عنصريون بامتياز

نزرع الحياة .. ويزرعون الخراب

سامح عودة/ فلسطين

[email protected]

على ذاك السفح المنبسط باتجاه الساحل تقعُ بلدة حبلة الفلسطينية بشمال الضفة الغربية، والتي تتربعُ على عرش أخضر أنيق، على خط الهدنة الفاصل ما يسمى بحدود عام 1948، وهذا الموقع الجميل أكسبها مكانةً خاصه منذ القدم، كممر لعبور من الساحل المنبسط الى كروم الزيتون والعنب في الشرق، وبعد وقوعها تحت الاحتلال الاسرائيلي في العام   1967 أحيطت بعدة مستوطنات من جهاتها الأربع ليذهب ما غرسوه الاجداد هباءً منثورة للاحتلال ومستوطنيه، كما ذهب ذاك السهل المنبسط شاسعُ الامتداد أول النكبة.

في المنطقة الغربية الجنوبية للبلدة اقيمت مستوطنة " ماتنان " نهاية الثمينيات من القرن الماضي على 280 دونم من أرضي 1967م تتبع لبلدية حبلة بقايا أرض لمقام أولاد العوام، ومئات الدونمات الاخرى من أراضي البلدة التي احتلت عام 1948، وكعادتهم فقد أحاطوها بجدار عنصري شيد العام 1996م وتم اكتمال باقي مقاطعه في العام 2002م، ليضيف نكبة أخرى الى النكبات التي عاشتها البلدة .

في آخر صيحة وعلى الملأ فاجأ المستوطنون العنصريون أهالي البلدة وعبر مكبرات الصوت مطالبينهم بتخفيض صوت الآذان هي رسالة ليست عابرة انما رسالة مبطنة تنضحُ منها العنصرية المقيتة، والإرهاب المبطن الذي يمارسه الاحتلال ومستوطنيه، وهي سابقة خطيرة لإسكات صوت الحق..!! حالة اشمئزاز تسود الاوساط في البلدة ورسالة حالهم تقول " ان لم تستحِ فافعل ما شئت" ، حبلة وجدت قبل أن توجد اسرائيل .. والآذان فيها موجود قبل أن تكون " ماتان" حقٌ لنا أن نمارس عبادتنا في مقدساتنا كما نشاء، وحقكم أن ترحلوا عن أرضنا من شمسنا من هوائنا لأنكم محتلون ولا يليق بكم الا الجحيم .

ولأننا نحن أصحاب حق ولسنا قطاع طريق .. لسنا مغتصبون نمارس الحياة كم فهمناها، فعاليات البلدة باختلاف أعمارهم مارسوا الانتماء المعمد بشذى ذاكرة المكان كرد فعل على تفاهتهم، فعلى بعد أمتار من مستوطنة " ماتنان " وفي مقر النادي الرياضي وعلى رأسها البلدية نظمت وبالتعاون مع مركز جهود للتنمية المجتمعية حفل تكريم " 50 " مبادراً من الشباب الرياديين وافتتاح لمركز جهود للتنمية المجتمعية، في رسالة الى الاحتلال ومستوطنيه أننا باقون هنا على ترابنا نزرع الحياة بذرةً فتنبُ ورداً، نسقيها بماء المقل فنرى الامل يظلله بظله.

 هكذا نحن الفلسطينيون عاشقون بامتياز لنبع ٍ طاهر لا ينضب هو – فلسطين- نمارس انتماءنا الديني والوطني فيها كما شئنا لذلك فنحن لم نتبخر أمام النكبات والنكسات التي حلت بنا نزرع الحياة أملاً لجيل قادم يحمل راية التحرير في وطن تحت الشمس لا مكان لعنصريتكم فيه مكان..!!