عامانِ منَ الألَمِ والأمَلِ
ثورةٌ حتى النصر
الحمد لله القائل: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } (155) سورة البقرة
والقائل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (214) سورة البقرة
والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: لا يبقى على ظهر الأرض من بيت مدر ولا وبر إلا أدخل الله عليهم كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل يعزهم الله فيجعلهم من أهلها أو يذلهم فلا يدينوا لها) حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
أيها الشعب السوري الثائر:
بعد مرور عامين على انطلاقة ثورتنا المباركة التي أذهلت البعيد قبل القريب بتفردها وصمود أهلها وتكالب الأعداء على وأدها، وتخاذل الأخوة والأصدقاء عن نصرتها هاهي تسير محفوفة بألطاف الله عز وجل تسعى إلى غايتها من النصر والتمكين بإزالة هذه الطغمة الفاسدة عصابة بشار الأسد المجرمة، ثورة يقودها شباب وشيوخ رجال ونساء باعوا أنفسهم لله.
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (111) سورة التوبة
أيها الشعب السوري الثائر:
انظروا إلى ما أكرمنا الله تعالى به من بشائر النصر والفرج والتمكين خلال هذين العامين المنصرمين، فها هي المطارات الأسدية ما بين مغلقة ومحاصرة أو محررة قد سيطر عليها الثوار الأحرار، والطائرات التي كانت تصب حممها على الأبرياء تتهاوى واحدة إثر الأخرى، وها هم جنودهم مختبؤون في جحورهم، وفي كل يوم نسترد جزءا من أرضنا المسلوبة وها هي ثورتنا تتسع وتمتد حتى وصلت إلى كل بقعة أرض من سورية الحبيبة
أيها الشعب السوري الثائر:
إن من موجبات النصر الإخلاص لله تعالى في النيات، والتعاون ونسيان الأنا والذات، والذوبان في الجماعة، وتوحيد الصف والكلمة، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ} (4) سورة الصف
أيها الشعب السوري الثائر:
شيباً وشباباً رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً في الداخل والخارج إن ثورتنا المباركة تحتاج كل واحد منكم على اختلاف اتجاهاتكم وانتماءاتكم فلا تبخلوا عليها بمجهودكم مهما فل فما ترونه قليلا هو كثير عند غيركم، فالجهادَ الجهادَ بالمال والنفس والعلم والعمل.
قال تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (41) سورة التوبة
سدد الله على طريق الثورة خطواتنا، وكلل بالنصر ثورتنا وأعلى في عليين مقام شهدائنا ومنَّ بالشفاء العاجل لجرحانا وبالحرية لمعتقلينا والعودة لمهجرينا.
قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (126) سورة آل عمران.
ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد، ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد، ألا هل بلَّغنا اللهمَّ فاشهد.
صدر عن الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سوريا
الثلاثاء 8/جمادى الأولى/1434هـ - / 19/آذار/2013م
الأمين العام: د.محمد مصطفى عبد الرزاق
رئيس الهيئة: الشيخ أحمد محمد نجيب