السوريون يُذبحون بين مطرقة بني صفيون وسندانة الأصدقاء

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

السوريون يُذبحون

بين مطرقة بني صفيون وسندانة الأصدقاء

المراءون ومئذنة الجامع الكبير بحلب 

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

من قلب الأغلبية السُنّية وصل رئيس علوي إلى سُدّة الحكم ولو بالطرق الغير مشروعة ، ولكنه لم يكن ليصل لولا تسامح الشعب السوري الذي لايُميّز بين أطيافه ، مع أن الذي وصل إلى السلطة ماهي إلا عائلة حقودة ناقمة ، وبدلاً من مُلاقاة هذه الجميلة ، راحت تحفر في الأساس السنّي ، وتسعى إلى التغيير الديمغرافي ، بعدما استجرت الكثير من طائفتها لأهدافها المشئومة ، بما يصب في مصالح العائلة الأسدية الكريهة لبقائها ، وهذا ماشهدناه طوال عقود بائدة ، ومن أجل ذلك تواصلت بأوثق العلاقات مع أعداء الأمّة العربية والإسلامية ، بدءاً بإسرائيل فعملت هذه العصابة على حمايتها ، ورهنت القرار السوري بالخارج الأجنبي وليس مع المواطن السوري ، ومدت الجسور مع بني صفيون ، وكيف وجدنا الدعم العسكري والتسليحي الأسدي للفرس من خلال حرب الثماني سنوات في بداية الثمانينات ، ثم نشر الحُسينيات على مساحة الوطن السوري ، واليوم يكشفون القناع عن عميق حقدهم وهم يشعرون انهم منتهون بعد تحرير الثوار للمسجد الأموي الكبير في حلب من دنس عصابات آل الأسد ، فلم ينسوا أو يتناسوا ضرب مئذنتة ، وهي أقدم وأهم وأكبر وأعرق مساجد حلب بالدبابات ، كما دنسوه عند احتلالهم له وجعله ماخوراً للخنا والخمر والفاحشة وممارسة الرذيلة ، وما قام به شبيحة آل الأسد من تدمير للمساجد والآثار التاريخية التي تُعتبر حلب من أقدم مدن العالم ، ويُطلق عليها البعض بالجامع والحرم لوجود جسد النبي زكريا عليه الصلاة والسلام ، وهو مالم يستطع القيام به حتى ولا المغول والتاتار ، ولا أي استعمار حط رحاله المؤقتة على ربوع وطننا الحبيب ، وتاتي أهمية هذا المسجد في العملية التراكبية بوضع اللمسات عليه على مدار حقبة عهود الحكم الإسلامي ، ليكون مدرسة معمارية ، وتاريخاً نُقش في بنيانه ، ليكتب التاريخ أنّ تدمير أجزائه ، والعبث بمحتوياته واستحلاله للموبقات ، وهدم مئذنته جاء على يد أعتى عصابة عرفها التاريخ الانساني ، المُلقاة على عاتقهم من قبل أعداء الأمّة تدمير تاريخ وحاضر ومستقبل سورية ، عدا عن دخولهم في تحالف مع بني صفيون وأذنابهم لهذه الغايات التي ذكرناها لنقول وماذا بعد : 

وماذا بعد ؟ واليوم تشهد الساحة السورية تدخلا صفوياً فارسيا علنياً سافراً ، بعدما كان الاحتلال المجوسي لسورية تحت غطاء الأدوات الأسدية ، واليوم بتنا نرى الحرس الثوري الإيراني بكامل لباسه وجهوزيته وهو يُعلن مشاركته في الحرب القائمة على الشعب السوري ، وحزب اللات بكامل جهوزيته في القصير بحمص واحتلاله للقرى والبلدات السورية المتاخمة للحدود مع لبنان ، ووجدناه بكامل عتاده في مذابح داريا والقابون ومناطق عدّة بالمدن السورية ، ولم يعد عندهم مايخفوه ، وهم يُعلنون عن مواقفهم القذرة المنغمسة بدماء الشعب السوري ، بينما من سُموا ظلما وعدوانا بأصدقاء سورية ليس في معظمهم بأكثر من مارقين ، ومتاجرين بدماء الشعب السوري ، وهم لايفعلون أي شيء سوى التباكي على الأطلال ، والتنظير العقيم ، وبعض الخزعبالات الاسترجالية وقد أذاقونا العلقم من كل صعيد ، بل وشاركوا في سفك دمائنا من حيث لايُبالون ، ولكل مشهد لهم مخرجا ، ممثلون بارعون ، وأخر الأفشات الظهور العلني لحزب الله بمجازر داريا والقابون ، واحتلالهم للقرى السورية ، وتدخلهم السافر العلني في حمص ، فماذا هم ممن سُمّوا بأصدقائنا فاعلون ، ولماذا بقوا ساكتين وخاملين ، وأي مساحيق هم يضعون وهم يُخفون وجوههم الكالحة ، وبأي ميزان هم يكيلون ، والى متى هم منهزمون ، ولما لايتحركون وقد رأوا العلج الايراني كيف يغوص في الدماء السورية ، وهم في مدينة الوليد ينتقمون لتاريخهم المشبوه ، وأحبابنا في مصر الرسمية والحزبية يغتنمون ، على أشلائنا مُستفيدون ، وبنا صاروا يُتاجرون ، وقد فُتحت لهم خزائن المال الحلال ، وكانوا من قبل قد صرحوا ، بأنهم لن يلتقوا مع سفير القتلة الإيراني ، واليوم هم الى الآباط داخلون ، ومع القتلة الروس يتعاهدون ، ويوثقون أوثق الروابط والعهود ، هنيئاً مريئا ببيعكم الميمون ، فهل تظنون أن الله عنكم غافل ، فورب السماء والأرض إنه منكم لمنتقم ، وما أنتم عليه من الفتنة إلا عقاب من الله ، وما دعاء المظلومين والثكالي والأيامى والأرامل اوالجرحى والمُشردين والمنكوبين السوريين عنكم ببعيد ، بعدما كنا نعتقدكم سندنا الميمون ، ولأن كُنا مثقلين بالجراح والدماء لكننا على ربنا معتمدون ، فلينفعكم العلج الإيراني وأذنابه وبريق ذهبه وتوطئة استعادة أمجاده كما يحلو له أن يُسميه من وراء غبائكم ولهاثكم وراء السراب ، ولتنفعكم السياحة الروسية والشقروات الجميلات ، ولتنسوا سورية وأهلها ودماءها وأعراضها ، إنّا نسينا أن لنا إخوة ، بدلاً من أن يكونوا محورنا بعدما استأسد علينا الملعونون ، وصارت لحومنا نهشاً لكل غادر ، وبالله مُستعينون ، ففوزوا ببيعكم الذي بايعتم ، إنّا بُراءاء منكم ومن أعمالكم وعنكم راحلون... إنّا قد نسيناكم ، والله لن ينسى ماتفعلون ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم بإذن الله رغم أنوفكم.