الأسيرة هبة بدير شوق وحنين لطفلتيها
الأسيرة هبة بدير شوق وحنين
لطفلتيها يارا وملاك وإنتظار للحظة الحرية والعناق
رغم تقطيع الأوصال بين قطاع غزة والضفة الغربية والذي سببه الاحتلال الاسرائيلي، الذي منع بل قضى على التواصل بين الأهالي من هنا وهناك، إلا أنه لا زال يتابع كل خطوة تحاول الوصل فيما بينها، بل يلاحق مرتكبي ذلك، معتبرا ذلك ب (الجريمة) التي تستحق العقاب.
هذا بالفعل ما جرى مع الأسيرة هبة بهجت بدير 27 عاماً، وهي من مواليد مدينة غزة، لكن شاء لها القدر أن ترتبط بالشاب من ذات العائلة لكنه من الضفة، وهو خالد بدير من مدينة بيت لحم، وذلك بزواجهما منذ تسعة أعوام بقيت فيها هبة محرومة من زيارة أهلها في غزة، وعندما استطاعت زيارتهم قبل أشهر، قام الاحتلال باعتقالها بتهمة الذهاب من الضفة إلى غزة.
يسلط مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان الضوء في التقرير التالي على قضية الأسيرة بدير التي اعتبرت زيارتها لأهلها في غزة جريمة وتهمة تستوجب الاعتقال.
اعتقال هبة وتعرضها للتحقيق
وبالحديث مع السيدة أم خالد والدة زوج الأسيرة بدير، قالت:" في ليلة 2/4/2013، تفاجأت العائلة بقوات الاحتلال تطوق منزل العائلة ومنزل ابنهم خالد المقابل لهم في بلدة الدوحة في بيت لحم، وعندما فتح لهم خالد الباب طلبوا منه إحضار زوجته، ودار بينهم حديث وتحقيق ميداني، بينما كانت ملاك ويارا ابنتي الأسيرة بدير تغطان في نوم عميق هانئ هادئ، بعيداً عما يدور في الواقع".
وبعد استجواب هبة تقرر اعتقالها، ووضعت في الجيب العسكري، وجرى وضعها في أقبية التحقيق في عسقلان لأيام، وسؤالها عن زيارة غزة لثلاث أشهر وعن الأسباب، ثم تم نقلها إلى سجن هشارون مع الأسيرات المعتقلات هناك، وهي الآن تنتظر المحاكمة التي تأجلت أربع مرات.
ليست كذبة.. إنما هي محافظة على مشاعر الطفولة ألا تجرح
تقول الجدة أم خالد لمركز أحرار:" إن هبة كانت تكرر الحديث قبل فترة لطفلتيها بأنها تنوي السفر إلى عمان لزيارة أقاربها هناك، وأنها ستغيب فترة قصيرة ثم تعود، بينما يبقين هن لدى والدهن، وهو الأمر الذي خفف من حدة تأثير أمر الاعتقال بل إخفائه تماماً عن ملاك ويارا".
ففي صباح اليوم الذي اعتقلت فيه هبة، وبعدما استيقظت ملاك ويارا أخبرت الجدة الطفلتين أن والدتهما ذهبت إلى عمان، وأن والدهن ذهب ليوصلها، فكان الأمر مخففاً بدرجة كبيرة، وسلمت الفتاتان للأمر وكان كل شيء على ما يرام، وليس كما أن يتم إخبارهن بأن والدتهما اعتقلت وهي لدى جنود الاحتلال الاسرائيلي.
اعتقال الزوجة... وآلام الزوجة
أما خالد، فأكدت والدته أن وقع وألم اعتقال زوجته كان كبيراً جداً ولا يزال، وهو دائم القلق عليها وعلى بناته اللواتي لا يزلن في عمر الزهور، لكنه يحاول إخفاء الحزن عن وجهه كما أخفى أمر اعتقالها... يضحك ويلاعب بناته، ويؤكد لهن أن والدتهن على جسر اليهود، وعندما يسمحون لها بالمرور سوف ترجع للبيت فوراً.
هبة في سجنها.... تعذبها صورة ابنتيها في المخيلة
الأسيرة هبة في سجنها... لا يراودها سوى صورة ابنتيها اللواتي تركتهن وراءها... صورة الطفلة يارا ابنة الأعوام الخمس، والتي كان لا يستطيع أحد أن يفلتها من حضن أمها. وصورة ملاك ابنة الأعوام الثمانية التي تنتظر عودة أمها من السجن... عذراً... من الجسر فملاك لا تعلم أن أمها أسيرة في سجون الاحتلال.. فلطفاً بأطفالنا.. فنحن لا نريدهم أن يكبروا على الحزن على أغلى ما يملكون مبكراً....
من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار ان الاحتلال يريد أن يقطع أواصر الشمل ما بين شقي الوطن من خلال اعتقال من يزور قطاع غزة من الضفة الغربية الأمر الذي حدث مع بدير التي تركت خلفها زوجها وبناتها وعائلتها في قطاع غزة .