واجبنا ومسؤولياتنا..

عقاب يحيى

في بعض الردود على ما أكتب افهم القلق الذي ينتابنا جميعاً.. هناك من يسأل : كيف لثورة استمرت كل هذا الوقت.. ب"جبال " التضحيات الجسورة أن لا تجد سبيلاً لانتصارها سوى الاعتماد على الخارج ؟؟...

ـ بالمقابل : بعضهم يرى أن الضربات تفتح الطريق ـ ربما ـ للتغيير ـ لأننا لم نقدر عليه وحدنا..

قلت عدة مرات أننا في حيص بيص.. وأننا على طريقة المثل : بين حانا ومانا...

ـ حين كانت الثورة سلمية لأشهر طوال.. لم يستجب النظام القاتل لأيّ من مطالبها الحقيقية.. بل واجهها بأعنف مالديه من وسائل القمع والقتل والاعتقال والتصفيات.. ثم التدمير الشامل.. تلك حقائق لا مبالغة فيها.. وقد طبّقوا حرفيا، وأكثر شعارهم المرفوع : الأسد أو إحراق البلد ..

لأسباب اضطرارية حمل الناس السلاح بوابة لحماية ارواحهم وأعراضهم وممتلكاتهم. البوابة اتسعت وتشعّبت، وصارت لها زنقات وزواريب، وأنبتت الكثير من التفرّعات.. لكن العمل المسلح يحتاج توازن القوى كي يثمر، حتى وإن ظل معتمداً حرب العصابات والمدن..

ـ التوازن لا يمكن أن يكون ذاتياً، خاصة مع دخول رأس المال، والقوى الإقليمية والخارجية.. من كل ما هبّ ودبّ.. وهو يحتاج الكثير من المال والسلاح. ولأن الاعتماد على الذات شبه صعب .. فتحت المجالات للخارج..فاختلطت الأوراق والخوم.. وإن ظل نبض الثورة هو الذي يغذي الديمومة، ويشعل جذوتها .

ـ لم يطالب وطني عاقل بتدخل عسكري خارجي.. وقد انحصرت المطالبات بأنواع من الدعم السياسي والإغاثي والتسليحيز. لكن ليست الأمور بيد السوريين كي يقرروا هم حجم ونوعية وأغراض الدعم.. فتقلقلت المواقف، وانضوى البعض في استسهال الاعتماد على الاخر.. وحدثت وتحدث خروقات عديدة لمختلف الجهات، ومنها لصالح النظام..

ـ الضربات العسكرية ليس لنا بها شأن، او دور.. فنحن لم نقل للطغمة أن تستخدم الكيماوي سبباً مباشراً للموقف الأمريكي والغربي، ولم يستشر أحد بالقرار الذي سيتخذ.. لكن عندما تحدث ستنتج وقائع كثيرة، ومهمة على الأرض.. هي التي تستدعي التفكير والبدائل.. وهذا ما يشكل خلاصة الموقف الحالي..

كيف نحمي بلادنا ووحدتها وسيادتها؟؟.. وكيف ننتصر في إسقاط النظام وإقامة البديل الديمقراطي؟.. وكيف نقوم بمسؤولية التبعات الضرورية لمنع الفوضى والاقتتال المذهبي، والانتقام، وتأمين حياة الناس وأمنها وأقواتها، وحماية ما يتبقى من مؤسسات الدولة السورية؟؟؟

تلك هي المسائل التي يجب أن تكون نصب الأعين، وهي أهم من قصة البيانات بألوانها المختلفة..