رسالتنا إلى الشعب السوري في عيد الأضحى
جبهة العمل الوطني لكرد سورية
سعادتكم في حريتكم، وعيدكم يوم تتخلصون من العصابة الأسدية
أيها الشعب السوري كرداً وعرباً ومكونات كريمة أخرى:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحزننا أن يكون خطابنا في هذه المناسبة ـ التي يفترض أن تكون مجلبة سعادة ـ متضمناً قسوة لا تتناسب وبهجة العيد، ولكن الرائد لا يكذب أهله، والتحذير قبل فوات الأوان أولى من المجاملات.
أيها الشعب السوري كرداً وعرباً ومكونات كريمة أخرى:
اعلموا أن عيدكم هو يوم تتحرر سورية من العصابة الأسدية المجرمة، ويعود ملايين السوريين المشردين واللاجئين والنازحين إلى مدنهم وقراهم وبواديهم بعدما يعيدون إعمارها، ويعود المنفيون والمخطوفون والمختفون السوريون والفلسطينيون واللبنانيون والأردنيون والعراقيون وغيرهم قسرياً على يد أجهزة المخابرات الأسدية إلى أهليهم وأحبابهم وذويهم، وعندما يصبح مئات ألوف المعتقلين السياسيين في زنازين أسد اللعين أحراراً، وعندما يجد ألوف الأطفال الضائعين والديهم ويتمتعون من جديد بحنانهم ورعايتهم، وعندما تعود البنى التحتية للمدن والبلدات السورية أفضل مما كانت، وتتوفر المواد الضرورية للحياة، وتعود الأسواق السورية عامرة بكل ما تنتجه الأرض السورية الطيبة، وعندما تعود المخابز لإنتاج الخبز للمواطنين، وتعود ربات البيوت السوريات إلى عمل كعك العيد والمعمول الشهيّ، وتتوفر مواد التدفئة والوقود والكهرباء والماء الصالح للشرب لكل إنسان، وعندما يتوفر الدواء للمريض، والرعاية للمحتاج، والمدارس لملايين الأطفال السوريين، التي حوّلتها العصابات الأسدية إلى أنقاض فوق رؤوس نزلائها بعدما دمرت بيوتهم وشردتهم في الفيافي والقفار، عندما يحسّ أبناؤنا ببهجة العيد ويلبسون الجديد ويتمتّعون بالألعاب ـ كما كان شأنهم قبل أن تتحول سورية إلى مزرعة لآل أسد المقبوحين القساة الغلاظ الأكباد عديمي الإنسانية.
أيها الشعب السوري كرداً وعرباً ومكونات كريمة أخرى:
لن تروا للعيد نكهة ومذاقاً إلا عندما تفرغ مخيمات اللاجئين الغاصّة بالسوريين في تركيا والأردن ولبنان والعراق، وفي الدول الأوربية وشمالي إفريقيا والخليج، ولن تجدوا للعيد طعماً إلا عندما تعود فارغة من حيث أتت السفن التي تقلّ الهاربين السوريين من جحيم أسد وزبانيته، ولا تلبث أن تغرق في عرض البحر. ولن تروا للعيد بهجة إلا عندما تهدّم جدران السجون السورية وتتحول إلى حدائق وملاعب يقضي في ربوعها الأطفال يلهون ويمرحون كما يشاؤون ووقتما يشاؤون.
أيها المعارضون السوريون:
سواء كنتم في الجيش الحر أم جبهة النصرة أم داعش أم غيرها: لن تقوم لكم قائمة حتى تتوحد كلمتكم وصفوفكم وتتوجه فوهات بنادقكم إلى صدور أزلام بشار وشبيحته ونبيحته وحسب، ولا تفرحوا بمكتسبات مؤقتة على الأرض ولا استيلاء ولا توسع نفوذ أو سلطان، فإنه زائل ما لم تتمتعوا بصفاء السريرة ويملأْ قلوبكم حب بعضكم لبعض، وإيثار بعضكم بعضاً على أنفسكم؛ واسمعوا إلى ربكم سبحانه وهو يخاطبكم بقوله:" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، ويزفّ البشرى لكم بقوله: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون"، فهل المتدابرون والمتآمرون والمتقاتلون الذين يستحلّون دماء الأبرياء من إخوانهم هم الصالحون المقصودون بوعد الله وتأييده ومعيّته!!؟؟
أيها السوريون على اختلاف تنوّعكم المذهبي والعرقي:
سعادتكم في حريتكم، وعيدكم يوم تتخلصون من العصابة الأسدية ومن يدعمها على باطلها، وقوتكم في وحدتكم، ومجدكم في تجاوز نقاط الاختلاف بينكم، وعزّكم في لمّ شملكم واعتمادكم على الله تعالى، بعد أن تخلى عنكم المتشدّقون بحقوق الإنسان والديمقراطية ردحاً طويلاً من الزمن.
أيها السوريون؛ إسلاميين وعلمانيين وقوميين، معتدلين ومتطرفين، وحدويين وانفصاليين:
ثمة مؤامرات تحاك ضد الثورة السورية في مطابخ السياسة العالمية، عبر جنيف2، أو التمديد لبشار حتى عام 2016م، أو تصنيف المقاتلين إلى معتدلين ومتطرفين..، وتأليب بعضهم ضد بعضهم الآخر، ولن يُحبِط هذه المؤامرات إلا أنتم بعودتكم الصادقة إلى الله ـ ناصر المستضعفين ـ وبوحدتكم التي لا يمكن أن يصمد أمامها أي كيد أو تآمر. لا تختلفوا على جلد الدب قبل أن تصيدوه، ولا تختلفوا بعد صيده، فلكل من شارك في الصيد حق معلوم وثابت طالما اشتركتم جميعاً في الصيد، وطالما تظلكم خيمة واحدة أو سقف الوطن "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".
أيها السوريون؛ إسلاميين وعلمانيين وقوميين، معتدلين ومتطرفين، وحدويين وانفصاليين:
ليس لكم سوى سورية واحدة موحدة، وليس لكم سوى سورية تسَع الجميع، وتحتضن الكل، يتساوى فيها الجميع في الكرامة والمساواة والعدل، في الحقوق والواجبات، وحينئذ، حينئذ فقط يحق لنا أن نتبادل التهاني بالعيد ونقول: كل عام وأنتم بخير.
جبهة العمل الوطني لكرد سورية
10 ذي الحجة1434هـ ،15تشرين الأول2013م
للتواصل معنا:
للمزيد من المعلومات يرجى زيارة موقعينا على الرابطين: