هل ستنتصر الثورة السورية؟؟!!
هل ستنتصر الثورة السورية؟؟!!
د. موفق مصطفى السباعي
.. ونحن نودع العام الرابع لانطلاقة الثورة .. ونستقبل العام الخامس !!!
نشاهد أنه قد :
أصبح عدد غير قليل من السوريين .. وغير السوريين يسألون هذا السؤال في الأيام الأخيرة !!!
وهم يتأوهون .. ويتنهدون .. بل وبعضهم يرفعون عقيرتهم .. ويقولون : بصوت عالٍ ..وبنبرة متشنجة !!!
وماذا جلبت لنا هذه الثورة ، غير الخراب والدمار .. والقتل والتشرد !!!
وأرجعتنا إلى الوراء مئات السنين ؟؟؟
هؤلاء .. وأولئك .. لا يرون الحياة الدنيا .. إلا أبنية ، وشوارع ، وخدمات مادية .. ومتع ، وملذات فحسب .. فإذا خسروها .. خسروا الحياة الدنيا كلها !!!
أولئك كالأنعام .. بل هم أضل سبيلاً !!!
لكن الذين اتقوا ربهم .. وآمنوا بأن قيم الحياة الدنيا .. هي في الحفاظ على حرية الإنسان .. وكرامته .. وعزته .. وعرضه .. وشرفه .. ودينه ثم بعد ذلك ماله وأرضه !!!
هؤلاء يرون أن الثورة السورية حتى الآن .. وبعد مضي أربع سنوات من الكفاح المرير .. والنضال الشديد .. والقتل المستفحل .. والكيد والمكر .. الذي يزلزل الجبال الراسيات !!!
هي المنتصرة .. وهي الفائزة .. وهي الرابحة !!!
والدليل المادي .. الميداني .. الواقعي يقول :
أنها لا تزال مستمرة .. ولا تزال فئات مؤمنة بالثورة .. تكافح .. وتناضل .. وتقاتل !!!
بالرغم من قلة عددها .. وعتادها .. وضعف تخطيطها .. وقلة خبرتها في القتال .. وشح إمكانياتها المادية!!!
وبالرغم من الجوع .. والفقر .. والبرد .. والزمهرير الذي يعانيه الثوار وأهلهم !!!
وبالرغم من اجتماع الدنيا كلها .. بخيلها .. ورجلها .. ومكرها .. وكيدها على إطفاء جذوة الثورة !!!
وتحالف دول العالم كله .. سواء التي تدعي الحرية .. والديمقراطية .. أو التي تدعي حرصها .. وعطفها .. وحنانها على حقوق الإنسان .. أو التي تدعي مقاومة الشيطان الأكبر .. أو التي تدعي الإشتراكية .. والعدالة .. والمساواة !!!
كلها قد رمت الثورة السورية عن قوس واحدة !!!
كما حصل في غزوة الأحزاب .. حينما اجتمعت كل قبائل العرب .. واليهود على محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه !!!
بل لا نكون مبالغين إذا قلنا :
أن هذه الحرب الشعواء .. التي تُشن على الثورة السورية !!!
لهي أشد ضراوة .. وقسوة .. ومرارة .. ومكراً ودهاءً .. من غزوة الأحزاب التي وصفها الله تعالى .. بأقوى العبارات .. وأشدها بياناً :
إِذْ جَآءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ ٱلْأَبْصَـٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ﴿١٠﴾ هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا۟ زِلْزَالًۭا شَدِيدًۭا ﴿١١) الأحزاب
لأنه بكل بساطة :
يوم الأحزاب :
اجتمعت قبائل الجزيرة العربية فقط !!!
ويهود بني قريظة ضد المسلمين !!!
بينما :
يوم الثورة السورية :
اجتمعت قبائل العرب كلها من الخليج إلى المحيط .. إلا من رحم الله !!!
وقبائل الشيعة الفارسية .. المجوسية ماعدا ثلة قليلة .. من الشيعة العرب .. غير الموالين لولاية السفيه الإيراني المجوسي !!!
والباطنيون من النصيريين .. والدروز .. والإسماعليين وسواهم .. إلا أفراد قليلون !!!
وأبناء الصليب .. سوريون .. وعرب .. وعجم .. وشرق .. وغرب .. إلا أفراد قليلون !!!ً
وبنو يهود !!!
وعلمانيون .. واشتراكيون .. وقوميون .. ويساريون .. إلا أفراد معدودون !!!
وذراري المسلمين .. المغفلين .. التائهين .. الضائعين .. البائعين دينهم بدراهم معدودة !!!
كل هذه الكتل البشرية المتلاحمة .. المتعاضدة اجتمعت على محاربة الثورة السورية .. بطرق شتى .. سرية .. أو علنية !!!
ولذلك :
فإن مجرد استمرار الثورة كل هذه المدة الطويلة .. وتساقط الضحايا يومياً .. وتهدم الأبنية فوق رؤوس ساكنيها يومياً .. واستخدام المجرمين لكل أنواع الأسلحة الفتاكة .. للصد عن سبيل الله .. والصد عن سبيل الثورة .. ولتركيع الثوار .. وإذلالهم .. وقهرهم .. وإجبارهم على التراجع .. والعودة إلى جحر الطاعة .. إلى هبل الأكبر !!!
لهو دليل ساطع .. واضح على حيوية الثورة .. وعلى توقد جذوتها .. واستمرار شعلتها اللاهبة .. التي تضيئ سبيل السالكين !!!
سيصيح المثبطون .. والمهزومون .. والمعوقون باستنكار شديد .. كيف ؟؟؟!!!
سأقول بكل أمانة .. وصدق .. وبموضوعية تامة .. وبتجرد كامل :
منذ اليوم الأول لانطلاق شرارة الثورة السورية .. في آذار عام 2011 .. فإن النظام النصيري المجرم ، لم يألو جهداً . . ولم يتردد لحظة واحدة ، في قذف المتظاهرين ، بحمم الرصاص .. حتى تخضبت الأرض بالدماء من اليوم الأول !!!
ولكن الشعب السوري استمر بكل عنفوانه .. وصموده .. يقدم الضحايا .. تلو الضحايا .. لمدة ستة أشهر تقريباً .. قبل أن يبدأ بحمل السلاح .. دون أي تقهقر أو تراجع !!!
بالرغم من أن الثائرين .. كانوا لا يشكلون إلا ربع أو ثلث الشعب !!!
هذه الفئة القليلة على عجرها وبجرها .. وسيئاتها وسلبياتها .. وقلة إمكانياتها .. وضعف التنسيق بين مكوناتها .. وفقدان القيادة الواحدة !!!
أصرت على المضي في تحدي الطاغوت الأسدي .. والإيراني والشيعي .. في الوقت الذي عجزت شعوب عربية عديدة .. أن تستمر ولو لبضعة أسابيع .. وليس أشهر .. في مظاهراتها ضد طواغيتها !!!
فانكفأت راجعة إلى جحورها تعلن الطاعة .. والإنصياع لجلاديها !!!
وبقي الشعب السوري الوحيد في ساحة المعركة .. ينازل جيوش الظلام .. جيوش الطغيان الأسدية والإيرانية .. والشيعية .. واليسارية .. والعلمانية .. والقومية من كافة أقطار الدنيا .. إضافة إلى جنود من ذراري المسلمين الذين طُبع على قلوبهم أكنة .. وخُتم على أسماعهم .. وأبصارهم غشاوة .. فلا يرون إلا ما يرى أعداء الإسلام والمسلمين !!!
هل يستطيع أي مخلوق خبير في تاريخ البشرية .. أن يأتنا ولو بمثل واحد على ثورة .. قامت في بلد من البلدان !!!
وقامت الدنيا على بكرة أبيها تحاربها .. وتقاومها !!!
ومع هذا بقيت صامدة .. ثابتة .. شامخة .. عصية على كل الرياح الهوجاء .. التي تكاد تقتلع الجبال الراسيات .. كما هو الحال في الثورة السورية ؟؟؟!!!
إنا منتظرون الجواب !!!
وإنا على يقين .. لمنتصرون .. مهما اسود الظلام .. وادلهم الليل !!!
فوعد الله ثابت .. لا يخلف الميعاد !!!
إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلْأَشْهَـٰدُ غافر آية 51
صدق الله العظيم !!!