الفلسطيني - الاسترالي أبو عرجة

الفلسطيني - الاسترالي أبو عرجة

اتهامات فلكية بالجملة ووفاة والديه وهو رهن الأسر

ليس قرار محاكم الاحتلال بإيقاع عامين ونصف العام بحق الاسير الفلسطيني اياد رشيد ابو عرجة (ابو اسامة 51 عاما) والشهير بالاسترالي وحدها تحاصره ، بل ان وفاة والديه الواحد تلو الآخر لا يقل عن رحيلهما وهو رهن الأسر .

قفز اسم أبو عرجة الأسترالي الجنسية إلى صدارة الأخبار المتداولة بعد إعلان الاحتلال عن اعتقاله في ابريل 2011عن اعتقاله في مطار اللد بتهمة التجسس لصالح حركة (حماس ) و ما لبث ان ظل الاسم متداولاً حتى قضت محاكم الاحتلال بحقه 30 شهراً كان وقعها صعباً على الرجل المريض بضغط الدم المرتفع والسكري والقلب .

"في أحضان  بلدة شويكة في العام 1961 خرج اياد للحياة قبيل الاحتلال للضفة الغربية وقطاع غزة عندما غادرت العائلة للخارج ولم يتجاوز عمره الشهر ، ولم يزر وطنه فلسطين سوى مرة ثانية عندما جاءها سائحا بعد غياب ل51 عاما وتم اعتقاله " كما نقل عنه أسرى محررين عاشوا معه الأسر في سجن مجدو .

وحسب من عاشوا معه  " لمركز أحرار "فقد تم اعتقاله بعيد وصوله لمطار اللد عام 2011 وشرع ضباط الامن الاسرائيلي بالتحقيق معه حول اسباب ودواعي قدومه سائحا من استراليا برفقة زوجته ومن ثم تم اعتقاله ومصادرة جهاز الكمبيوتر والكاميرا الخاصة واعادة زوجته من حيث قدمت.

وحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية وجهت لأبو عرجة في 17 أبريل/نيسان من العام 2011  تهم تقديم مساعدة مادية لهجمات "إرهابية" على إسرائيل، ومحاولة الحصول على تقنيات التشفير والتصوير والصواريخ الموجهة، والعمل على تفادي البوابات الأمنية في المطار للاستفادة من هذه المحاولة لتتفيذ عمليات مستقبلية فضلا عن إقامة علاقات مع شركات تجارية إسرائيلية مختصة في المجال الأمني والعسكري.

ويعمل أبو عرجة في شركة استرالية متخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحديدا هندسة الكمبيوتر منذ سنوات .

ونقلت وسائل الاعلام عن  ليئا تسيمل محامية أبو عرجا قبيل محاكمته  " انه لا يوجد أي وقت قام فيه موكلها بالتجسس لحساب حماس".

وظل الاسير ابو عرجا لشهور يتواصل مع زوجته والعائلة من خلال وسيلة الاتصال الوحيدة المتمثلة بتلقيه الرسائل الصوتية عبر برنامج  موعد مع الاحرار في اذاعة الاحلام بجنين وتوقف لاحقاً عن البث ، بالاضافة لبعض الرسائل القليلة التي تصل من العائلة في استراليا وبالعكس.

ويقول من عاشوا معه لمركز أحرار : رغم الامراض التي أنهكت جسد ابو عرجا الا ان ذلك لم يمنعه من ممارسة رياضات المشي وتنس الطاولة في قسم 5 بسجن مجدو إضافة لجهده اللافت في طهي الوجبات لزملاء الأسر في الغرفة رقم 12 ، وهو ما أكسبه المحبة والعلاقات من جميع الاسرى في القسم الاعتقالي الذي يعتقل فيه 120 أسيرا من محافظة نابلس .

وتميز ابو عرجا بالهدوء التام والبسمة التي تسيطر على وجهه ومسارعته في المشاركة بالخدمات والاعمال داخل غرفة الأسر وتبرعه ببعض ملابسه القليلة للاسرى الجدد.

طوال فترة تواجده في سجن مجدو كان هاجسه الكبير هو عدم معرفة والديه بنبأ اعتقاله حتى لا تتأثر اوضاعهم الصحية الصعبة ، فيما جاءته الانباء تحمل وفاة والده في شباط الماضي ، وما لبثت ان لحقت والدته العجوز بزوجها اوائل حزيران الجاري ، ولم يتمكن من رؤيتهما .

وشارك ابو عرجا في اضراب الاسرى يوم 17-4-2012 ونقل لسجن شطة شرق مجدو ، ورفض انهاء اضرابه عن الطعام رغم اعلان انتهاءه وتحقيق الاسرى مطالبهم ، مشددا على ان له مطالب تتمثل بزيارة العائلة او توفير وسيلة اتصال تلفونية معهم حتى موعد الافراج وسمح له بالاتصال بعد ايام اضافية من الاضراب  الفردي المتواصل قبل اعادته لسجن مجدو الذي نقل منه الى سجن آخر في انتظار الافراج .

من جهته قال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان أن من أصعب اللحظات التي قد تمر على الإنسان وقت أسره موت أحد والديه ، وابو عرجه فقد والده ووالدته خلال ثلاث شهور الأمر الذي زاد من معاناته ومعاناة عائلته .