المتمرد يرفع إيده...

هنادي نصر الله

[email protected]

أتخافْ؟ مِنْ مَنْ؟ مَنْ سيقطعُ رأسك إن كنتَ صريحًا وأدليتَ برأيك؟ عارٌ عليكَ ـ عزيزي ـ أن تعيشَ خائفًا، رعديدًا، جبانًا...

تهمسُ في " عُبك" وبينك وبين نفسك وبالكادِ تسمعُ همسك " هم ظالمون " تحكي عليهم في كل الميادين وبين المقربين منك " هم ليسوا أهلاً للمسئولية" ... أتكونُ  " أسدًا" في غيابهم، "أرنبًا " في وجودهم...؟؟

يا هذا يهديك ربي، هلا  رجعتَ لعقلك، وصححتَ مسارك، هلا حاربتَ جهلك، وواجهتَ من اضطهدكَ ـ كما تزعم ـ ؟

تُريد أن تتمرد على الظلم، وترتدي لثامًا تُغطي به وجهك؟ كيفَ ستُقنعنا بأهدافك النبيلة في التحرر من الإضطهاد؟

ما عاش َ جبانًا خائفًا، وما استردَ أرنبٌ حقًا يوما، العالمُ لا يأبه إلا بالقوي، لا يحسبُ حسابًا إلا للشهم الشجاع؛ فهلا نزعتَ لثام وجهكَ وقلتَ لنا من أنت؟؟

يا متمرد و يا تمَرُد... إن كانَ هناك متمردين؛ فأنا أولهم " هنادي بنتُ جميل ابنةُ عائلة نصرالله" ...

فليسجل التاريخ وفي صفحاته الأولى أهم صفاتي" متمردة حتى النخاع، أكره اللف والدوران، أحبُ التلقائية والعفوية، اسألوا عني كبار البلد قبل صغارهم، أقولُ ما يجول في خاطري دون مواربة، لا أُفكر في ردة فعل المسئول قبل أن أقول ما أقوله، شعاري في ذلك" الخبر مقدس والتعليق حر" فرسالتي للمسئولين مهمة ومقدسة بالنسبةِ لي، وهم أحرار فيما بينهم في تعليقاتهم...

فهلا تعلّم المتمردون مني أصول التمرد، إنني معجبةٌ بفلسفتي في الحياة، أعشقُ عشقًا جنونيًا أن أقول للأعوجِ أنتَ أعوج، يُعجبني استفزاز المخطئين، في محاولةٍ مني لإصلاحهم، وأكره تحريف المبادئ والأخلاق لأجل أهواء شخصية وحزبية ضيقة...

هيّا نتمرد.. نضع أيدينا في أيدي بعضنا البعض؛ لنتمرد في وجه المحتل الإسرائيلي؛ لنذهب بصدورنا العارية إلى المناطق العازلة على طول الحدود ونقول له بالصوت العالي المسموع" ارحل يا محتل"..تمرُدْ في طريقها إليك...

هيّا نُحي المقاومة الفلسطينية المتمردة في وجه آلة الظلم والقتل الإسرائيلية، هيّا نحي حركة حماس المتمردة في وجه الحصار والمؤامرات الدولية التي تستهدفها منذ نشأتها قبل فوزها في انتخابات ألفين وستة، فليحيا المتمردون الحقيقيون الذين أذهلوا العالم بصمودهم وتحايلهم على محاولات تجويعهم وقهرهم بشتى السبل، بعد هذا كله أطلب من كل متمرد أن يجلس مع نفسه جلسة مصارحة، ويسألها" ما سبب تمرده؟ وعلى من يتمرد؟ "... وأخيرًا " المتمرد يتحلى بصفات الشجاعة، فهل يرفع كل متمرد يده بوضوح؟؟