عن نوايا تمردية وانقلابية داخل" ضباط الطائفة"..
يقولون.. ويتحدثون...
عن نوايا تمردية وانقلابية داخل" ضباط الطائفة"..
عقاب يحيى
قرأت في أكثر من موقع خبراً يجري تداوله.. عن وجود غضب ونقمة داخل صفوف " العلويين" من المدنيين والضباط.. وأن هؤلاء ملوا من تصرفات آل الأسد، وأن عديد الضباط يفكرون بانقلاب عسكري.. وهناك من حدد اسم قائد هذه الحركة" ابو العيون"، وانه من الصف الثاني في المخابرات..
ـ العجيب أن كل واحد من " أصحاب الخبر" ينسبه لملعومات سرية خصل عليها هو، ولا يعرفها غيره.. ويوصي بأن يكون الجيش الحر والثوار جاهزين لاستقبال هكذا خبر..وهناك من يفصّل بالمعلومات والتموقعات.. وكانه واحد من المعدّين، او المشاركين والحاضرين ..
ـ لن نضرب في الرمل حتى الملل.. نعم.. في بداية الثورة راهن كثير على وطنية أصحاب المراكز والقرار.. ليتحركوا ويخلصوا أنفسهم والبلاد من شرور العائلة وزمرتهم.. ويقال أن امريكا والغرب.. راهنوا، بل حاولوا التركيز على " عملية جراحية" تفضي إلى إزاحة عائلة الأسد.. وأن.....المحاولات باءت بالفشل ..أو لم تصل إلى مداها..
ـ وعلى امتداد أشهر الثورة، خاصة في المفاصل والمنعطفات تتردد حكايا يريد اصحابها طرحها كحقائق لا يأتيها الباطل، عن محاولات، وتصفيات وإعدامات بين الضباط العلويين.. لأنهم حاولوا الانقلاب، او فكروا بالتمرد والانشقاق..
ـ قد يكون بعضها صحيحاً كي لا نعمم.. لكن الأمور بنتائجها.. وفي تجربتنا الطويلة، وعمرها بضعة عقود، خاصة للفترة ما قبل مجزرة حماة 1982.. كانت تردنا كثير القصص عن نوايا ومشاريع..وكنا في موقع المسؤولية، والقرب لمعرفة بعض الحقائق.. وتبيّن لنا ان أغلبها خلبي، ومسرحي، أو لكشف بعض المعارضين، والقيام بحملات تصفية...
ـ أحدهم والعام هو 1976.. بعد الدخول السوري إلى لبنان، وكنا مطاردين.. كان ينقل عن ضباط كبار ـ على حيذر وغيره من العليات وسواهم ـ نيتهم القيام بانقلاب عسكري ـ ردّا على زجّ الجيش السوري ضد الفلسطينيين والحركة الوطنية اللبنانية ـ .. وأنه على اطلاع بتفاصيل التفاصيل.. حتى أنه يكاد يعرف التوقيت وساعة الصفر.. وانتظر بلهفة المصدّق أن يفعلوها في الموعد الذي أبلغوه إياه.. وحين اعتلا القنوط وجهه.. راح ليلتقي بهاشم معلا ـ في الوحدات الخاصة ـ ليعرف " اسباب عدم التنفيذ.. فسمع جواباً.. نقله إلينا.. بأن الوحدات التي دخلت لبنان تعبت من المهام التي قامت بها.. ولذلك قرروا تأجيل العمل لشهر.. وحين كنا نسخر من مثل هذه الأخبار، وكيف يمكن لانقلاب أن ينشر سرّه، وأن يعرف صاحبنا التفاصيل.. ثم يؤجل لشهر.. كان جوابه : لا يهمهم أن يعرف النظام لأنهم القوة الساحقة ؟؟؟؟؟......وكثير من حكايا وروايات عشناها على مدى العقود ..
ـ اليوم، وبعد عامين ونصف من تدمير ممنهج، وحرب مفتوحة على الشعب لن يحصدوا منها سوى لعنة التاريخ، وحكم الشعب القاطع باشتلاعهم..ومع قرع طبول الضربات العسكرية.. من الطبيعي أن يلمّس الكثير على رؤوسهم، ورؤوس مصالحهم ومستقبلهم.. وقد يتذمرون، وقد يفكرون بوسيلة للهروب أو المخرج.. لكن هل يمكن أن ننام على هذا الحلم الذي قد لا يتحقق ابداً ؟؟..
ثم هل يمكن أن تصل الأمور بهؤلاء إلى القطيعة مع روابطهم..ومنظوماتهم.. والتمرد على القاتل وإنقاذ البقية الباقية من البلد، ومن مصالحهم وموقعهم في لوحة الوحدة الوطنية، ومستقبل الوطن ؟...
ـ نتمنى ذلك ولو بالحلم. لأن مثل هذه الخطوة ـ إن حدثت ـ توفر الكثير على الثورة والبلد..وعلينا تشجيعها.. تفادياً لتدخل عسكري خارجي لا يتمناه في عمقه اي سوري.. رغم وصول الغضب مرحلة القبول بمن يضع حدّاً لجرائم العصابة، أو لمن يكف يدها ولو قليلاً، أو لمن يدعم الثورة والجيش الحر ببعض مقومات التوازن.. وتولي السوريين مسؤولية إنهاء النظام بأيديهم ووسائلهم ..
ـ نتمنى فعلاً أن نملك خطاباً جاذباً.. يمكنه إحداث بعض التصدّعات، وتشجيع المقلقلين، والخائفين على وضعهم ومصالحهم ومستقبلهم.. كي يكونوا جزءاً من عملية التغيير، وجزءاً من مواجهة حرب مذهبية منهجة.. يقودها نظام الجريمة والفئوية بقوة، وقطع فيها مراحل مهمة، وأوجد من يقابلها بردود فعل، من المتشددين وأصحاب البرامج الخاصة التي تنحر جوهر الثورة ومبرر يامها واستمرارها .