من السفه عوض تحريم أم الخبائث في بلد يدين بدين الإسلام وتجريم شربها المطالبة بتشديد الرقابة على تصنيعها
من السفه عوض تحريم أم الخبائث في بلد يدين بدين الإسلام وتجريم شربها المطالبة بتشديد الرقابة على تصنيعها حماية لها من دس المواد السامة القاتلة فيها
مرة أخرى تكررت في بلادنا حادثة هلاك مجموعة أخرى ممن تعاطوا شرب الخمر الممزوجة بمادة " الميثانول " السامة كما تناقلت ذلك وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي . ومن أغرب ما جاء في بعضها أنها طالبت بتشديد الرقابة على دس المواد السامة القاتلة فيها ، وكأن الأمر يتعلق بمادة غذائية مما أحل الله تعالى ، وأنها تدخل ضمن النظام الغذائي المباح الذي يجب أن يراقب حرصا على سلامة المستهلكين ، ولا يتعلق بمسكر محرم شرعا يوصف بأم الخبائث المدمرة للعقول ، والمسبب لكل أنواع الكوارث ، وهذا من السفه الصارخ الذي يتحاشى أصحابه وصف هذا المشروب الخبيث بما يجب أن يوصف به ، وهو مهلك في حد ذاته حتى وإن لم يخلط بالمواد السامة . فكم عدد ضحايا حوادث السيرالتي يتسبب فيها السكر سنويا عندنا ؟ وكم عدد الجرائم المرتكبة تحت تأثير السكر ؟ وكم عدد الأسر التي شتت شملها بسبب أم الخبائث ؟ وكم حجم الأموال التي يستهلكها هذا المشروب المحرم، والتي الأولى والأجدر أن تنفق فيما يعود بالنفع العام ، وعلى رأسه التطبيب الذي صارت تكاليفه باهظة في بلد سواد مواطنيه تحت خط الفقر ؟ وكم هي الأمراض الناتجة عن احتساء أم الخبائث ؟ وكم هل العاهات المترتب عن شربها ؟ وكم ... وكم ؟ أسئلة لا يمكن تجاهلها .
ومع كل هذه الأضرار، وعلى رأسها الهلاك المحقق ، ودونه المآسي الكبرى، فإن أهل السفه عندنا لا يطالبون بتطبيق شرع الله تعالى المحرم لأم الخبائث ، وبتجريم من يتعاطاها بل يطالبون بحماية من يستهلكونها من السموم التي قد تدس فيها .
ولقد دأب تيار التشجيع على المحرمات على تجاهل الشرع عمدا وإصرارا، مع المطالبة بتعطيله ، وفي المقابل يقدمون مقترحات تكرس تشجيعها ، فهم في التشجيع على تعاطي الخمر يطالبون بالرقابة على تصنيعها ووقايتها من الشوائب القاتلة ، وفي التشجيع على الفواحش يطالبون بالوقاية من الأمراض الناتجة عنهاعن طريق استعمال ما يسمونه بالعازل الطبي متجاهلين أن الشرع إنما حرم الخمر والزنا لخبثهما وخطورتهما على حياة الإنسان . فأيهما الأجدى للإنسان تجنبهما أم استباحتهما، والتماس سبل الوقاية من أضرارهما المؤكدة طبا وشرعا ؟
وقبل وقوع حادثة هلاك المجموعة الثانية بخمر مسمومة في بلادنا ، طلعت علينا قبل يومين أو ثلاثة وسائل التواصل الاجتماعي بإشهار يخبر بقرب عرض نوع من الشكلاطة ، وبعض الحلويات التي تدخل في تصنيعها مادة مستخلصة من القنب الهندي المعروف" بالكيف " عندنا الذي رخص لزراعته وتسويقه تحت ذريعة تقنينه مع أن الذئب يبقى ذئبا ، ولو طبخ بزبدة وزبيب كما يقول المثل المغربي . ولقد تضمن الإشهار تعداد الفوائد الصحية لهذا النبات الذي يدخل ضمن المحرمات شرعا ، وعلى رأسها كما يزعم أصحابه فائدة تنشيط الدماغ ،علما بأن هذه المادة مخدر، ومفترلا يختلف مفعوله عن مفعول كل المخدرات ، والمفترات ، والمسكرات بكل أنواعها صلبها ولينها الذاهبة بالعقول ، والمعطلة لها ، والعقول أقدس نعمة أنعم بها الله تعالى على بين آدم تكريما لهم .
ولسنا ندري ما الذي يراد بوطننا العزيز الذي يدين بدين الإسلام ، وشعبه الكريم محافظ من خلال دعوات السفه التي تزين له الخبائث من مسكرات وفواحش... وغيرها، وقد وقاه الله تعالى منها في كتابه الكريم ، وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم تكريما وتفضيلا له على كثير ممن خلق ؟ ولا شك أن أياد دخيلة ،خبيثة ماكرة ،مدسوسة هي التي تقف وراء هذه المؤامرات المكشوفة، حمى الله تعالى شعبنا الكريم منها ، وسائر الشعوب المسلمة .
وسوم: العدد 1082