الكيل بمكيالين

أحلام النصر

عندما تصدر تهمة بحق دولة الإسلام في العراق والشام ، وطبعاً قبل التأكد منها ومن مصدرها : يتم تلقفها بشماتة عجيبة وحرص غريب على (الفتنة) ، ولو كان مصدرها إبليس نفسه أو قنوات الكذب كالعبرية أو المخابرات التي بالتأكيد لن تمدح المجاهدين !! ، وتبدأ صيحات الطنطنة والولولة و(التعميم) على الدولة كلها من أول شخص فيها إلى آخر شخص ! ، وطبعاً لا بد من تتمة لهذه السيمفونية ، والتي تتمثل بالتشنيع والتخوين والتكفير ، ومطالبة القتل والنفي والتهجير !!! للعدو الأكبر والمجرم الأخطر بشار ... عفواً أعني أمريكا .. معذرة أعني اليهود .. لا لا : دولة الإسلام ، نعم هذه هي ! ..

رغم أن دولة الإسلام في حقيقة الأمر : إما أن تكون بريئة من تلك التهمة ، أو أن أحد جنودها بالفعل قد ارتكب خطأ وستتم محاسبته وتنتهي القضية .

بينما عندما يرتكب غيرها (جريمة) عن (قصد) و(عمد) وبالأدلة ، ونراه لا يعتذر عنها ، بل يتبجح ويكابر وتأخذه العزة بالإثم : هنا تكون ردة الفعل مختلفة ! .. يعني هل هو إسلامي حتى نحاسبه ؟ لا تزعلوني منكم يا جماعة ! .. لو كان إسلاميّاً ويريد تحكيم الشريعة : فلا بأس من خلع رقبته ، ولكنه أبعد ما يكون عن المنهج السليم والخلق القويم : فهنا نضعه على رؤوسنا ! ..

وطبعاً تتحفنا جماعة الولولة (نفسها) بدعوات الحرص على وحدة الصف ، وبدعوات التركيز على المهم وعلى العدو المشترك !!! ، ويؤكدون على موضوع العفو والصفح والتآخي والتعاون والاحتمال والتسامح ، ويدخلوننا في أجواء عاطفية شاعرية !!! .. ويصبح الوضع : وإن لطمك على خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ، ولا بأس أن تعاونه بقص رأسك أيضاً !! ..

طيب .. لمَ الكيل بمكيالين ؟؟ لمَ اللطف مع المجرم والتحامل على غيره ؟!! .. للأسف : تسود في مجتمعاتنا ثقافة : التحامل على الصالح عقوبة له على صلاحه ، والتماس العذر للظالم ومسح الجوخ له مكافأة له على ظلمه !!! ..فمهما فعل المجاهدون من جهاد وإرشاد وتأمين غذاء ودفاع عن المظلومين ولو أدى هذا لأن يعاديهم العالم : يبقون مخطئين مكروهين متَّهَمين ! .. لماذا ؟ انظر القاعدة أعلاه ! .. ومهما أجرم المجرم وفظّع وقتل وسفك وسرق وخان وغدر وفجر : فيبقى مقدساً معصوماً محبوباً مرحَّباً به منا وفينا وعلى رؤوسنا !!! ... أيضاً : بسبب القاعدة أعلاه ! .. 

على فكرة : دم المسلم غال على الله تعالى ، فكيف إن كان من المجاهدين ؟! .. ليسمع هذا مَن يعتبر دماء المجاهدين رخيصة حلالاً : فقط لأنهم مجاهدون !!!! .. بينما نجد عنده حرصاً على دماء غيرهم ولو كانوا نصيريين - في مجاملة ذليلة لقتلة أطفالنا ونسائنا وشبابنا !!! - ...