في كل موقف نكشة يا كشه!!

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

دعوة  للتمسك بالأصالة والشابات الى الحشمة وارتداء الثوب السوداني الذي يتسق مع الموضة  ، فثقافة  الثوب السوداني بين الأمس واليوم... بانها موضة متجدده مازال الثوب يحتفظ بأصالته وذات الطابع الجميل مع ادخال التجديدات والحداثة التي تذيدة القا وجمالا و كما هو معروف فإن المرأة السودانية تحب الجديد والجميل ونسعى لارضائها وذوقها ونجد اليوم موضات السبعينات والثمانينات والتسعينيات عادت مازالت تحتفظ بذات البريق مثل ابو قجيجة وغيرها من مسميات موضة الثوب السوداني ..

وحول الاسماء والموضات التي يطلقونها على الثياب فليس هناك  اسماء معينة للثياب ...

وبهذا ندعو الفتاة السودانية كوني أنيقة ومتميزة دوما بلبسك للثوب السوداني تبدين جميله رقيقة متميزة ويضفي عليك سحرا وجمالا وانوثة ثوبك وتقاليدك بثوبك السوداني.

ولكن عبر الزمن تغيرت نظرة الرجال السودانيين للتوب، فالرجل - زمان - كان يقدس لبس الثوب والحشمة التي يسبلها على المرأة، ورغم أنه كان لا يرى بأسا عندما تكشف زوجته عن شعرها للرقص وسط الدارة بل ويتلقى منها الشبال بكل فخر، إلا أنه يغضب غضبة مضرية إذا ما تقاعست زوجته عن رفع الثوب إلى رأسها، عندما يغافلها النسيم في الطريق ويسحب الثوب من فوقه، كما أن المجتمع كان لا يتسامح بتاتا مع المرأة التي تتعامل بإهمال مع ثوبها ولا تحافظ على تحكمها في أطرافه فتنعت بـ (الخفة) و(اللقلقة)، أما الآن فمع تغير الخامات انتهجت الثياب نهج الشفافية فصارت تصف وتشف عما تحتها، مما جعلها تتخلى طواعية عن صفتها كسترة ومقنع للكاشفات، وبالتالي تخلت الكثير من النساء عن اثوابهن واستبدلنها باللبس الساتر سواء ان كان (عباية) أو (المجنونة مرقت) .. حتى الرجال تغيرت حساسيتهم تجاة لباس الثوب فترى الواحد فيهم لا يرى بأسا في أن تلقي زوجته ثوبها على كتفيها نظام (استايل)، أو تتعمد أن تتركه كاشفا في الحفلة حرصا على التسريحة من أن (تتنكش) !!!

محاولة استقصاء فهم الرجال لحق القوامة الذي يجب ان يحكم العلاقة بين الزوجين، واعطاءها للرجل حق التحكم في الصورة التي يرغب ان تظهر بها زوجته للمجتمع محاولة مربكة، فهناك اختلاف كبير بين فهم كل زوج واخر لهذا الحق، وكيفية استغلاله لإدارة شئون مملكته الصغيرة ..

على الرغم من أن الرجل الأربعيني يمكن أن يعتبر- حسب فئته العمرية - من الشباب ، إلا أن عقليته (دقة قديمة) - كما افتت بذلك زوجته - تشابه طريقة تفكير أجدادنا القدماء، ولكنها تعودت طبعه الحامي، وطريقته المتزمتة في ادارة شئون مملكته الصغيرة، كما تعودت على الامتثال التام لكل اوامره ونواهيه دون جدل أو مناقشة، فقد علمتها تجربة عشر سنوات من الحياة الزوجية المشتركة، أن تختصر الطريق وتعفي نفسها من دوشة (حوار الطرشان)، لأنها لا تستطيع أن تغير رأيه - ولو قلبت الهوبة - عن أمر قد قرره أو عزم على القيام به .. وأقرب مثال على ذلك الطبع كان نشاف الدماغ الذي مارسه معها، عندما طلبت منه السماح لها بالتخلي عن الثوب السوداني عند ذهابها للعمل والاكتفاء بزي محتشم وساتر، لأن الثوب غير عملي بالنسبة لوظيفتها التي تتطلب الكثير من الحركة والتنقل وتعاني من اعاقتها بالثوب مقارنة بزميلاتها الـ (علي الموضة) .. جادلته قائلة:

هسي فيها شنو لو لبستا لي اسكيرت جينز واسع ومعاهو طرحة وبلوزة (free size) ؟ والله حشمة وساتر أكتر من التوب البتوقع منّي النهار ما طال .. مرة ينزلق من الراس ومرة)الخُلالة) تزوغ من تحت يدي ومرة الجدعة تتجرجر بالواطة .. ياخ الشغل مع التوب عذاب عديييل والله !!

أجابها زوجها وكأنه لم يسمع مرافعتها الطويلة عن (قولة الروب من لباس التوب) .. التوب ده ياهو لباس نسوانا من الله خلق الدنيا ما سمعنا حبوباتنا شكن منو يوم .. يزرعن بيهو ويردن بيهو الموية من البحر ويفزعن بيهو للغابة عشان يجيبو الحطب .. خلي حبوبتنا الزمان انتي حصل يوم سمعتي أمك قالت التوب اتنصل مني وللا خلاص غلبني وما دايرا البسو تاني؟ المشكلة مافي التوب .. في الخامات العجيبة البقيتو تعملوهو منها !

وهكذا أنهى انتفاضةزوجته على لبس التوب، بالجملته الخالدة:
دي طريقتي .. نظامي كده .. لو عجبك يبقى خير وبركة إن ما عجبك قشة ما تعتر ليك !!

لم يكن تمرد الزوجة على التوب هي مشكلتها الوحيدة مع زوجها، فقد كان أيضا دائم الانتقاد لاريحيتها وتباسطها مع الناس، لذلك لم تكن ثورته عليها في مساء أحد الأيام ببعيدة عن هذا التباين بينهما .. قضت الزوجة أمسيتها في مطبخها تدير غرفة عمليات طوارئ عندما حل بضيافتهم مجموعة من أصدقاء ورفقاء زوجها في العمل بدون سابق انزار، فقررت أن تجتهد في اخراج وجبة عشاء مميزة تكرم بها ضيوفه، وقبيل تجهيز السفرة بقليل سمعت صوت الضيوف وهم يلقون تحية الوداع قبل خروجهم .. تركت مافي يدها واندفعت نحو الباب وصاحت من خلفهم:

وين يا شباب؟ ما ممكن تمشوا بعد تعبي ده كلو .. عليكم الله كان ما قعدتوا اتعشيتو معانا.

اعتذر الشباب عن العشاء بالاستعجال لتقضي الزوجة ليلتها قضما في أظافرها بسبب إقامة زوجها عليها الليل نكدا ونقة:

كمان جابت ليها وين يا شباب؟ صحبانك ؟ أولاد شلتك ؟ بترفعي معاهم الكلفة ليه ؟ مالك ومالهم يتعشوا وللا ما اتعشوا .. أنا جيت قلتا ليك سوي ليهم عشاء ؟!!

ليت الفنان القامة على إبراهيم لم يتغني (بحشمة لا بس التوب التوب ذاد جمالا زينة يا المحبوب ) فهذه ثقافة الأمس الجميل التى ربما مع مرور الزمن تندثر كما اندثرت كثيرا من العادات والتقاليد الجميلة في ذاك الزمان الجميل !!!

لو كان يعرف الفنان المرحوم (إبراهيم موسى ابا ) بأن أغنية الجميلة التوب التوب ... وكذلك المبدع ابو عركي البخيت لم (شفت التوب وما لاقنى أجمل منه بس التوب وسيد التوب أصيل كيفنو)

وكثير من المبدعين السودانيين غنوا للتوب الجميل باعتباره أرث ثقافي ... و أعتقد جازماً ثقافة الامس الجميل التى أنزوت كما إنزوت كثير من مفردات الامس الجميل بين جيل وثقافة اليوم والغد الحاضر !!!

هذه ثقافة الامس الجميل التى لم تجد ما يدعها في واقع الحياة فجيل اليوم لهم مفاهيم ومعايير تختلف عن جيل الامس .. تصور حتى الصلات الطبية بين الاهل والأحباب لم تجد عندهم مفرده واقعية تدعم الحال فحلت محلها ثقافة التواصل الاجتماعي عن طريق الايميل والفيس بوك ...

فيا شباب الحداثة لا بد من الرجوع إلى هذا الارث الثقافي لأخذ الجميل منه وطرح الغير مقبول ثقافيا !!!

هذه زواية حادة فيها من الحده التى توقع بين الزوجين بسبب  اختلاف وتباين وجهات النظر حول قضايا حياتية يومية تهم الجانبين وذلك لوجود تباين فى الفارق الثقافي والاكاديمي بين جيلين مختلفين في كل شيء ما عدا قسيمة الزواج التى جمعت بينهما !!! ففى كل موقف نكشة وحكاية يطول سردها !!!