ليل سوريا الطويل.. وظل المتطرفين الثقيل !

عبد الله خليل شبيب

ليل سوريا الطويل.. وظل المتطرفين الثقيل !

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

...كان الله في عون سوريا وشعبها المبتلى بمجرمين معدومي الضمائر والأخلاق والإنسانية .. فعلوا فيها مالم يفعل أحد في التاريخ ..فالشبيحة باعة الجولان وعملاء الموساد دمروا سوريا وشعبها وقتلوا وجرحوا واسروا مئات الآلاف .. تحت سمع العالم وبصره ..ولم يتحرك ذلك العالم[ المتواطيء] تحركا شبه جدي إلا بعد أن كادت أسلحة نظام الشبيحة الكيماوية أن تتعرض لخطر سيطرة الثوار السوريين عليها !.. خشية أن [ يجن] أحدهم أو بعضهم فيستعملوها ضد اليهود المغتصبن لفلسطين [ الهم الأول والأهم في المنطقة للمتآمرين الدوليين الكفرة الفجرة ]!

.. قد يخطر على بال أحد أن يسأل : تلك الأسلحة الكيماوية موجودة لدى [ نظام الأسد ] منذ زمان .. فلماذا لم يتحرك ذلك العالم[المتوحش] ليجرده منها – من قبل؟!..

ولا نظن أن جواب هذا السؤال صعب على بصير ..! ولا حاجة لتفصيله وإعادته .. فالأمر في غاية الوضوح!..ومن جوابه ما يفعله بالسوريين – ذلك النظام العميل المفروض عليهم !

ومن جوابه كذلك [ جبن وتخاذل نظام الممانعة والمقاومة والتصدي ] عن الرد على صفعات اليهود وضرباتهم الموجعة وإهاناتهم المذلة !!!

.. وكأن سوريا لم يكفها بلاءً ذلك النظام المنحط .. حتى برز لها بلاء آخر – من بعض من ادعوا أنهم قاموا لنصرة شعبها .. ومنهم من يبدو أنه ينفذ أجندة أخرى ..ويعمل لصالح جهات مشبوهة ! ولآغراض تصب في مصلحة العدو ..وتلتقي- في النهاية – أو في البداية – مع أهداف نظام الشبيحة في تدمير سوريا وشعبها لصالح الصهيونية وسلامة ودوام دولتها المغتصبة المتآمرة المفسدة والكامنة وراء كل مصيبة في المنطقة ..بل وفي معظم العالم .. فبؤرة الفساد هذه ..هي من يجب أن توجه أهم وكافة جهود المخلصين للتخلص منها ومن ذيولها الأخطبوطية التي يمثل بعض أذرعها نظام الأسد ..وبعض الفئات التي تتظاهر [ بالإسلامية] وغيرهم في القريب والبعيد..!

    فكثير مما يصدر عن بعض الفئات [ المنتسبة للإسلام ] من تصرفات رعناء يظنون أنهم بها يحسنون – وهم يسيئون- تلك التصرفات تسيء للإسلام  وللمسلمين ..!..سواء صدرت عن جهل – وهو الطابع العام لأولئك الذين يزعمون أنهم مجاهدون – حتى من يقولون إنهم علماؤهم ومفتوهم ..أنصاف جهلة لا يكادون يعرفون من العلم أو الدين إلا قليلا ..  ولن نعدو الحق ..إن قلنا إن كثيرا منهم يدخلون تحت قوله تعالى " قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالا؟ الذين ضل سعيُهم في الحياة الدنيا ..وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا..؟" 

..كثير من أؤلئك ..إذا افترضنا فيهم حسن النية ..فهم لا يكادون يعرفون مباديء اللغة التي هي عماد أساسي لفهم الدين و نصوص الكتاب والسنة ..بل قد لا يعرف معظمهم معنى اسمه أو إعرابه!

.. لقد تمسكوا ببعض النصوص ..وغفلواعن غيرها .. فكادوا يكونون ممن قيل فيهم "الذين اتخذوا القرآن عضين"..أو "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"؟

ولذا فقد أخذهم جهلهم بعيدا فشذوا واستدرجتهم الشياطين .. وآذوا الخلق ..وشوهوا صورة الدين !

لانشك - مطلقا – بعد ما رأينا وسمعنا عن تصرفات بعضهم – أن بعضهم عملاء لنظام بشار الجحش التشبيحي  أو للموساد مباشرة = دون حاجة [وساطة] النظام العميل له!

لقد أفسد هؤلاء في الأرض .. وأوهنوا صفوف المقاومة ضد النظام الجحشي      [ الأسدي – كذبا]المجرم المدعوم من القوى الدولية الظالمة الكافرة كافة وكل ذيولهم المنافقة - ..بما اقترفوا من قتل وقتال للمجاهدين الآخرين ..وسوء سلوك مع الناس ..حتى اعتبروا بعض ما وقع تحت أيديهم من نساء المجاهدين المخالفين لهم سبايا ..فلم يختلفوا عن شبيحة بشار الجحش –

... لا نريد أن نطيل في مناقشتهم بقواعد الشرع وأحكامه وفقه الواقع والأولويات .. فلا شرع في أنظارهم إلا ما تزينه لهم أهواؤهم ..وعقولهم المتحجرة وأنفسهم المريضة وأهواؤهم العريضة!.."ارأيت من اتخذ إلهه هواه؟ أفأنت تكون عليه وكيلا ؟ أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعفلون؟ إنْ هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا"!.وكذلك " ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله"! و " إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي" ...إلخ

  .. هل من الجهاد عندكم أن تسيئوا للناس – مسلمين وغير مسلمين -؟ وأن تتعالواعليهم ..وينهب بعضكم بعض ما في أيدي بعضهم؟

هل قصارى جهادكم ..أن تحطموا بعض التماثيل ؟كتمثال أبي العلاء أو الرشيد ..- وبعضها كان في زمن من هو خير منكم وأعلم وأتقى بالتأكيد! أو كمن [حجَّبوا] تمثال أم كلثوم في بلدها ؟ ومن يطالبون بهدم الأهرام وأبي الهول؟

..وهل من الجهاد الاعتداء على معابد الآخرين وتحطيم بعض أيقوناتهم ..ورفع أعلامكم على بعض الكنائس .. مما هو مناقض لصريح الشرع المتواتر!..ووصايا القرآن والسنة الثابتة؟ وعمل الصحابة والسلف الصالح؟!..ألا يدل ذلك على جهلكم المطبق ..وعمالتكم الواضحة ..لتؤلبوا العالم ضد الثورة السورية النظيفة ..وتؤكدوا مقولات بشار في ادعائه حماية الأقليات ..ومقاومة الإرهاب؟

لا شك أن مثل هذه الأعمال ..وكثير غيرها من التصرفات الرعناء مقصودة – كما سبق أن تحدثنا عن تصريحات قائد النصرة المدعو [الجولاني ] –( بإعلانه الانضمام للقاعدة ..ونية هدم بعض الأضرحة ) مما ألب العالم الخارجي ..والرافضي – وقدم هدية عظيمة لبشار وفرج عنه مأزقه!-..وتسبب في تقدم الشبيحة الكفرة وجنون ما جاءهم من أمداد رافضية من نواحٍ عدة – فهزموكم شر هزيمة في مواقع كثيرة كموقعة القصير؟! ودمروا مسجد خالد بنالوليد وضؤيحه لأنالمأفون الجولني يهدد بهدم ضريحالسيدة زينب! .. وكذلك ألب الغرب وأتباعه كلهم .. لمحاربة الثورة وأجنحتها المختلفة والتضييق عليها ..بحجة محاربة القاعدة .

..ثم عصى الأدعياء أوامر قائد القاعدة – الذي زعموا أنهم بايعوه! وتمردوا على أوامره ..مما يدل على أن التصريحات لم تكن إلا لطعن الثورة السورية والجيش الحر !

..بالتأكيد ..كثير من الشباب المقاتل مع تلك المجموعات ..مخدوع ومضلَّل!..ولا يعرف عمالة القيادات لنظام بشار أو للموساد اليهودي ..أو لجهات خارجية وإقليمية ..لكل منها أجندتها الخاصة- أو الموازية – أوالتابعة..إلخ

..ولكن لا تفسير لما يفعله أؤلئك [ أمثال النصرة وداعش:دولة العراق والشام] وأمثالهم ..إلا ما قلنا ..لأن نتائج تخريبهم واضحة للعيان !

..إن هنالك مقاييس لا بد منها ليعلم المخلص من العميل :

1-  توحد جميع المجاهدين تحت قيادة واحدة وعدم الشذوذ عنها .

2-  الهدف الأول للمجاهدين ..:إزالة نظام الطغيان الجحشي ؛ وعدم التعامل معه بأي شكل .أو قبول بقاء شيء من آثاره ونظمه ومجرميه ! .

3-   الحرص على الاستقلال التام ..وعدم الخضوع لشروط الغرب والصهيونية أو غيرهم من الأعداء أو المنافقين..بأي شكل من الأشكال..!

4-   عدم إكراه أي إنسان على ما لا يريد .. ومعلوم أنه( لا إكراه في الدين) وبالتالي فلا إكراه فيما هو أقل من العقيدة ..وإذا كان إكراه غير المسلم مرفوضا ..فمن وجه أولى ..كذلك لا يجوز إكراه المسلم على أي رأي يراه من يظن نفسه ممثلا للإسلام وأنه على حق وكل الناس على باطل..هذه العقلية والنظرة مرفوضة قطعا هي وأصحابها !

5-   يحتفظ كلٌّ بوجهة نظره لنفسه ..ويترك الخيار للناس – بعد التحرير – ليختاروا الطريق التي يريدون..ولا يجوز إكراه أحد على شيء ..!فإن ظنت بعض الفئات – إذا تجمع لها بعض القوة والانتصارات وسيطرت على بعض الأرض وبعض الناس ..أنها ملكت العالم ..وأنها تستطيع أن تقيم دولة على رقعة محدودة –فهم واهمون..وهم كذلك أكثر وهما ..إن ظنوا أنهم يمثلون جميع المسلمين ..أو ان لهم الحق في إصدار قرارت وتشريعات – أو تأويلات باسم الخليفة والخلافة !

والأشد خطلا وضلالا من يزعمون أو يظنون أنهم وحدهم المصيبون وأن ماعداهم على باطل !

**********

.. للعلم .. نحن نؤمن بالله وبالإسلام الحق – كما جاء – صافيا- في الكتاب والسنة - ونعتقد أنه الحق والصلاح لكل العالم وكل مشكلاته ..لو أُخِذ به على أصوله – بغير إفراط ولا تفريط-!.. ..ونعمل لنصرته ولهداية العالم كله إليه ..ولقيام دولته وخلافته الراشدة ..ولكن ذلك كله تحت الهدي الرباني " أدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "

..فليس بالتنطع والتطرف والتعصب والانغلاق تعالج الأمور ..أو يعامل الآخرون .. وقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم :( إن هذا الدين متين ولن يُشادّ هذا الدين أحد إلا غلبه فأوغل فيه برفق ..فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى..) !

..وإذا كان الله قد أوصى غير المسلمين بعدم المغالاة في الدين ..فالمسلمون أولى بذلك "لا تغلوا في دينكم – ولا تقولوا على الله إلا الحق"

  إن على الذين يدّعون أنهم مسلمون أو إسلاميون ..من الذين يقاتلون في بلاد الشام ..أن ينضموا إلى إخوانهم المجاهدين الآخرين ..ويتعاونوا معهم على بصيرة – ولا يشذواعن الصف – فضلا عن أن يقاتلوا الثوار .. أو يستولوا على ما حرروه ويسيئوا التصرف مع الناس ..أو يختلقوا المشاكل بين المجاهدين ..إلخ ..وإلا دمغوا أنفسهم بالإفساد والعمالة والخروج عن الإجماع وتوهين صفوف المقاتلين ..

.. ولربما – في النهاية – وخصوصا إذا تفاقم خطر المندسين باسم الإسلام ..واستعصت هدايتهم ..وأصروا على تفريق الصفوف والتحرش بالآخرين والتعدي عليهم وعلى الناس .. وفرض آرائهم على الآخرين ..والإفساد في الأرض تحت أي شعار -!  ربما يضطرون الثوار الأحرار والجيش الحر أن يتحالفوا مع الجيش النظامي – أو بعض فرقه ..ضدهم ليستأصلوهم ..ويريحوا الأرض من شذوذهم..وتشويههم للإسلام والمسلمين!!