دير شبيجل تسأل وبشار الأسد يجيب!

د. محمد أحمد الزعبي

د. محمد أحمد الزعبي

يتعلق الأمر في هذه المقالة بالحوار الصحفي الذي أجرته مجلة ( دير شبيجل) الألمانية مع بشار الأسد في دمشق ، والذي نشرته في عددها رقم 41/7.10.13 مشفوعا بصورة على كامل غلاف المجلة ، بأحد الأسئلة الذي طرحته دير شبيجل ( أحد صحفيي المجلة ) عليه ، ألا وهو : كيف يمكنك أن تتعايش مع هذه المجزرة ياسيد أسد؟ ، وكان ذلك تعقيباً من الصحفي على مجزرة الحولة التي ذكر للأسد حين أنكر وقوع هذه المجزرة ، أن مراسلهم الذي كان متواجداً في الحولة ، قد شاهدها وأكدها بنفسه ، وكذلك شاهدها وأكدها خبراء / مفتشو الأمم المتحدة. الغريب في الأمر هنا هو أن أجوبة بشار الأسد على جميع هذه الأسئلة والوقائع المثبتة التي كان يذكرها له الصحفيان كانت بالنفي المطلق !!، وبأن من فعل ويفعل كل هذه المجازرهم (العصابات المسلحة!!)، وليسوا الشبيحة ،أو فرقة أخيه الرابعة ، كما ورد   سؤال ذلك الصحفي. 

لقد بلغ عدد الأسئلة التي وجهها الصحفيان إلى بشار الأسد 73 سؤالاً ،ولكن عدد الإجابات لم يكن ليزيد فعلياً عن عدد أصابع اليدين ، والتي كانت تكراراً مملاً ومؤسفاً ومقرفاً لتلك الأسطوانة المشروخة التي طالما كررها في خطاباته البرلمانية ومقابلاته الصحفية ،منذ الثلاثين من شهر آذار 2011 (خطابه الأول في ما يسمى مجلس الشعب ) كتفسير لما جرى في درعا في 27.02 ( اعتقال التلاميذ الصغار ) ، وفي18.03.2011 وما تلاه من الأيام  ( إطلاق قوى الأمن الرصاص الحي على المظاهرات السلمية وسقوط عشرات الشهداء ) ، بل والتي نسمعها كل يوم وكل ساعة على لسان أتباعه ومرتزقته وشبيحته ( وخاصة شبيحة القلم ) أيضاًعبر العديد من وسائل الإعلام ، الموالية منها وغير الموالية  ، والتي( إجابات بشار على أسئلة دير شبيجل )  يمكن تلخيصها بالنقاط الرئيسية التاية :   

+ كانت المظاهرات في سوريا مظاهرات مسلحة (لم تكن سلمية ) منذ يومها الأول ،

+ لايوجد في سورية " شبيحة " ، وهذا التعبير اخترعته تركيا ، والموجود هو مواطنون شرفاء يدعمون النظام ضد

   العصابات المسلحة ، الجيش والشعب يقفان معاً ضد العصابات المسلحة ،

+ نحن لم نستخدم السلاح الكيماوي ضد شعبنا والذي استخدمه هم العصابات المسلحة ،

+ نحن لم نستخدم السلاح ضد الشعب إطلاقاً ،ولكننا استخدمناه فقط ضد العصابات المسلحة ،

+ إن معلوماتكم حول مجزة الحولة ، وغيرها من المجازر ، وكذلك حول استخدام السلاح الكيماوي في الغوطة يوم

   21.8.13 هي معلومات مغلوطة وغير صحيحة ،وإن من استخدم السلاح الكيماوي هم العصابات المسلحة ،

+ الغرب (باستثناء ألمانيا والنمسا) يثق بالقاعدة أكثر مما يثق بالحكومات ، وها هي تعيث فساداً في حديقتهم الخلفية ،

+ أوباما هو رئيس لأمريكا وليس لسورية ،وهو رئيس كذاب ولذلك لم يصدقه شعبه ، ولم تصدقه الشعوب الأوروبية،

+ المعارضة المقبولة هي التي لاتحمل السلاح أو التي تسلمه ، وليست معارضة فنادق الخمس نجوم ،

+ الغرب ليس موضوعياً ،وهويمارس ازدواجية المعاييرفي مواقفه ، ولهذا نحن لانثق به ‏(كلمة حق يراد بها باطل / م.ز)

+ سأبقى رئيساً ، طالما ظل الشعب يؤيد بقائي رئيساً ( إبشر بطول سلامة يامربع  !!! ) .

وجدير بالذكر هنا ،أن مجلة دير شبيجل قد وضعت عنواناً لحوارمندوبيها(بفتح الباء) مع بشار،الجملة التي اتهم

بها تركيا باختراعها لكلمة " الشبيحة " ، وهي جملة " الكذب يظل كذباً " ،eine Lüge bleibt eine Lüge ، مشيرة بهذا العنوان دونما لبس أو التباس إلى اتهام المجلة لبشار بالكذب ،وهو مايسمح لنا  بعد سماع /قراءة كل هذه الأكاذيب الواضحة والصريحة منه ، أن نطلق عليه ـ  من جهتنا ـ  لقب " الشبيح الأول" في سوريا .

ــ  انتهى  ـ