رد على مفتي العسكر، علي جمعة

العلامة يوسف القرضاوي

الشيخ العلامة يوسف القرضاوي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،،

إنني أعجب كل العجب من وقوف بعض الناس، الذين يزعمون أنهم يمثلون العلماء، ويتحدثون باسمهم، ويعلنون الأحكام الشرعية التي تُحل الحلال، وتُحرم الحرام. وهم يحرفون الكلم عن مواضعه، ويفترون على الله وعلى رسوله، وعلى علماء الأمة، {وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[آل عمران:78].

من هؤلاء المحرفين الكاذبين، الشيخ أو الجنرال علي جمعة، المصري الذي دخل في علماء الأزهر، وهم يبرؤون منه، وعيَّنه حسني مبارك مفتيًا لمصر، ثم خرج غير مأسوف عليه، بعد أن أفتى فتاوى مرفوضة، لا تقوم على كتاب ولا سنة.

ثم أعاده السيسي وجماعته، غير رسمي؛ ليدعم نظامهم الفاسد، واتجاههم الكاسد، ويضفي عليهم شرعية لا يستحقونها، وقد نقضوا العهد، وأخلفوا الوعد، وخانوا الأمانة، وخطفوا الرئيس المنتخب من الشعب، بعد سنة واحدة من انتخابه، وادَّعوا أن الشعب يؤيدهم، والشعب إنما يتمثل في الصناديق التي تظهر الأغلبية الحقيقية.

ووقف الشعب الحقيقي يعلن أنه مع الرئيس الذي انتخبوه، ولن يتخلوا عنه، ولن يتنازلوا عن حقهم أبدا، ولكن العسكر الذين قاموا بانقلاب عسكري، استولوا به على مقاليد الحكم، وإن لم يدعوا ذلك، أبوا إلا أن يتصدوا لكل من يعارضهم، أو يقول لهم: لا. واستخدموا قوات الجيش والشرطة ومن وراءها من البلطجية، الذين يمثلون نحو أربعمائة ألف بلطجي في جمهورية مصر. وقاموا بعدة مذابح في أنحاء مصر، أهمها ما وقع في مذبحة الحرس الجمهوري، وما حدث عند المنصة في شارع النصر، ثم ما حدث في ميدان رابعة العدوية، وميدان نهضة مصر في الجيزة، من قتل جماعي بأسلحة الجيش الثقيلة، ويعاونه الشرطة والبلطجية، وبنادق القناصة من فوق السطوح، وبالطائرات من فوق. مما أسفر هذا كله عن أربعة آلاف شهيد، وحوالي عشرين ألف جريح ومصاب، وألف مفقود، نعتقد أنهم قتلوا، ونقلوا إلى مقابر جماعية سيكشف عنها الزمن، وعسى أن يكون قريبا. ولا زال أهلوهم يبحثون عنهم، ولا يجدون إليهم سبيلا.

وفي وسط هذا الضجيج الذي أحدثه الانقلابيون في قلب مصرنا العزيزة، من مجازر هائلة، لم يَر تاريخنا لها مثلا، يخرج المسمى علي جمعة في لقاء خاص كتمه الداعون، ليجتمع بالعسكريين الحاكمين، ليفتيهم فيما يجب أن يعملوه في خصومهم.

ولماذا يجتمع على جمعة بالعسكر مختبئين غير معلنين؟

لأنه يريد أن يقول لهم كلاما لا يسمعه أهل العلم فيردوا عليه. فكلامه هذا لم تقره الأمانة العامة لدار الفتوى، ولم تقره مشيخة الأزهر، ولم تقره هيئة كبار علماء الأزهر، ولم يقره جمهور علماء الأزهر، في الجامعة، والمعاهد وسائر المؤسسات إنما يبوء به على جمعة وحده، وهو أشبه به، وكل إناء ينضح بما فيه.

يقول الشيخ ويكرر: اضرب في المليان.

وهي كلمة معروفة عند العسكر المصريين، أي: اضرب في المقاتل: في البطن، وفي الصدر، وفي الرقبة، وفي الرأس.

وهذه لا تقال للجندي في كل حال، ولو كان يقاتل الكفار المعتدين في الأصل؛ لأنه في بعض الأحيان يجب أن يوقف القتال، ويكتفى بالأسر، كما قال تعالى في سورة محمد : {فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } [ محمد: 4]

وفي مقابلة الصائل المسلح، الذي يهجم على بيوت الناس، يريد أن يقتلهم، أو يأخذ ما يريد من أموالهم وأمتعتهم الغالية، فلابد للناس أن يقاوموه، وقد يكون هذا الصائل فردا، وقد يكون جماعة. فهنا يقول العلماء: إنما يقاتل أولا بأخف ما يمكن أن يمنعه، فإذا استطعت أن تقبض عليه وتمنعه من الاعتداء عليك فهو الواجب، وإن أمكن أن تمنعه بالعصا فاستعمل العصا، ولا تستعمل السيف، وإن استطعت أن تضربه في رجله، فتقعده، أو في يده فتشله عن الحركة، ولا تحتاج إلى قتله، فعليك أن تفعل، وإن اضطررت إلى استخدام السيف أو الرمح أو البندقية، فافعل.

المهم ألا تبدأ بالأثقل؛ بل ابدأ بالأخف أولا، فإن لم تجد، فانتقل إلى ما هو أعلى منه. هذا ما قرره الفقه الإسلامي، القائم على الشريعة الإسلامية. ولا يقول عالم شرعي يعتمد على القرآن والحديث: اضرب في المليان، واقتل في كل حال.

لكن الشيخ على جمعة لا يعتمد على ما يعتمد عليه العلماء، بل يعتمد ما يعتمده البلطجية.

إنه يؤيد أهل القوة على أهل الحق، ويؤيد الجنود على العلماء، ويؤيد العسكر على الشعب. ويؤيد السيف على القلم. ويؤيد السلطان على القرآن، والدولة على الدين!

هؤلاء العسكر لم يكفهم من قتلوه، ومن حرَّقوه، ومن عذَّبوه، ومن خربوا بيته، أو محله، أو شركته، ومن سجنوا أباه أو أمه، أو امرأته، أو بنته، أو أولاده. لم يكفهم آلاف القتلى، وآلاف المعتقلين، فلا زالوا عطشى إلى المزيد من الدماء المحرمة، التي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يسفك دما حراما" رواه البخاري عن ابن عمر.

وقال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم" رواه النسائي وغيره عن ابن عمر أيضًا.

وقرر القرآن مع كتب السماء: {أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}[المائدة:32].

ومع هذا ظهر المفتي السابق علي جمعة، يقول للحاكم الجديد: (اضرب في المليان، إياك أن تضحي بجنودك وأفرادك من أجل هؤلاء الخوارج. طوبى لمن قتلهم وقتلوه. من قتلهم كان أولى بالله منهم. بل إننا يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هؤلاء الأوباش. إننا نصاب بالعار منهم. ناس نتنة (ريحتهم وحشة) في الظاهر والباطن. النبي حذرنا من هذا...).

يوصي الشيخ أو الجنرال على جمعة الجنود والعسكر بالضرب في المليان، في الصدور والبطون، والرؤوس، والظهور، لا يكون هَمُّ الجندي تعطيل الآخر، أو إيقاف حركته، ولكن قتله.

إنها الفتاوى السامة، والتعليمات المشبوهة، والأحكام المسيسة التي صدرت للجنود ممن شغل منصب الإفتاء في عصر مبارك، وانزوى عن الأضواء في عهد مرسي، ثم عاد ليطل بوجهه الأقبح، وقوله الأحمق، وفعله الأرعن، ليحث جنود مصر لا على قتال الصهاينة، فهؤلاء أصدقاؤه، الذين دخل المسجد الأقصى تحت حراستهم، وإنما ليوجهوا أسلحتهم الحارقة والخارقة، إلى صدور أبناء دينهم وعقيدتهم، وشركاء بلادهم ووطنهم، وهؤلاء عنده: (من الخوارج الذين يجب أن نطهر مصر منهم.. طوبى لمن قتلهم وقتلوه .. الأوباش .. أصحاب الرائحة النتنة .. كلاب النار .. الذين لا يستحقون مصريتنا.. الذين نصاب بالعار منهم ).

هكذا حرك مخزون الغيظ الذي اعتاد المصرييون أن يكظموه، والغل الذي دأبوا على أن يقاوموه، والحقد الذي حرصوا أن يواروه، فصار هؤلاء الجنود ومن أمامهم البلطجية، وفي ركابهم الرعاع، أتباع كل ناعق، يصوبون أسلحتهم إلى إخوانهم حتى تمزق النسيج الاجتماعي، وتهلهلت لحمة الإخاء بين أبناء الوطن.

كيف يكون الخوارج يا شيخ علي؟ وعلى من خرجوا؟ على مغتصب للحكم الشرعي؟ على مختطف للحاكم الشرعي الحقيقي؟

وكيف يكونون خوارج، ومن مقومات الخوارج أن يكون لهم سلاح، وأن يشهروه بالفعل على الحاكم الشرعي، ولم يثبت ان واحدا من الإخوان وأعوانهم طوال شهر رمضان، وما قبله، وما بعده: كان معه أي سلاح.

لقد خرج الإخوان من بيوتهم إلى الميادين التي أقاموا فيها، والتي تظاهروا بها، وليس في أيديهم ولا حولهم أي قطعة سلاح، ولا أي نوع من السلاح، لا أبيض، ولا أسود، ولا مدفع، ولا بندقية، ولا مسدس، ولا خرطوش، ولا سكين ولا عصا، ولا حجر، ولا طوبة مما كان يملكه أطفال الحجارة في فلسطين.

فكيف سَمَّى الشيخ علي هؤلاء خوارج، الذين قُتلوا بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله!

الخوارج الحقيقيون هم الذين خرجوا على الرئيس المنتخب، الواجب إطاعته وتنفيذ أمره، كما جاء في شرع الله، وأمر به الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، وأقوال أساطين العلماء الصادقين، الذين أوصى الله ان نكون معهم دائما: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [ التوبة:119].

يقول علي جمعة عن خيرة أبناء الأمة، من المشايخ، والأطباء، والمهندسين، والصيادلة، والمعلمين، والمحاسبين، والصحفيين، والصناع، والفلاحين، : إنهم أوباش، وناس ريحتهم نتنة، وصدق الله العظيم إذ قال في أمثال هذا الشيخ:

{إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ* وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ } [ المطففين:29-31].

يقول جمعة: يقولون: الشرعية. أي شرعية؟ الإمام المحجور في الفقه الإسلامي ذهبت شرعيته. كررها مرتين.. محجور عليه يعني معتقل. والمصيبة ان امره ذهب إلى القضاء، فسقطت شرعيته، إن كانت بقيت له شبهة شرعية.

الشرعية ثابتة يا جنرال علي بالانتخاب الذي أجرته الأمة، وانتخب الرئيس بأغلبية في انتخابات نزيهة مائة في المائة، وبالدستور الذي تأيد بعدة انتخابات، وبمجلس الشورى الذي أيده، وظل قائما إلى أن قام الانقلاب العسكري، الذي نكث العهود وأخلف الوعود ، وتعدى الحدود.

هذه الشرعية كالطود الأشم الراسخ، لا يستطيع عسكري ولا مدني أن يسقطها، او يزحزحها عن مكانها.

قال الجنرال الذي يزعم انه متصوف ، وهو عار على الصوفية:

إنه تواترت الرؤى من قبل رسول الله ، ومن قبل أولياء الله !

من قال يا جنرال علي: إن منامك ومنام أمثالك حجة في الشرع، يحل بها ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله!

من قال: إنك إن رأيت من زعم لك أنه رسول الله في المنام: يكون هو الرسول حقا؟! وهل لو أمر الرسول في المنامبما يخالف الشرع ينفذ؟! أو قال لك: إنه ولي الله: البدوي، أو الدسوقي، أو الرفاعي او غيرهم يكونون هم صدقا؟! وهل قول هؤلاء – وهم أناس غير معصومين- يصدق دائما؟!

ومن قال من العلماء: إن هذه الرؤى يثبت بها إباحة الدماء المحرمة، وسجن الأحرار الشرفاء، وسوق النساء الطاهرات إلى المعتقلات، في حراسة جنود لا يخشون الله، ولا يستحيون من الناس.

وإن من أفجر الفجور أن يقول الشيخ جمعة:

عندما رأيت صور مسجد الفتح بالزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه. وكأن الله أنزلها في أولئك. مسجد حرقه رسول الله، لماذا؟ لأنه لا يريد هذه اللواعة، ولا هذا المكر، ولا هذا الاثم في الظاهر، والفساد في الباطن.

كأن الشيخ جمعة يريد بهذا الكلام: أن يضفي الشرعية على ما حدث لمسجد (الفتح) بالقاهرة، من ويلات ومصائب.

لقد كان المسجد أحد المساجد الكبيرة التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وحين خرج الناس منه يوم المعركة الشهيرة، ثم داهمهم الجيش والبوليس والبلطجية، رجع الناس وجاؤوا من كل جانب يلتجئون إلى المساجد، باعتبار المساجد في بلاد الإسلام، مأوى من كل ظالم وطاغية، وملاذا لمن لا ملاذ له. ودخل الناس المسجد، وأغلق عليهم، وظلوا في داخله بقية اليوم، وطوال الليل، ويريد الظلمة والبلطجية، ومن وراءهم من رجال الجيش ورجال الشرطة أن يدخلوا عليهم المسجد، ليصنعوا مجزرة من مجازرهم المعروفة بين اللحم والسكين!

وقد فتح المسجد بالليل قليلا، فخرج قليل من الناس، ومنهم من قتل، ومنهم من أصيب في ذراعة أو في رجله، أو في موضع من جسده، وصار الجنود والبلطجية يريدون العروج إلى المئذنة، وكان بابها من الخارج، ولم يجدوا من يمنعهم. ثم خرج في اليوم التالي من بقي، وقتل منهم من قتل، واعتقل منهم من اعتقل.

لم يكن في هذا اليوم مجال لايجاد الزبالة في مسجد الفتح. فقد كانوا من المصلين والمؤمنين والطاهرين، الذين يحبهم الله، وتحبهم ملائكته، ويحبهم المؤمنون، ولم يكونوا كما صورهم المزيف الكبير، من أهل النجاسة والزبالة، وما كان معهم أكل ولا شيء يقتضي ذلك.

الذين نجسوا المسجد وشوهوه هم من دخلوه بعد ذلك، من رجال الأمن، ومن معهم من القتلة والسفلة، الذين منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، وسعوا في خرابها.

والمسجد الذي حرقه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعد ما يكون عن مسجد (الفتح) الذي عرفه المسلمون، وصلوا فيه سنوات، وقامت فيه الجمع والجماعات، وخرجت منه الجماعات القوية في دين الله، الآمرة بالمعروف، والناهية عن المنكر، والحافظة لحدود الله، فأين هي من (مسجد الضرار) الذي حرقه رسول الله صلى الله عليه وسلم. لأنه قام من أول يوم ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين، وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل.

الشيخ على جمعة – ولا حول ولا قوة إلا بالله- يحرف النصوص، ويتخرص على محكمات القرآن، ومستفيضات الأحاديث، ومواضع الإجماع، وما التقت عليه الأمة، ويقف ضد علماء الأزهر، وعلماء الأمة الإسلامية، ورجال السلف، وأئمة الدين، معتزا بأنه معه رجال الجيش، ولو كان هؤلاء كلهم معه، ما أغنوا عنه من الله من شيء، فكيف والذين يحضرون معه في مكان غير معروف، وزمان غير مكشوف، شرذمة قليلة، أمام الجمهور الأكبر من المصريين، ومن العرب، ومن المسلمين، ومن أحرار العالم وشرفائه. كلهم سيشهدون عليه يوم القيامة:

{ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } [النور: 24- 25].

إن الذين يحضرون في المكان الذي يحدِّث فيه علي جمعة، ليسوا كلهم على شاكلته. فمنهم من يصفق له؛ لأنه جاهل بالشرع ومواقف الدين، ومنهم من يصفق له خوفا من أن يؤخذ عليه انه لم يشارك في التصفيق، ومنهم من يصفق بيديه ، وقلبه حزين لما يجري من حوله، إنه غاضب وآسف، ولكن لا يستطيع أن يفعل شيئا.

اللهم إنا نشهدك، ونشهد أنبياءك ورسلك، ونشهد ملائكتك وحملة عرشك، على كل الذين يحرفون دينك، ويتلاعبون بكتابك، ويقولون عليك ما لا يعلمون، ويفترون عليك وعلى رسولك ما يفترون.

اللهم فافضح أمرهم، واهتك سترهم، واكشف أمرهم، وأظهرهم للناس على حقيقتهم :

{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } [البقرة:9]

إنا ندعو المصريين كل المصريين. وندعو العرب كل العرب، وندعو المسلمين الصادقين، وندعو كل من لديه ضمير حر، وقلب مخلص للحق: أن يقفوا مع الشعب المصري المظلوم المفترى عليه، حتى ينتصر على ظالميه:

{ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ } [الشعراء: 227].