العجُّ والثَّجُّ في رفح
بينما كانت مرشَّات الماء البارد تذرُّ الحنان على حجاج بيت الله على سفوح عرفات المبارك؛ كانت مرشات الدم تذرو دماء الغاصبين المعتدين على عرَصَات رفح الذبيحة المباركة.
كمين محكَم يشفي صدور قوم مؤمنين، ويزرع الرعب في قلوب السفلة المحتلين، ويردع كل أفك أثيم .... عُتُلٍّ بعد ذلك زنيم .... أو غير زنيم.
ثمانية من أجناد الصهيونية الزنيمة نفقوا وعدد كبير من الجرحى، وتحط طائرات الأباتشي الصهيونية لنقل المزيد من النازفين دماً وألماً وخيبة أمل؛ فيما يُحمل الجرحى الغزيون على الحنتور؛ لأن سيارات الإسعاف قد خرجت عن الخدمة منذ أمد بعيدٍ!
وكلما جاء مدد إنقاذ لإسعاف المصابين كان لهم المقاومون الحماسيون بالمرصاد؛ فقد أعدوا كمائن أخرى لاصطياد المسعفين؛ ويزداد الطين بِلَّةً!!
وتحتج الإثنية الدرزية المقاتلة في صفوف النازية الصهيونية لأن جيش الاحتلال الصهيوني لم يهتم بمقتل الضابط الدرزي الذي نفق في الكمين الرفحي كاهتمامه بباقي الجند من السفارديم والأشكيناز، وغيرهما ... وهكذا دأب اليهود في التفرقة العنصرية فيما بينهم؛ وهكذا الحال في امتهان الجيوش للعملاء الرخيصين، وهذه حال الدروز على مر العصور بأنهم دوما أحذية للمحتلين الغاصبين!!!
هل كانت هذه العملية استجابة من المولى تعالى لدعاء حجاج الله على عرفات لأهليهم في غزة؟ ربَما، لا أحد يعرف، ولا يمكن إنكار حدة أسلحة الدمار الشامل الذي تسببه دعوات الحجيج؛ سيما وأن أهل غزة وحدهم من دون البشر هم الوحيدون الذين حُرموا هذه السنة من الحج؟!
المسلمون في كل أصقاع الأرض مشغولون بالثَّجِّ؛ وإهراق دم الأَضاحي نسكا لله تعالى، ورفح تضحي بدماء أنجس خلق الله قربانا للأقصى والقدس... والشيخ جراح.
"وَٱلۡبُدۡنَ جَعَلۡنَٰهَا لَكُم مِّن شَعَٰٓئِرِ ٱللَّهِ لَكُمۡ فِيهَا خَيۡرٞۖ فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡقَانِعَ وَٱلۡمُعۡتَرَّۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرۡنَٰهَا لَكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ (36) لَن يَنَالَ ٱللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَآؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ ٱلتَّقۡوَىٰ مِنكُمۡۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمۡ لِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُحۡسِنِينَ (37)" / الحج
وسوم: العدد 1083