مطامع إيران في سورية والبحرين على طاولة دولية
إيران تنقلنا إلى الأخطر
مطامعها في سورية والبحرين على طاولة دولية
والمعارضة ( ما في حدا )
زهير سالم*
حسب وكالة مهر الإيرانية صرح مساعد وزير الخارجية الإيراني لشئون دول آسيا ( عباس عراقجي ) أن بلاده تقدمت باقتراح إلى مجموعة ( 5 + 1 ) والمكونة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ( الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسة والصين وروسيا ) ثم ألمانيا ، والمختصة بالمفاوضات حول الملف النووي الإيراني ؛ بضرورة إدراج ( الأزمة السورية والأزمة البحرينية ) على جدول أعمال مفاوضات إيران مع المجموعة المذكورة ، والمقرر عقدها في كازاخستان في السادس والعشرين من شباط الحالي !!
وأعرب السيد عراقجي عن أمله أن تحظى المقترحات الإيرانية بدمج مستقبل سورية ومستقبل البحرين بفصول الملف النووي الإيراني بموافقة كافة الأطراف الدولية ...
ومع أن الاقتراح يمس مباشرة سيادة دولتين عربيتين تعمل إيران على احتلالهما فإن هذا الاقتراح على خطورته لم يلق ما يستحق من ردود الفعل العربية لا على مستوى الجامعة العربية ولا على مستوى الدول العربية منفردة ...
إن وضع مصير دولتين وشعبين عربيين في ثنايا ملف قضايا إيرانية داخلية ، واعتبار مصير هذين الشعبين أوراقا تفاوضية في المقايضات الإيرانية على طاولة الملف النووي أصبح بعد هذا الاقتراح أكبر من مؤامرة وأكثر من سماجة إيرانية كريهة وتستحق أكثر من الإدانة والشجب . ليس فقط على أصحابه وإنما على كل الذين ما زالوا يعتبرون إيران جزء من الحل
ثم إن تشاغل قيادات المعارضة السورية في مختلف هيئاتها عن القيام بواجبها بالتصدي لكل ما يحوكه بشار الأسد وشركاؤه ( روسيا وإيران ) ضد الدولة والشعب والثورة السورية لهو نوع من التخاذل أو التخلي عن الواجب الأهم . تشاغل أصبح الصمت عنه نوعا من التواطؤ المريب ...
ماذا نتوقع أن تقدم إيران للغرب من حساب ما تدعوه ( حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية ) مقابل السماح لها باستلحاق البحرين ، وباحتلال سورية أرضها وإنسانها وثقافتها عبر وكيلها المعتمد بشار الأسد ؟!
نعتقد أنه ولو لم تستجب دول ( 5 + 1 ) مباشرة للمقترح الإيراني بإدراج ( وجود دولة البحرين و حرية الشعب السوري وكرامته ) على جدول المساومة ؛ فإنها لن تجد مانعا أن تصغي إلى كل تفاصيل عروض الصفقة الإيرانية ، وان تجدّ في عقدها إذا حققت الحد الأدنى الذي يزيل قلق أوباما ويرفع الحرج عنه في ملف ( إيران النووي ) وليس في ملف الشعب السوري حيث يؤمن أوباما أنه في سورية ( لا حرج مما كان ومما يمكن أن يكون ) .
خطورة بالغة الحساسية يمثلها الاقتراح بوضعه المطامع الإيرانية على الطاولة الدولية . إيران تملك الآن الجرأة لتضع مطامحها أو مطامعها في البحرين وفي سورية على طاولة حوار دولية ، وكأنها صاحبة حق مشروع مكتسب أصبح من حقها أن تفاوض عليه !! وهذا الإجراء في بعده الدولي هو الخطوة المكملة لما أعلنته الواشنطن بوست بالأمس عن تشكيل الكتائب الإيرانية على الأرض السورية . وهو يمثل تطور معلن لمحاولة إيران تحويل سورية أرضها وشعبها إلى ولاية إيرانية يتمتع سكانها بمثل حقوق قبائل البشتون أو شعب الأحواز .
إن كل الذين اعتبروا إيران في يوم من الأيام جزء من الحل هم الذين ساهموا ومهدوا لولادة هذه اللحظة الخطيرة في تطور الأطماع الإيرانية في سورية العربية. وشاركهم في ذلك من قابل موقفهم بالصمت المبهم ..
ما تقوم به إيران على هذا المحور هو جهد مستعلن متعدد الأبعاد يستحق من كل قوى المعارضة السورية جهدا مقاوما وموازيا يحبط المخطط ، ويحاصر أصحابه من إيرانيين وغيرهم ، ويخرجهم من دائرة التأثير . ولن ينفع في الموقف سياسات المجاملة والمداهنة ..
من السهل أن نعلن أننا نرفض ونستنكر ونشجب ونأبى ولكننا نعلم علم اليقين أن كل هذا لن يغير من حقيقة الأمر شيئا ولو وقعت على الرفض والشجب كل قوى المعارضة حتى المتشاغلة منها بما تريد أن يكون ..
إيران تبذل جهدا منظما لاستلحاق البحرين واليمن والاستيلاء على سورية ، يشبه إلى حد كبير ما بذلته المنظمات الصهيونية منذ مطلع القرن العشرين للاستيلاء على فلسطين . والجهد المنظم إنما يقابل بالجهد المنظم . ولا بد لقوى المعارضة السورية وتشكيلاتها وهيئاتها وأحزابها أن تعلم ما تريد ..
اللهم فاشهد ...
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية