مجزرة بانياس، لا يمكن أن تمر بدون عقاب.!؟؟

مجزرة بانياس، لا يمكن أن تمر بدون عقاب.!؟؟

رضا سالم الصامت

أثارت المجزرة الفظيعة و الرهيبة و المشينة ، ردود فعل عالمية و استنكار نظرا لبشاعتها ، حيث ارتكبت قوات "منشار " عفوا " بشار" قرب بانياس الساحلية في شمال غرب سوريا استياء كبير  و عارم  حيث اتهمت المعارضة جزاري منشار بارتكاب ابادة جماعية ، بينما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قد تعيد النظر في تسليح المعارضة. و امتدت المعارك للمرة الأولى إلى بانياس الساحلية في محافظة طرطوس القريبة من اللاذقية وتشكل المحافظتان قلب المنطقة العلوية  التي قد تشكل الملاذ الأخير لنظام منشار الفاسد.

و بحسب نشطاء بالمعارضة، فقد فر مئات المدنيين  السوريين إلى طرطوس، بعد أن نفذت قوات الأسد  المذبحة الفاجعة في إطار عملية تطهير عرقي . و ذكر التلفزيون الرسمي السوري ، أن القوات المسلحة المجرمة تمكنت من القضاء على عدة إرهابيين في البيضا و بانياس و احتجزت مجموعة من الأسلحة ، في حين اتضح أنها مزاعم كاذبة لتغطية جرائمهم و أن الصحيح اتهم تعمدوا قتل أبرياء من مدنيين عزل لا علاقة لهم لا بالأسلحة و لا بالإرهاب ، أناس بسطاء يعيشون ظروفا قاسية لا ماء و لا كهرباء و لا دواء .

 و قالت مجموعة أو جماعة حقوقية معارضة أن أزيد من 77 مدنيا  سفكت دماؤهم دون رحمة أو شفقة في بانياس ذات الأغلبية العلوية و أن 72 شخصا في قرية البيضا السنية منهم نساء و أطفال و شيوخ ، قتلوا بدم بارد على أيدي قوات منشار الإجرامية الحكومية و قام مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بنشر قائمة اسمية لهؤلاء الشهداء .هذا و أوضح المرصد أن من الضحايا 14 طفلا عذبوا و قتلوا بأشد قسوة ، مشيرا المرصد بأن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود عشرات المواطنين الذين فروا من هذا الجحيم و قد فقد الاتصال بهم .

 في غضون ذلك و تزامنا مع هذه المذبحة الرهيبة ، كان منشار بشار الأسد يأتي على كل شيء ، و كان بصدد الاحتفال في جامعة دمشق لإزاحة الستار عن نصب تذكاري يرمز إلى شهداء قتلى الجامعات السورية بحسب وسائل الإعلام السورية  و بحضور عدد من الطلبة و عائلاتهم ، و قد عرض التلفزيون السوري الحكومي صورا لبشار و هو يبتسم و يمد يديه لمصافحة هؤلاء الشباب .و قد بدا سعيدا و هو محاط بحراسه الشخصيين .

إن هذه المجازر التي يرتكبها جنود المنشار هي مجازر بشعة ، تظهر وحشية و بربرية  النظام السوري الذي يواصل سياسة " الأرض المحروقة " و يدفع باتجاه المواجهة الطائفية . و عليه فان النظام يتحمل المسؤولية كاملة أمام الله و أمام القانون الدولي و ليعرف أن هذه الجرائم لا و لن تمر هكذا دون عقاب  و على جمعية الأمم المتحدة و جمعيات حقوق الإنسان و المجتمع الدولي و أحرار العالم و منظمات السلام العالمي اتخاذ الإجراءات العملية و القانونية و الإنسانية و اتخاذ مواقف صارمة من هذا الوضع المزري السيئ لتجنب المزيد من إراقة الدماء و تجنب مزيد الكوارث و اتخاذ موقف إنساني  مشرف تجاه هذه الأفعال المشينة التي يندى لها جبين الإنسانية  و إيقاف الجناة و مساءلتهم أمام العدالة الجنائية الدولية .