جنيف واستحقاقه ...

عقاب يحيى

هل يمكن وأوضاعنا على ما هي عليه أن نكون بمستوى استحقاق جنيف، وتداعياته؟...حضوراً، أم مقاطعة ؟، ام تعاملاً معه من قريب أو بعيد ؟..

ـ حين تنقصنا الرؤية السياسية الواضحة .  القيادة السياسية الواعية الموحدة . الثقة بالنفس . العلاقة بالأرض والعمل المسلح . الانفلاش والانفلات في أوضاع الإئتلاف..كيف سنتعامل مع استحقاق ثقيل كهذا يحاولون أن يُجمعوا عليه ويفرضوه كل ومشاريعه ومصالحه ؟؟..

يمكن الحديث الطويل في السلبيات والإيجابيات. في الغموض المقصود والتداخل. في الجرجرة وقابلية المطمطة وربما سنوات . في إظهار المعارضة معارضات متنابذة تلتفت للثانوي فيما بينها كي تنتف ريشها العتيق.. لتفصح عن ذات خاصة تحترف تسجيل الأهداف على بعضها بديلاً للتنسيق والتوافق..لكن، وبغياب الرؤية السياسية الموحدة.. ووجود خلافات كبيرة.. ماذا يمكن للإئتلاف أن يفعل مع هذا الاستحقاق ؟..

ـ هل يرفض من منطلق ردّ الفعل الانفعالي.. ويلوذ بالفرار ؟..

ـ هل يقبل وهو منقسم، وبحالة من الضعف والتنابذ لتأخذه الريح حسبما تريد، وبميزان قوىً يزداد اختلالاً لصالح الطغمة وشركائها ؟..

********

قبل أزيد من ثلاثة أشهر طرحنا فكرة أن تكون لدى الإئتلاف مبادرته السياسية الخاصة به المتضمنة رؤيته، ونواظمه، وحتى الشروط المنبثقة من وثائق القاهرة، وموجيات ذلك، وشروط تدعيم تلك المبادرة، وفي الأساس من ذلك : الارتباط مع الميدان، ودعم الجيش الحر والعمل على توحيده وتأمين مستلزمات تعديل ميزان القوى..ولم نفلح في التوصل لصيغة متفق عليها، ونام الأمر كغيره في فوضى التكرار .

ـ نعم جنيف غامض المرمى والمسعى، الوقت والمجريات. الضمانات والمفردات.. لكن هذا لا يكفي للرقاد على سلبياته وكفى، فعلى المعارضة أن تتعاطى معه وكأنه سيصير غداً، وان تبلور موقفاً عملياً بعيداً عن التشنج والإذعان.. كي يعبر عن خط الثورة، ومتطلبات المرحلة ولن يتمّ ذلك إلا بوجود عقلية مسؤولة تواجه التحديات بواقعية .

ـ هناك من يرفض بالمطلق أي حضور، حتى لو كان شكلياً، ولامتصاص ضغط، ناهيك عمّا يُطرح من مسألة المفاوضات، أو الجلوس مع وفد المجرم، وبتكريس بقائه المبدئي.. رغم الوعود الغامضة والتصريحات المتناقضة على أنه لن يكون جزءاً من الحل. وبعض هؤلاء يتهمون من يطرح مغايراً بالخيانة وبيع دماء الشهداء، والثورة.. مع التهديد العلني والمبطن..

ـ وهناك من هو على غرار مواقف هيئة التنسيق التي أعلنتها في وثيقتها المنشورة والةلقبول بالمفاوضات دون شروط مسبقة، وتحديد تفاصيل تغرق بالتفاصيل.. وكأن النظايستجيب، وما علينا سوى رسم خارطة طريق.. تبدو وكأنها تشعبات فرعية في غابة مترامية.. ذئابها ينهشون البشر، ورعاتها يتواطأون.. أو لا يعنيهم الأمر بشيء .

ـ ونحن منقسمون بين حالة شعبوية تريد كسب التأييد اللحظي.. فترفع وتيرة الرفض كيافطة في سماء بعيدة، وبين من يرى ضرورة التفاعل مع هذا الاستحقاق بجدية، وتشكيل خلية أزمة مختصة بكل حيثياته وصولاً إلى الموقف العملي الذي يستلهم روح الثورة، والتحديات التي تواجه بلدنا كالاشتراطات الضرورية في وقف العمليات الحربية فوراً، وانسحاب القوى الغازية من حزب الله وغيره، وإطلاق سراح المعتقلين، وتوفير ممرات آمنة للإغاثة وعلاج المصابين.. وقوفاً عند التمسك بتنازل المجرم : رأس النظام عن صلاحياته لغيره، وتحديد مدد زمنية، وضمانات دولية جدّية..

ـ ويبقى الأساس، وفي جميع الحالات : مسؤولية النهوض بالأعباء الكبيرة ..لتعديل ميزان القوى على الأرض وفقاً لمجموعة من المهام التي طرحت كبرنامج عمل مباشر التنفيذ . كي لا نكون بين كماشة الرفض اللفظي، أو الإذعان لضغوط ستكون كبيرة ..