أي أمن تحفظون في الضفة الغربية المحتلة...؟!
د.م.احمد محيسن - برلين
ماذا لو كان محمد عساف جريحا.. أو لم يتأهل ويبدع.. فهل ستكونوا من الحاضرين أو السائلين ...؟!
إن استشهاد المواطن الفلسطيني المسن 62 عاما سعدي السخل في الضفة المحتلة في مدينة نابلس جبل النار.. في مراكز أجهزة أمن السلطة داخل مقر جهاز المخابرات في سجن الجنيد في مدينة نابلس.. إنما هو انتهاك لكل الحرمات الإنسانية ومحاكمة للنضال الفلسطيني.. حتى باثر رجعي...!!!
إن هذا الشهيد سعدي السخل الذي قضى على أيديكم وفي سجونكم.. هو والد الأسير في سجون الإحتلال.. المناضل مصطفى السخل.. الذي يقضي حكما بالسجن 11 عاما.. وهو أيضا والد الأسير المحرر رائد السخل.. وكذلك هو أيضا والد للأسير المحرر والمبعد إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار .. المناضل نائل السخل الذي كان أحد المطاردين المطلوبين لقوات الإحتلال في الإنتفاضة الأولى.. رغم إصاباته برصاص الإحتلال.. وهدم بيته...!!
فهل يكون مصير المناضلين المقاومين وأسرهم بمعاقبتهم ... ويكون مصيرهم هذه النهاية المؤلمة على يد ذوي القربى.. وتريدوننا أن نبقى صامتين...؟!
هل تخجلون من استشهاد المناضل سعدي السخل.. هذا المناضل والد المقاومين والأسرى والجرحى والمبعدين...؟!
لا والله لن نسكت بعد اليوم...!!
لن يستمر ظلم الظالمين إلى الأبد.. هذا قانون سماوي وأرضي.. وبكل الشرائع واللغات وعلى مدى العصور.. وأما ما يحلو لهم في فلسطيننا المحتلة بتسمية أنفسهم بالأجهزة الأمنية.. فنقول لهم.. إن اسمكم ووصفكم لحالتكم يتنافى مع طبيعة ممارستكم لعملكم على الأرض.. أي أجهزة أمنية أنتم..؟! وأنتم لا تعملون لصالح شعبنا وتواصلون الجرائم والإنتهاكات والإعتداءات على أبناءنا.. فأي أمن هذا الذي تقصدون وتوفرون ولمن يكون ذلك...؟!
بالله عليكم يا أجهزتنا الأمنية.. بكل أشكالها وألوانها وتعدد أسمائها وامتداداتها في الداخل والخارج.. ارحمونا من عربدة المستوطنين على امتداد الضفة المغتصبة إن كنتم قادرين...!!!
نرجوكم استدعاء مستوطن واحد انتهك حرمات أمهاتنا وبناتنا وإخوتنا إن كنتم قادرين...!!!
استدعوا مستوطنا واحدا فقط ... يستبيح حرمات مقدساتنا المسيحية والإسلامية إن كنتم قادرين...!!!
يا أجهزتنا الأمنية.. هناك خلف القضبان من يقبع في سجون الإحتلال لعقود من الزمن.. منهم من خاض بأمعاءه الخاوية معركة الشرف والكرامة.. ومنهم أطفال ومنهم نساء ومنهم قادة مناضلين.. أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم.. ننا شدكم تحرير أسرانا البواسل.. واستعداء نتنياهو وزمرته.. فهم يعتدون على شرفكم.. أتستطيعون ذلك.. وهذا هو صلب عمل الأجهزة الأمنية الحقيقية التي تحمي شعبها وتؤمن له الأمان ...!!
والله لوكان محمد عساف جريحا او من ذوي أسر الشهداء .. لكان قد احتاج لميت واسطة للإتصال به وعمل اللازم له.. فلماذا ركوب الأمواج..؟!
يا قيادة.. عملكم ليس فقط الاتصال من أجل الشاب الرائع محمد عساف.. وحضور عرب ايدل.. بل هو أكثر من ذلك بكثير...!!
يا أجهزتنا الأمنية...أنتم فقط أسود وعناتر على المساكين من أبناء شعبنا في الضفة المحتلة من أمثال الشهيد العجوز سعدي السخل وغيره من الشهداء الشباب الذين استشهدوا في مقراتكم.. حيث أنه كانت خمسة أيام فقط قد مضت على إستشهاد الأسير الفلسطيني عرفات جرادات تحت التعذيب في 23 شباط 2013 في سجن مجدو التابع للمؤسسة الصهيونية.. حتى طالعتنا أخبار إستشهاد الأسير الفلسطيني أيمن محمد شريف سمارة في سجن أريحا الفلسطيني بعد أربعة أيام من إعتقاله وتعذيبه ...!!
وما تصرفات الأجهزة الأمنية والسلطة قبل وبعد استشاهد عرفات جردات إلا دليل واضح على التواطئ.. وهي ترسل رسائل تطمينات ورسائل واضحة لحكومة نتنياهو.. بأنها لن تسمح بأي تحرك شعبي يؤدي الى هبة جماهيرية .. أو اندلاع انتفاضة.. تضع حد لهذه التصرفات التي يدفع شعبنا ثمنها دمه ومعاناته ...!!
أم يريدنا البعض من المداهنين النرجسيين والباطنيين.. بالمصادقة على القول بأن الأمور في الضفة المحتلة هي على ما خير يرام.. وهي أفضل من الوضع في سنغافورة.. كما قال أحد الأفاقين.. ولا يوجد هناك من استدعائات ولا اعتقالات ولا تعذيب في سجون الأجهزة الأمنية في الضفة المغتصبة ...!!
يا أجهزتنا الأمنية في الضفة المحتلة.. بالله عليكم كيف تحفظون الأمن وتوفرون لشعبنا الأمان.. وهذا الإحتلال يبطش بشعبنا أشكالا وألوانا.. ومستوطنة واحدة لا يتجاوز عمرها الثامنة عشر سنة.. تمسح الأرض بأتخن شنب في أجهزتكم الأمنية.. دون رد منكم ودون استدعاء لها...؟!
شبابنا يستشهدون في مراكزكم ومقراتكم .. شرفاء ومخلصين حركة فتح تعتقلونهم قبل غيرهم ...!!!
وشاهدنا كيف كان مصير الشهيد القائد ميسرة أبو حمدية.. والكل يعرف قصته.. هذا القائد الفتاحوي المخلص الأمين.. الوفي للعهد والقسم والوفي لفلسطين وشعبها.. استمعوا فقط لصوت نجله على اليوتوب ...!!
هذا هو الرابط وذلك قبل استشهاده وهي رسالة واضحة للقيادة.. تفضلوا
إنه من حق شعبنا علينا أن يعلم حجم الميزانية الهائلة التي تصرف على هذه الأجهزة الأمنية كما قال الأخ نبيل شعث.. وتقتطع من قوت أبناء شعبنا.. وهي في الحقيقة أجهزة لا توفر الأمن لمرور موكب سيارات في الضفة السليبة.. إلا بالتنسيق مع الإحتلال ... فعن أي أمن تتحدثون وتحفظون...!!
نحن نتكلم اليوم وبهذا النفس وبهذا العلو للسقف.. لأن الكيل طفح وزاد عن الحد.. ولا بد من تمرد شعبي ممن يتم استدعائهم.. وتمرد من ذويهم ومن أصدقائهم ومن معارفهم وجيرانهم... تمرد من كل شرائح الشعب ضد .. اســتدعـــاءاتــكم المسماة أمنية ...!!
إن استشهاد المواطن سعدي السخل بعد أن اعتقاله ونجله أنور السخل سويا من قبل جهاز المخابرات.. والإعتداء عليهم.. تعد خطيئة وجريمة بحق نضال شعبنا الفلسطيني.. ازدادت وبقيت تتكرر.. ولا يمكننا بعد اليوم السكوت على ذلك.. والمرور عليها دون أن نسجل موقفا وطنيا وأخلاقيا وإنسانيا واضحا ...!!
أي خزي وأي عار وأي منحدر وأي قاع وصلتم اليه ...؟!
لكننا نؤمن بأن الفجر قادم وصبر شعبنا على ممارساتكم لن يطول ....!!!