مفارقات حب التسوق للمغتربات

مفارقات حب التسوق للمغتربات

أمر يدعو للتأمل والتفكر !!!

سليمان عبد الله حمد

[email protected]

«الغربة امتحان ونتائج على أرض الواقع ».. مقولة دومًا تطرق آذاننا من أخواتنا المغتربات اللائي يتلظظن من هجير ومر الغربة والحرمان الذي يعانين منه ببعد الأهل والأصدقاء وفقدان المحنة التي هي خير دواء ناجع للهجرة والاغتراب..

المغتربات اشتهرن بحب التسوق والذي أضحى ثقافة ثابتة لدى البعض منهن والتي قد تشمل شراء اشياء في كثير من الاحيان غير ذات اهمية او لا تفيد في شيء سوى ان لها مظهرًا جذابًا او انها ابتيعت بسعر باهظ، والذي يؤدي الى ظهور عادة الاسراف والبذخ لديهن ولا يدرين باسقاطات ذلك الوضع على ميزانية الرجل، ويحضرني هنا ما قالته احدى المغتربات عند زيارتها انها لا تدري عدد الثياب التي بخزانتها وكان ذلك كنوع من التفاخر والتباهي، فاستنكرت ذلك التصرف منها وتساءلت: هل تتحمل معاناة الغربة وشقاءها من اجل مظهر وثياب ترتديها وتتباهى بها وسط نديداتها اللائي لم يعرفن دروب الاغتراب او يسلكنها؟
ثقافة التقليد التي تجتاح العديد من النساء المهاجرات امر يدعو للتأمل والتفكر فيه، والى اي طريق سيقودهن ذلك، خاصة وانه يؤدي الى طول فترة اغتراب الزوج ان كان في الغربة وحده، اما ان كانت اسرته معه فبكل تأكيد ميزانيته الاقتصادية كل شهر في تردٍ ولا يستطيع للادخار سبيلا!!

سلبيات الاغتراب كثيرة ولكن عندما نجد ان المرأة العمود الفقري للاسرة والمجتمع واساس المستقبل لا تلقي بالاً لهذه السلبيات يحتاج لوقفة عميقة، فلماذا اخواتي المغتربات تعانين من مر الغربة ولا تحسبن ماذا سيحدث في المستقبل؟ وبكل تأكيد ليس كل المغتربات «ايديهن مقدودة» كما يقول المثل الشعبي، فهناك من تربط الحزام بقوة على مصروفاتها وتنظر لمستقبل ابنائها حرصًا منها على عدم ضياع سني الغربة هباءً منثورًا وتحسبًا للعودة النهائية الى اوطانهن وهن على ثقة بان ارضيتهن ثابتة ومستقبل ابنائهن ليس على كف عفريت..  

الحديث عن جديد الأسواق موضوع مفضل لمجالس النساء
اللاتي يشجعن بعضهن على ارتيادها، ولن نقول بان هذا عمل سيء على كل حال ولكن المبالغة فيه هي السوء بعينه، هوس التسوق لدى النساء فطن التجار الى ولع النساء به، ونشطوا للترويج لبضائعهم باستغلال ضعف النساء امام المعروضات، واستغلال المناسبات في المجتمع النسائي، وبعيدًا عن الإسراف الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه باستطاعتنا الظهور بمظهر لائق بدون خسائر مادية او معنوية تظل علقمًا تتذوقن مرارته كل حين..

فغداً سوف تهاجر كثير من الاسر إلى أرض الوطن في رحاب الاجازات السنوية لقضاء العطلة وتلك الايام والليالى بين الاهل والأحباب والتسامر حتى فجر ذاك الصباح المسكون بعبق ذكريات الأمس والحكايات الجميلة المسورة بجدار صمتك !!!