خطاب الاسد يثبت انه خارج التاريخ
زهير سالم لـ "النهار":
زهير سالم*
القيادي في "الاخوان المسلمين السوريين" زهير سالم لـ"النهار":
خطاب الأسد يثبت انه خارج التاريخ.. و"العالم الحر" مسؤول عن وجود تطرف في سوريا
النهار-
رأى القيادي في جماعة الاخوان المسلمين السوريين زهير سالم أن خطاب الرئيس السوري بشار الاسد يثبت مرة جديدة انه "ما زال يعيش خارج التاريخ والوقائع" مضيفاً في حديث الى "النهار" من لندن ان الاسد "ارسل الكثير من الرسائل السلبية التي تؤكد على عزلته والتي عبرت عنها ردود الفعل الغربية على خطابه، كما ان الاسد لم يتوان عن اهانة الابرهيمي بقوله لا نريد ان يأتي الينا من يعلمنا ماذا يجب ان نفعل". وقال سالم ان الاسد يريد الاطاحة بأي مبادرة لحل سياسي لا يضمن بقاءه في الحكم معرباُ عن تمسك المعارضة السورية بالحل السياسي الذي ينطلق من "استبعاد الاسد ومجموعته الامنية والعسكرية عن السلطة".
واعتبر سالم ان اطلالة الاسد وسط حشود من قلب العاصمة السورية لا يمكنها ان تؤثر على معنويات المعارضة "فدار الاوبرا التي اختار الظهور فيها تقع في منطقة شديدة التحصين في دمشق وبعيدة عن الاضطرابات، واتتنا الاخبار من دمشق منذ الصباح حول اقفال الطرقات وقطع الاتصالات، كما ان الاخراج المسرحي من اطلالة الاسد الى ديكور المسرح والحضور المتنوع في صفوف الجمهور، هو عمل مخابراتي بامتياز". ورأى سالم ان "تقديم الاسد مبادرة سياسية على مراحل تدل في تركيبة الذهنية البعثية على ضعف وقرب انهيار" مشيراً الى ان "لهجة الأسد المتعالية تذكر بخطابات القذافي وتبشر بأن خطاب اليوم هو آخر خطاباته".
وحول تركيز الأسد على فكرة مقاتلة جيشه لإرهابيين بالتزامن مع ما ينشر في الصحافة الغربية عن تمدد "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة في الشمال السوري، علّق سالم بأن "بشار كوالده لا يتوقف عن تقديم نفسه للغرب كمحارب للاصوليين" قائلا ان "هناك لوبي إعلامي عالمي يدعم مشروع الاسد في هذا السياق عبر التركيز على ممارسات شاذة يقوم بها افراد متطرفون وتضخيمها لتشويه سمعة المعارضة". وحمّل القيادي الاخواني "العالم الحر الذي تلكأ في دعم ثورة السوريين المدنية السلمية منذ اندلاعها مسؤولية تحويلها الى ثورة مسلحة استقطبت لاحقا مقاتلين لدعمها من الخارج وشهدت تجاوزات من قبل افراد لا يمثلون المجموعة الثائرة".
ونفى سالم ان يكون للإخوان المسلمين "تنظيم عضوي مسلح" داخل سوريا و"ان كان السواد الاعظم من اعضاء "لواء التوحيد" ينتمون الى الفكرة الاخوانية الوسطية". واذ انتقد التسرع الغربي في وصف بعض من يأتون من الخارج للقتال مع السوريين المعارضين بالارهابيين مشيرا الى وجود افراد منضبطين في جبهة النصرة، خلص سالم الى ان "سوريا لن تكون بيئة حاضنة للفكرة الاسلامية المتطرفة وما ان يسقط بشار على الجميع ان يلقي السلاح".
* مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية