جوانتانامو فرنسي‏!‏

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

يظل التوحش الاستعماري الغربي علامة راسخة تصبغ تصرفات الغزاة الغربيين وتحكم سلوكهم‏.

ومهما تكن تصريحاتهم الفجة المباشرة من زمن بطرس الحافي عام1095 م.وهو يتقدم الهمج الهامج لتخريب الشرق الإسلامي واحتلال القدس العتيقة مرورا بأكاذيب نابليون وهو يذبح المصريين في حملته الدموية حتي هولاند وهو يغزو بلدا مسلما اسمه مالي بحجة مقاومة الإرهاب الإسلامي, فيقتل مئات المسلمين ويهجر الآلاف ويدمر عشرات القري والمدن في البلد المسكين; تبقي هناك شواهد علي دموية الغزاة وتوحشهم.

بعد أسابيع من تحذير حقوقيين في منطقة الساحل من خطورة الأوضاع جراء الغزو الفرنسي لدولة مالي, نبهت( المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة) من تحويل منطقة الساحل والصحراء إلي معسكر اعتقال كبير, علي غرار معتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا, حيث ترتكب فيه انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان بحق معتقلين إسلاميين.

لقد ذكر حقوقيون أن آلافا من العرب والأزواديين من سكان مالي تعرضوا لأبشع صور التعذيب والتنكيل بتهمة مساعدة القاعدة خلال سيطرتها علي إقليم أزواد. ومع ما قيل عن بدء سحب قوات الغزو الفرنسي, فإنها تواصل مدعومة بقوات إفريقية شن حملات اختطاف وتعذيب بحق عرب الشمال المالي. وأكدت محطات إذاعية موريتانية نقلا عن مصادر متطابقة قولها إن هذه القوات شنت حملات استهدفت إحداها سوقا في مدينة( فاو) واعتقلت خمسة عشر تاجرا وقامت بنهب ممتلكاتهم. وتتهم المنظمات الحقوقية قوات الغزو الفرنسية بخرق سافر لحقوق المعتقلين في شمال مالي, وسط تعتيم إعلامي غير مسبوق. وتتهم أيضا عشرات من المنظمات الحقوقية الموريتانية والإقليمية عسكريين ماليين بممارسة التعذيب بحق المعتقلين الإسلاميين قرب العاصمة باماكو.

هذا الوضع الذي صنعه الإرهاب الفرنسي دعا الحقوقيين إلي مناشدة المجتمع الدولي كي يساعد مالي في تأسيس نظام قضائي فاعل, بوصف ذلك الوسيلة الوحيدة لمنع قيام جوانتانامو جديد في البلاد. فالقضاء المالي كما قال الحقوقيون: قضاء فاسد وسيئ التنظيم, وعاجز عن مساءلة المسئولين عن انتهاكات مروعة وقعت شمالي البلاد.

تأبي فرنسا ألا تتأخر عن أمريكا في صنع جوانتانامو فرنسي, يعبر عن التوحش والاستهانة بالقيم الإنسانية, وأن بوش أو هولاند ولا يختلف عن نابليون لا يختلف عن بطرس الحافي!