانا ،والمسببة لعاهات مشتدامة أحيانا أخرى .
فمتى سيقيض الله تعالى رجالا مخلصين يقدرون مسؤولياتهم ، فيخلصون حاضرة زيري بن عطية التاريخية من كل هذه الآفات التي تتخلف بها عن مسايرة ركب المدن المغربية الأخرى، التي تحظى بالعناية خصوصا وأنها عاصمة شرق البلاد المهمشة ، والمخنوقة ، و التي ابتليت بسوء جوار بلد شقيق مصدره تحديدا نظامه الحاقد ،و نربأ بشعبه الخيّر عن إضمار أي شر أو سوء أو حقد لنا باستثناء بعض المندفعين والمنساقين وراء تحريش نظام فاسد لا يرعى أخوة ولا جوارا ولا إنسانية ، ولا وازع دين أو أخلاق يزعه ، ولا ضمير يؤنبه ؟؟؟
وسوم: العدد 1069