تفجير معبر الحوار
معاذ عبد الرحمن الدرويش
انطلقت مبادرة السيد معاذ الخطيب للحوار مع القتلة ، و سرعان ما تحولت إلى سجال سياسي و تسجيل مواقف و رمي كرات بملعب الآخر.
فمن موقف شخصي من السيد معاذ الخطيب إلى تبني دولي و ترحيب روسي إيراني ...
وافقت العصابات الأسدية على الحوار بشرط أن يكون المكان في سوريا و ليس في خارجها و من ثم تم تحديد المكان في دمشق.و هذا بحد ذاته رسالة واضحة و صريحة أن العصابات لن تتنازل عن سوريا و دمشق و تعتبر نفسها حتى اللحظة صاحبة السيادة الحاكمة الأبدية لسوريا و أن معاذ الخطيب و كل من وراءه من شعب و ثورة ليسوا سوى عصابات إرهابية.
رد السيد معاذ الخطيب بشكل ذكي على أن يكون الحوار في شمال سوريا باعتبار أنه أصبح محرراً و خارج سيطرة العصابات الأسدية.
فجاء الرد السريع و الحاسم بتفجير معبر باب الهوى و الذي يعتبر آخر نقطة سورية في الشمال.
لتؤكد العصابات الأسدية للخطيب أنها لا تزال صاحبة السيادة على الأرض و السيادة بالنسبة للعصابات هو كل منطقة يمكن أن تصل لها صواريخهم و قذائف مدافعهم و براميل طائراتهم.
هذه هي لغة الحوار التي تفهم بها عصابات متجذر في فكرها سياسة الأرض المحروقة .
فالنسبة لهم كل من يملك فكر معارض لوجودهم مطلوب للموت هو و أهله و أصدقاؤه و الحجارة التي تؤويه و الأشجار التي تظله و الشوارع التي يمشي عليها و القرية أو المدينة التي ينتسب لها.
فتفجير معبر باب الهوى هو تفجير لأي معبر سياسي أو حوار يمكن أن يفكر به أحد .
و على الشيخ معاذ الخطيب أن يحمد الله أن العصابات الأسدية تسرعت قليلاً في فعلتها هذه المرة و لم توافق على الحوار في شمال سوريا و بحضور الشرع و بكل الشروط التي يريدها و من ثم تقصف المكان و تفجره بمن فيه .