حكم جهاد النساء في الشام ؟
حكم جهاد النساء في الشام ؟
عبد الله المنصور الشافعي
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من خير الأعمال وأفضلها وأعظمها الجهاد في سبيل الله تعالى والجهاد نوعين جهاد نفرة وغزو وجهاد دفع وصول وقد كره العلماء الأول للنساء إلا أن تخرج للتمريض والمعونة في المطعم وغيره واستحب لها أن تكون كبيرة ورغم هذا فإن المرأة إذا خرجت مع المسلمين لمعنى جاز لها القتال عند الحاجة وقد فعلته أم عمارة وأم سليم وصفية بنت عبد المطلب وفعلته " لبوة الله " أم حكيم بنت الحارث بن هشام وزوج عكرمة بن عمرو بن هشام (أبو جهل) رضي الله عنهم ولعن أبا جهل حيث قتلت رضي الله عنها في معركة مرج الصفر سبعة من الروم عند قنطرة أم حكيم التي سميت باسمها بعد أن استشهد زوجها وكان عروسا بها (وهو خالد بن سعيد تزوجها بعد استشهاد زوجها وأبيها وأخيها في اليرموك),أما الجهاد الثاني وصورته أن يدهم العدو المسلمين فهذه لم يختلف فيها أيضا العلماء من أنه واجب على الجميع كبير وصغير -قادر- ورجل وامرأة , قال الكاساني إذا دهم العدو عم النفير وقال في الشرح الصغير يصير فرض عين على كل آحاد المسلمين .ولا ريب أن حكمالمرأة السورية في الشام تختلف حسب المكان والزمان في أرض الشام فكل أرض محررة أو يخشى اقتحامها والتنكيل بأهلها لعلة ظاهرة يصير حكم الجهاد فيها فرض عين على كل أفراد المسلمين القادرين
أما علة كراهية العلماء القتال للنساء فهي ضعف البنية وهذا المعنى المستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما كانت هذه لتقاتل" قال السرخسي في السير الكبير ليس للمرأة بنية صالحة للقتال وقال غيره لاستيلاء الخور والجبن عليها وخشية أن يظفر العدو بها ويكشف عورتها ويهتك عرضها , فإذا علمنا هذا وعلمنا أن الفتوى كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه تقدّر زمانا ومكانا وشخصا فإني أقول بأن للمرأة السورية أن تقاتل اليوم في الشام قتال نفرة وخروج مع الثوار بشروط منها أن تكون مع محرم معها أو مجموعة تثق بها وأن تقاتل قتال اختصاص وكفاءات كأن تكون عالمة بإطلاق الصواريخ أو أحد أنواع الوظائف التكنولوجية الحربية مما لا خشية للالتحام فيه مع العدو -وهو ضابطه- أو حتى رامية "قناصة" فقد أثبت العلم اليوم أن المرأة ربما تكون أكثر موهبة من الرجل في التسديد لأسباب ليس ههنا محلتفصيلها ولا ننسى هنا دور القناصات الروسيات في الحرب العالمية وعلى سبيل المثال فقد قتلت القناصة الروسية ليودميلا بافليتشينكو 309 مقاتل نازي قنصا ببندقيتها وعمّرت بعد الحرب العالمية الثانية نحوا من 30 سنة , كما أن أحد العلل التي علل بها علماؤنا منع النساء من القتال هي أن لا يستدل بذلك على ضعف المسلمين وقد نازع كثيرا من المفكرين اليوم وأطباء النفس في هذا واعتبروا أن الحقيقة هي عكس هذا فمشاركتها ترهب العدو وتشعره بأن الأمة التي يحاربها أمة مجاهدة محاربة رجالها ونساؤها وهذا مما يورث في نفسه الخذلان .والحق أن هذا أمر نسبي يقدر أيضا بناء على قاعدة الإمام الشافعي فما قاله علماؤنا بالنسبة لعصرهم صحيح وما قاله الخبراء اليوم بالنسبة لعصرنا صحيح ينطبق ربما علينا في الشام وله من الفوائد الباطنة والظاهرة ما لا يتسع لبسطه المقام .والله أعلم.