القومي للمرأة

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

رفضت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشوري اقتراحا تقدم به النائب عادل عفيفي لإلغاء المجلس القومي للمرأة وتوزيع الميزانية المخصصة له مناصفة ما بين المجلس القومي لحقوق الإنسان والمجلس القومي للأمومة والطفولة‏.

وفي مجال تفسير رفض اللجنة قال رئيسهاالنائب إيهاب الخراط: إن المجتمع الذي لا يهتم بنصف طاقته لا يمكن أن ينهض. كلام رئيس اللجنة طيب وجيد, ويجب أن يطبق علي أرض الواقع بالاهتمام بنصف المجتمع الذي تمثله المرأة المصرية المهضومة بالفقر, والمتاعب اليومية, وتربية الأبناء, والمشاركة في العمل والإنتاج. ولكن ما علاقة المجلس القومي للمرأة بالمرأة المصرية ؟

هذا السؤال تتضح إجابته في قصة إنشائه علي يد سيدة مصر الأولي والأخيرة, وقد اتخذت منه منصة إطلاق لتغريب المرأة المصرية وتغريب معتقداتها, وتدمير حياة الأسرة المسلمة, وتحقيق ما يسمي التمكين للمرأة. المجلس القومي للمرأة الوجه الآخر للحزب الوطني الديمقراطي المنحل, ضم كوادر رجالية من الحزب أو الموالين له وللسيدة الأولي والأخيرة, وبعضهم كان مكلفا بكتابة خطاباتها والتحضير لاجتماعاتها مع المجلس, وطرح القضايا الاجتماعية والسياسية التي تشغل سيداته.

بؤرة التركيز في عمل القومي للمرأة كانت الأحوال الشخصية من المنظور الإسلامي, حيث سعي المجلس إلي تحرير المرأة من التشريع الإسلامي وإلغاء قوامة الرجل, وتحويل الحياة الأسرية إلي صراع بين الزوجين يهدم كيان الأسرة وتشريد الأبناء, ولك أن تتأمل قوانين الخلع بلا ضابط, والرؤية بإذلال الرجل, والأثاث من حق الزوجة ولو لم يكن في القائمة, والأخذ برأي المرأة ولوكان هناك حكمان, والسفر إلي الخارج دون إذن... مع الاستجابة لقرارات التغريب التي تصدرها الأمم المتحدة.

تحول المجلس اليوم إلي فرع من الجبهة المناهضة للنظام الشرعي القائم, ورئيسته تحضر المؤتمرات المعادية للنظام, وتكتفي بالحديث عن استخراج البطاقات الشخصية لبعض الفقيرات. أعضاء المجلس من سيدات المجتمع المخملي لا علاقة لهن بالمرأة المصرية الكادحة المكافحة, والأولي تحويل ميزانيته إلي المجلس القومي للطفولة والأمومة.