عمرو وضياء .. متلازمة الجهل والافتراء

محمود القاعود

[email protected]

حكمت علىّ ظروف طارئة الإقامة لمدة أسبوع كامل بمنزل به تلفزيون تعود صناعته إلى سبعينيات القرن العشرين، هذا التلفزيون متصل بما تُسمى " وصلة الدش المركزى" ، كنت فى حكم المضطر الذى يريد معرفة أخبار البلد ، لم يكن أمامى من خيار سوى فتح هذا التلفزيون القديم، والعجيب أن القناة الوحيدة التى كانت صورتها غير مشوشة هى قناة " اليوم" التابعة لباقة أوربيت ويظهر بها المذيع عمرو أديب ، كنت أشاهد كمن يتجرع السموم الناقعات .. لم أستمع إلا لوصلات ردح وبذاءة وسوء أدب وخوض فى الأعراض وطعن فى كل شئ وتطاول غير مسبوق على رئيس الجمهورية والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وقيادات الجماعة الإسلامية .. لم أكن أتخيل أن يكون ما يُقدم يندرج تحت بند " التوك شوز" أو يُطلق على هذا المذيع الزاعق الصارخ لقب " إعلامي" .. ما شاهدته لم أكن أتخيله مطلقاً ..

كنت أعرف جهالة عمرو أديب من قبل ، وأنه يعانى من مشكلة فى الإدراك والفهم تجعله يتحدث برعونة تشبه الفيل الذى يدخل فى بيت من زجاج فيحطم كل شئ ويدهس بحماقته كل ما يلاقيه .. اكتشفت مع عمرو أديب ضياء رشوان الذى يفترض أنه نقيب الصحفيين فى مصر ، أصاب أديب ضياء بعدوى الجهل وقلة الأدب والافتراء والتشنيع والصراخ الهيستيري كأنهما يعيشان بالباطنية !

جاء ضياء ببيان مفبرك ادعى كذبا أنه للدكتور محمد بديع المرشد العام ، وقال أنها " وصية بديع للإخوان " ! ثم أخذ ضياء هذا البيان المفبرك وأعلن أنه أتى بما لم تستطعه الأوائل .. فهذا البيان المفبرك وفق زعمه يعد بداية انهيار جماعة الإخوان المسلمين، وأردف ضياء : خبرتى فى بيانات الجماعات الإسلامية تجعلنى أقول أنها نهاية الإخوان ، ويظهر من هذا الخطاب خوف المرشد ورعبه !

لم يكلف نقيب الصحفيين نفسه عناء الدخول إلى موقع الجماعة ليتأكد من هذه الوصية المزعومة ، بل لم يكلف خاطره البحث فى جوجل عن تاريخ الوصية المفبركة ومتى قيلت ولماذا .. لكنه مرة واحدة قطع بأن المرشد يعلن انهيار الجماعة وأنه بيان " وداع " !

لا ألوم ضياء رشوان .. فهو ارتضى أن يتخذ من توفيق عكاشة أستاذاَ له ، وسار على نهجه هو وجميع من يُطلق عليهم " إعلاميون" .. ألم يخصص أستاذهم عكاشة عدة حلقات للزعم بأن الرئيس مرسي التقى أيمن الظواهرى فى باكستان واتفق معه على العودة إلى مصر !

إنها نفس مدرسة الغش والخداع والتدليس .. مدرسة الصوت العالى والتشهير بعباد الله ، مدرسة التحريض والأكاذيب ..

ما معنى أن يكرّس عمرو أديب برنامجه ليدعو الناس للنزول يوم 30 / 6 لقلب نظام الحكم وعمل انتخابات رئاسية مبكرة بالمخالفة لكل الأعراف المهنية ولدستور الدولة ؟

ما معنى أن يفتعل هذا المذيع الذى خدم نظام الطاغوت حسني مبارك لسنوات ، مشكلة مع الإمارات ويشهر بالإخوان ، بدلا من أن يوجه هذه السخائم إلى صديقه ضاحى خلفان الذى لم يكف عن سب الرئيس محمد مرسي وقيادات الجماعة ويصفهم بالخرفان ؟؟

ما معنى أن يترك الحبل على الغارب لهذا المذيع ليروع المجتمع بالأخبار الكاذبة ، لتنال بذاءاته الجميع، حتى محافظ الأقصر الجديد الذى لم يكمل فى منصبه سويعات تناله وصلة من الردح والتشنيع لأن حضرة المذيع المحترم يرى أنه هو الأحق بالرئاسة وحكم مصر !

ما معنى أن يقوم هذا المذيع بالتحريض ضد المحافظين الجدد ، ويهيج الفتنة ويحرض الناس على غلق أبواب المحافظات ومنع المحافظين من الدخول ؟

ما معنى أن يشترك نقيب الصحفيين مع هذا المذيع فى كل تلك الأفعال ، وأحيانا يمارس ما هو أكثر من ذلك ليتحول المشهد إلى نوع من البلطجة الإعلامية التى لا وجود لها فى أى دولة بالعالم ..

هل هذه هى حرية الرأى والتعبير ؟؟

إن عمرو أديب الذى خدم مبارك لسنوات لم يجرؤ على الحديث بكلمة فى عهد مبارك، بل إن الطاغية المخلوع أوقف برنامجه إلى ما قبل الثورة بأيام، ومع ذلك كان يرى فيه القائد والبطل الذى لا تجوز معارضته .. وها هو الآن يدعى البطولة الزائفة ويصنع من نفسه دون كيشوت الجديد ..

عمرو أديب الذى كان يقيم بالفنادق المطلة على النيل بينما قيادات وشباب الإخوان كانوا فى سجون الطاغوت المخلوع يتعرضون للتعذيب والتنكيل ، يحاول الآن ركوب موجة الثورة !

إن المدرسة التى أسسها توفيق عكاشة وتعتمد على السب والقذف والصراخ والخروج عن المألوف والتشهير بعباد الله ، تحتاج إلى إجراءات رادعة من قبل الدولة ، لا سيما وزارة الاستثمار التى يقع على عاتقها وقف هذه المهزلة.. كما أن مصطلح " إعلامى" بحاجة إلى إعادة صياغة وتعريف ، فمن غير المعقول أن يطلق على أشخاص لا يرتقون لأخلاق البلطجية ، لمجرد أنهم يظهرون من خلال الفضائيات .