شبيحة حزب الله‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

ضوء أخضر وضعته الولايات المتحدة أمام حزب الله ليرسل شبيحته إلي القصير لاحتلالها‏,‏ تمهيدا لإقامة دولة علوية نصيرية علي ساحل الشام مثل التي أقامتها فرنسا دولة الاحتلال عام‏1920,‏

 والتخلص من العناصر المزعجة للكيان الصهيوني في الثورة السورية وخاصة جبهة النصرة الإسلامية التي حققت نجاحا ملحوظا ضد قوات سفاح دمشق. أقام حزب الله الاحتفالات في الضاحية الجنوبية ووزع الحلوي, ابتهاجا بانتصاره مع قوات سفاح دمشق وفيلق القدس الإيراني وعصائب الحق العراقية ولواء أبي الفضل العباس بعد سقوط القصير. كان السفاح قد أمطر المدينة المعزولة بالغارات الجوية والقنابل الانشطارية وأسلحة الدمار الشامل فضلا عن النيران الكثيفة التي لم تتوقف وصبها بالمدفعية الثقيلة ومدافع الهاون وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات طوال أسبوعين. حزب الله أنهي شهر العسل مع العالم العربي الذي صدق أنه مقاومة عربية إسلامية للعدو الصهيوني وليس تشكيلا طائفيا مسلحا ينحاز إلي قيادة الطائفة في إيران وذراعها النصيري في دمشق. والولايات المتحدة أثبتت أنها لا تهتم بحرية الشعب السوري الأسير الذي قيده آل الأسد طوال أربعين عاما بدعوي المقاومة والممانعة ولم يطلقوا رصاصة واحدة علي العدو الذي ضرب دمشق وما حولها في غارات علنية عرفها العالم كله وشهد نتائجها. صار حزب الله دولة طائفية داخل لبنان لها جيش يفوق جيش الدولة اللبنانية وينذر بصدام دموي بشع مع الطوائف اللبنانية الأخري. وفي كل الأحوال لم تستنكر أمريكا ما جري, ولم تسع إلي تغييره لأنه في صالح العدو.

لوحظ توقف بعض دول الخليج عن تزويد الثورة السورية بالسلاح الخفيف حين أثارت الولايات المتحدة بتهويل شديد موضوع جبهة النصرة والقاعدة ومشاركتهما في القتال ضد نظام السفاح, ورافق ذلك تصاعد الخلافات الحادة بين عناصر الائتلاف السوري المعارض في المنفي نتجت عنه انشقاقات وتصدعات انعكست علي الثوار في الداخل. لا أصدق ما تقوله أمريكا عن رغبتها في إمداد الثوار السوريين بالسلاح, ولا أثق في دول الخليج بالتبعية, ولكني أتمني علي المعارضة السورية في الخارج أن تتحد أو تختفي. وأرجو للمقاتلين الثوار مزيدا من الصمود والصبر والمثابرة, فالأيام حبالي بالمزيد.