القصير الصامدة، واستحقاقات المناصرة

د. عامر البو سلامة

سورية تناديكم (1)

القصير الصامدة، واستحقاقات المناصرة

د. عامر البو سلامة

سورية اليوم تتعرض لأبشع هجمة همجية ظلامية عتيقة جديدة، ملؤها العدوان، وأساسها أحقاد التاريخ، وشعارها دوافع الانتقام الهابط، يفرغون هذا كله على الآمنين في بيوتهم، ليرعبوهم ويذبحوهم، ويذلوهم.

حيث يقوم حزب الله!!!؟؟؟ مع نظام إيران ومن يتعاون معهم من الطائفيين في العالم، فيرتكبون جريمة كبرى بكل المقاييس، تأباها قوانين السماء، وترفضها كل دساتير الأرض، حيث يدخلون سورية – على مرأى ومسمع العالم كله، جهاراً نهاراً- مقاتلين مع نظام العصابة، المتسلطة على رقاب شعبنا في سورية الجريحة، سورية المنكوبة بهذه العصابة المجرمة.

ومن الأماكن التي يقاتلون أهلنا فيها، مدينة القصير، هذه المدينة التابعة لمحافظة حمص، وهي مدينة صغيرة بمساحتها وعدد سكانها، ولكنها كبيرة بصمودها، عظيمة بثباتها، أبية بشجاعة أهلها الأبطال المصابرين.

إخوانكم في القصير، أطفالاً ونساء وشيوخاً، يحاصرون من قبل هؤلاء الوحوش، الذين لا تعرف قلوبهم الرحمة، هؤلاء الذين اعتادوا شرب الدماء، والتعدي على حرمات الناس، وما نزولهم إلى شوارع بيروت في فترة من الفترات عنا ببعيد.

القصير المحاصرة الصامدة، يقتل أبناؤها وشيوخها، وتأبى نساؤها أن يخرجن، ويأبين إلا التشبث بالأرض، رغم الحديد والنار، والقصف المستمر، والدماء التي تثعب، ولا تكاد تتوقف، والحي منهم حسرة عليه لقمة الخبز أحياناً، أليس الدفاع عن أراضي المسلمين، من أفرض فروض الأعيان؟

هؤلاء ( الغزاة الجدد) و( التتار المصنعون)، يحتاجون من الأمة وقفة صريحة، من أجل أن نواجه ظلمهم وباطلهم ووحشيتهم وهمجيتهم، ألم يدخلوا إلى بلدنا سورية، وفي كثير من بقاعها- ومنها القصير- ليهلكوا الحرث والنسل؟

فما الذي فعلناه لرد هذا العدوان الأثيم؟؟ ومناصرة إخواننا داخل البلد، حيث جنود الطائفيين يدقون أبواب حلب الشهباء ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر).

إذا جلست إلى مائدة الطعام في منزلك، وبين أولادك، تذكر إخوانك في بلاد الشام، وما يصنع بهم.

عندما تأوي إلى فراشك استحضر صورة الأطفال والنساء، الذين لا يعرفون النوم، بسبب القصف، والأصوات المرعبة التي تقض مضاجعهم.

وهذه الذكرى بما حملت، توجب علينا أنواعاً من الحراك، الذي لا يجوز أن يغيب عن أبناء الأمة، وأحرار العالم، من منظمات وأحزاب، وقوى شعبية وجماهيرية، ومؤسسات رسمية، وجمعيات إنسانية، وجماعات حقوقية، وعلى رأس هؤلاء جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، فلا أعتقد أن هناك ظلماً أوضح من أن المرء يغزى في عقر داره، فهل من سامع للصوت، ينهض بواجب الوقت، وفرض الساعة؟؟

**********************

الثورة ثورة شعب، ومن خصائصها أنها ليست طائفية، ولا نريدها كذلك، ويدرك الشعب السوري، بوعي كامل فقه هذه الحقيقة، وانسحاباتها الخطيرة على الواقع، في تهديد السلم الاجتماعي، وما في بطن المسألة، من معالم الخسارة، وأسباب الضياع، لذا تجد من المشاركين في الثورة، جماعات من كل مكونات الشعب السوري، ومن القواسم المشتركة التي اتفقوا عليها، مبدأ التعايش الذي صنعه السوريون تاريخاً يسطر بصحائف من نور.

 الطائفيون هم العصابة المتسلطة، ومن معهم في قم وطهران وبغداد والنجف وبيروت، هؤلاء هم الذين يعلنونها طائفية ويريدونها كذلك، أما أبناء شعبنا يقولون: قامت هذه الثورة، من أجل العدل، ونصرة المظلوم، وتقرير الحرية البشرية، وتحقيق حقوق الإنسان.